أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الحصانة الشعبية ضد التطرف

بقلم : د. مهند مبيضين
26-12-2016 12:11 AM
الإرادة الشعبية والحصانة المجتعمية هي الرهان للوقوف ضد قوى التطرف، فمن اربد إلى معان ومن الأغوار إلى المفرق أثبت المجتمع الأردني أنه على قلب واحد، ضد كل الهياكل الخبيثة التي تريد اختطاف المجتمع وتكوين مواطن التطرف وبث سموم الكراهية ضد الأبرياء.
ومن يراقب المجتمع في رد فعله على أحداث الكرك سيجد أنه وقف صفاً واحداً وروحاً موحدة ضد التطرف وضد طروحات المتطرفين، وهي حالة شعبية قدمها المجتمع بعد استشهاد الطيار معاذ الكساسبة وبعد اسشهاد الضابط راشد الزيود وبعد عملية الركبان وعملية البقعة.
الحالة المجتمعية في أعلى مستويات التوحد، وفيها الكثير من الدروس التي يستفاد منها، إذ شكل الناس وعياً جمعياً كبيراً للحظة التي مروا بها، وهي لحظة الخوف على منجز الدولة، والدفاع عنها، مهما كانت خلافاتهم مع الحكومات أو مهما كان نقدهم لاداء الحكومات.
وهنا على العقل السياسي البناء على هذه الحالة، والاستثمار الايجابي بها، والنهوض بالمجتمع من بابها المشرع على معاني التضحية والفداء، وهي تضحية مقدمة سلفاً من قبل الأردنيين للدولة التي تعبوا من أجل بقائها وحولهم الدورس الكبيرة في الإقليم كي يُبقوا على ما بنوه محصناً منيعاً.
اليوم تتكرر الدعوات لمحاربة التطرف وتنشأ الدوائر المتخصصة في المؤسسات، وقد جرب الناس الكثير من الندوات والمؤتمرات والدراسات المتخصصة، ليثبت لنا أن وعي الأردنيين وحدسهم وكرامتهم وحبهم لوطنهم أكبر من كل ذلك، وأنها تشكل الحزام المانع للاختراف والذي يشدّ ظهر الدولة.
اليوم ترتقي المعاني الوطنية ممزوجة بشيء من النقد والعتب، ولكنها فطنة وواعية إلى مسألة الدولة التي جعلها الاردنيون فوق كل شيء، وجعلوها من أسمى المعاني التي يدافعون عنها في سبيل وطن منيع قوي، من غير المقبول أبداً أن ينكسر أو يُهاب فيه الموت في سبيل الدفاع عنه.
اليوم ينبعث في بيوت عزاء الشهداء مقولة واحدة، تتردد من ذويهم “أبناؤنا فدا الوطن” وهي أجمل تعبير وأبلغ البلاغات الكلامية في الموقف الصعب بأن يستجمع الأباء حزنهم وينثروه على مواطن الشهادة فداءً للوطن، ومن أجل البقاء في حصانة المواجهة المطلوبة كي يبقى هذا الوطن شوكة في وجه الأعداء.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012