بقلم : اسامة عكنان
07-01-2017 03:54 PM
أدلت السفيرة الأمريكية في المملكة الأردنية الهاشمية 'إليس ويلز' بمكتبها في مقر السفارة في الرابع من هذا الشهر بتصريحاتٍ تحذِّرُ فيها السلطات الأردنية من انقطاع الدعم المالي الأمريكي للأردن قريبا، مبررة ذلك بقولها:
'إن الولايات المتحدة والأردن وقعتا قبل سنتين أربع اتفاقيات مِنَح أميركية بقيمة 786.8 مليون دولار، ضمن برنامج المساعدات الاقتصادية المقدمة للمملكة من واشنطن مقابل تطمينات ووعود أردنية بالسيطرة على العاصمة السورية دمشق، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات من تلقي التطمينات، وبعد مرور سنتين من توقيع اتفاقيات المِنح الأمريكية لم يتمكن الأردن من تحقيق وعوده، ولم يتم تحقيق المصالح الأمريكية في سوريا، وأن نظام الأسد تعزز في الوقت الحالي كثيرا بالنسبة للسنوات الثلاث الماضية، وأمريكا مخطئة بوضع ثقتها في الوعود الفارغة، وقد حان وقت التراجع عنها' (!!)
يذكرنا هذا التصريح المرافق لأحداث محلية وإقليمية هامة وخطيرة، بتصريحات السفيرة الأميركية في العراق صيف عام 1990، والتي اعتمد عليها صدام حسين في اجتياحه للكويت عندما فهم أنها عدم ممانعة أميركية في أن يقتص العراق من الخليجيين بدءا بالكويتيين على مواقفهم إبان حربه مع إيران، ليكون فعله ذاك المقدمة الكارثية الرعناء التي أدخلتنا في متاهة لم نخرج منها حتى اليوم، رغم مرور أكثر من ربع قرن على التصريح وعلى الزلزال الذي نتج عنه (!!)
أما لماذا يذكرنا تصريح السفيرة 'إليس ويلز' بتصريحات نظيرتها في بلاد الرافدين قبل ربع قرن، فلأن التصريحين يتشابهان في أنهما يستهدفان توجيه السلوك العسكري لأعلى سلطتين سياسيتين في الدولتين، 'الرئيس صدام حسين' في العراق، و'الملك عبد الله الثاني' في الأردن، رهانا من واشنطن على الرعونة والغرور عند الأول في عام 1990، وعلى التبعية والرعب عند الثاني في عام 2017 (!!)
النابهون في خفايا كيفية إدارة العقل الأميركي للأزمات السياسية في الإقليم، يعرفون أن السفيرتين تكذبان، رغم أن كذب السفيرة الأولى كان كذبا مطمئنا لصدام حسين ليخوض حربه المغامرة ساندا ظهره إلى الجدار الأميركي العظيم، فيما يبدو كذب السفيرة الحالية كذبا مُرعبا يجعل الملك عبد الله الثاني يفكر جديا في خوض الحرب خوفا من عدم خوضها، طمعا في أن لا تهدم أميركا الجدار العظيم الذي يستند إليه فيما لو تعقَّل وامتنع عن خوضها، ما دامت رسالة السفيرة في تصريحها قد وصلته بالشكل المطلوب وهو: 'إما ان تحارب وإما أن ...' (!!)
إلا أننا نستطيع التأكيد على أن جرعة الكذب في تصريح السفيرة 'إليس ويلز' في عمان قبل يومين، أكبر بكثير من جرعة الكذب في تصريحات نظيرتها السابقة في العراق، لأن حجم التهديد والتوبيخ اللذين انطوى عليهما التصريح، كانا كبيرين كي يغطيا على حجم الكذب المرافق لهما، وكي يحاصرا خيارات الشخص المستهدف الذي هو 'الملك عبد الله الثاني' ومعه بطانة أصحاب القرار من حوله، ويحصرانها في خيار واحد ووحيد لا مفر له ولهم منه هو 'خيار الحرب' (!!)
ولكن ما هي القصة والحبكة في الموضوع كي نكون واضحين ودقيقين (؟!)
السفيرة الأميركية تبدي غيظها من أن النظام الأردني كان قد طمأن الأميركين قبل ثلاث سنوات على أن السيطرة على دمشق – يعني إسقاط نظام بشار الأسد – ستتم خلال ثلاث سنوات، ولكن الأمر لم يتم، بل إن نظام بشار الأسد قويَ أكثر وتوطدت أركانه.. إلخ، وهو ما جعل واشنطن تفقد الأمل وتضطر لتكشِّرَ عن أنيابها لنظام وعدها بإسقاط بشار الأسد فأخفق في الوفاء بوعده، وتكشير الأنياب الأميركي تمثل في التهديد بإيقاف دعم الأردن بحوالي 800 مليون دولار (!!)
والسفيرة إذ تصرِّح بهذا الهراء يبدو أنها توجه كلامها لمن يعيشون في وهم أن أميركا كانت وما تزال حريصة على إسقاط نظام بشار الأسد، وأنها فعلت المستحيل بمساعدة عملائها ووظيفييها لتحقيق ذلك، لكنها فشلت في نهاية المطاف، ولهذا فهي تهدِّد من خذلوها وتتوعدهم بأن تتنقم منهم، وعلى رأسهم النظام الأردني الذي كان يُفترض أن يتولى هو بنفسه الإجهاز على نظام بشار.. إلخ (!!)
إن هراء السفيرة 'ويلز' ينطوي على الوقائع الثلاث التالية:
أ – أن هناك وعد أردني بالسيطرة على دمشق.
ب – أن أميركا تراهن وتعول على نظام أردني تعرف ظروفه وإمكانياته جيدا في ظل الفوضى التي تسود الإقليم.
ج – إن أميركا ليست هي التي كانت تحول دائما دون سقوط نظام بشار الأسد.
وهذه الوقائع الثلاث هي محض أكاذيب ولا أساس لها من الصحة:
- فالنظام الأردني لا يمكنه أن يَعِدَ أو أن يلتزمَ بشيء إقليمي بهذا الحجم الضخم، وإنما هو مجرد نظام وظيفي، يعرف إمكاناته وأدواره جيدا، فيعد ويلتزم بما يُكَلَّف به فقط.
- كما أن واشنطن لا يمكنها أن تُكلَّف النظام الأردني بما تعرف هي نفسها أنه يقع بعيدا جدا عن دوره وإمكاناته على جميع الصعد.
- ولأنها وإن كانت تريد إحداث تغييرات جذرية في سوريا، إلا أنها كانت تحرص على أن تكون هذه التغييرات نتيجة توازن قائم على دمج عقيدتين هما:
- عقيدة نظام الأسد والبعث السوري في المقاومة والقائمة على مبدأين هما:
* المقاومة بالوكالة وليس بالأصالة.
* التوازن الإستراتيجي مع العدو، وهو ما يؤجل المقاومة الحقيقية المهدِّدَة لمصير إسرائيل إلى يوم القيامة.
– عقيدة المعارضة في الدولة الديمقراطية المدنية التي تكفل تنفيس الاحتقانات التي تراكمت على مدى أكثر من أربعين سنة من الاستبداد وسياسة الحزب الواحد.
وهذا يقتضي أن تحرص على عدم سقوط النظام وعلى عدم هزيمة المعارضة في ذات الوقت، لتتحقق معادلتها الإستراتيجية متجسِّدَةً في ظهور العقيدة الجديدة الناتجة عن دمج العقيدتين القديمة والصاعدة.
وبالتالي فكل ما جاء في تصريح السفيرة الأميركية في عمان، وكل الغضب الذي عبرت عنه بتوبيخها وتهديدها للنظام الأردني، هو مشهد كاريكاتوري غير محبوك الكتابة، وإن كان محبوك الإخراج، من فيلم إقليمي دخل مرحلة تمثيل الفصل الأخير من السيناريو المعد له، فكم يبدو سخيفا ومثيرا للسخرية أن نتصور أن الولايات المتحدة التي تحرك روسيا وإيران، والتي ترسم خرائط الشرق الأوسط، وتفكِّك أوربا، وترفع هنا لتخفِّض هناك، كانت من الحاجة والعوز بحيث انتظرت وعدا وعدتها به أهم أداة من أدواتها، والتزم به لها واحد من أعتى الأنظمة الوظيفية في المنطقة، هو النظام الأردني، وأنها ستضطر لتغيير سياستها تجاهه لأنه خذلها وأفشل سياساتها الإقليمية التي كانت معتمدة فيها عليه (!!)
إن الولايات المتحدة تريد من الأردن أمرا يبدو أن وقته قد حان، وإنَّ من يتابعون متغيرات الإقليم بدقة وعناية يستطيعون تلمُّسَ ما الذي تريده الولايات المتحدة من الأردن، وما الذي تدفع بالنظام الأردني إلى اتخاذه من قرارات مصيرية خطيرة، بحيث تطلَّبَ كلَّ هذا الغضب والتهديد والوعيد والتوبيخ من قبل سعادة السفيرة للتغطية على حزمة الأكاذيب التي ستُطْرَح تمهيدا له (!!)
إن مجموعة من المتغيرات والأحداث حصلت في الأردن وفي الإقليم خلال الأشهر الأخيرة سنعرضها باختصار شديد في هذا التحليل الذي سننهيه بالاستنتاج الأخير:
أ – إعادة هيكلة القوات المسلحة على نحو ينضح بالدلالات التي لا تبتعد كثيرا عن ربط المؤسسة العسكرية وتحديدا في قياداتها الأساس الفاعلة، بالأرض بمعناها العشائري والعائلي والقبائلي المباشرة، فمعظم التغييرات التي حدثت في القوات المسلحة كانت تقول لأهل الشمال الأردني بكل وضوح، أن شمال الأردن هو أرضكم وديرتكم، وأنتم أولى الناس بالدفاع المباشر عنه، بعيدا عن واقعة أن كل الأردنيين معنيون بالدفاع عن بلدهم في نهاية المطاف (!!)
ب – أعمال إرهابية في 'الكرك' و'الشوبك' وقبلها على الحدود الأردنية الشمالية، كلها من فعل داعش، تأسيسا للغضب الشعبي ولتخليق المكونات النفسية لعملية عسكرية باتجاه الأراضي السورية (!!)
ج – ظهور قائد الجيش الأردني ولأول مرة في تاريخ الأردن متحدثا في السياسة عبر وسائل الإعلام العالمية، في تمهيد لمكانة الفعل العسكري المقبل في القرار السياسي الذي قد يتخذ عند شعب عشائري وقبائلي البنية أهمية قد تصل إلى حد الولاء المطلق غير القابل للنقاش عندما يأتي من قبل العسكريين أنفسهم (!!)
فإذا كان الأردن يشارك التحالف في ضرب تنظيم داعش في 'الرقة'، فلماذا لا يضربهم في حوض نهر اليرموك وهم على بعد كيلومتر واحد من الأرض الأردنية (؟!)
وهذا أمر بدهي سيصبح بعد مرور وقت قصير جزءا من رغبة وطنية عارمة ينتظرها الأردنيون، ما داموا قد استمعوا لرئيس أركان جيشهم الجنرال 'محمود فريحات' يعلن عن أن كتيبة 'خالد بن الوليد' الموالية لداعش تتمترس على بعد 1000 متر فقط من دبابات الجيش الأردني (!!)
فكيف سيكون الحال إذا كان الجنرال فريحات قد قال ذلك في سياق تأكيده على أن الأردن يشارك حتى اللحظة في الضربات الجوية للتحالف ضد داعش (!!)
بل كيف سيكون حال الاحتقان النفسي عند الأردنيين في اتجاه الموافقة على أيِّ تحرك عسكري أردني باتجاه سوريا عندما يُزَجُّ المواطن البسيط في خانة تساؤل مفاده:
'ما دام العداء علنيا ضد داعش التي وصفت الشرطة الأردنية بأنهم مرتدون، وتتبنى عمليات إرهابية داخل المملكة، لا بل بعد أن أصدرت فدوى بكفر كل الأردنيين وجواز قتل رجالهم وسبي نسائهم، فلماذا لا يصار إلى ضرب حلفاء داعش في حوض نهر اليرموك، خصوصا وأن الجنرال فريحات جدَّد في لقائه مع محطة البي بي سي تأكيده على أن الجيش النظامي السوري غير موجود في الطرف الثاني من حدود بلاده، ما يفاقم الخطر، ويبرر أكثر فأكثر حتمية التدخل العسكري الأردني في الجنوب السوري' (!!)
قدَّر البعض أن ما يقصده الجنرال قد يكون تمهيدا لاشتباك عسكري بدعوى القصاص من حلفاء داعش، ولكن ولأنه لم تكن توجد قبل الأشهر الأربعة الأخيرة معطيات من شأنها تأكيد مثل هذا السيناريو، فإن استراتيجية الأردن كانت حتى ما قبل هذه الأحداث ما تزال قائمة على احتواء المشكلات السورية داخل الأرض السورية، والسهر على منع عبورها للحدود الأردنية قدر الإمكان (!!)
ولكن إنه لأمر مقلق جدا أن يتحدث قائد الجيش الأردني في شؤون سياسية إقليمية، وأن يوجه رسائله سواء للنظام السوري أو للنظام الإيراني عبر قناة أجنبية، لأن مثل هذه الأمور كان يفترض أن تكون من واجبات وزير الخارجية ورئيس الوزراء إن لم تكن من واجبات رأس الدولة نفسه (!!)
إنهم يريدون منا باختصار شديد أن نبدأ بالاعتياد على الأمر في حد ذاته، ليتحول الاعتياد إلى أن نصبح مسكونين بتقبل مردوده المتمثل في أن الخيار العسكري أصبح فوق السياسة، وأهم منها وليس من حقها أن تفرض نفسها عليه (!!)
دعونا نضيف أمرا آخر إلى المسألة:
إن لجوء الجنرال فريحات إلى استخدام مفاهيم سياسية منتقاة بعناية، يؤكد ما نذهب إليه هنا في هذا التحليل، من أن القرار العسكري يمهِّد لبيئة ذهنية أردنية سيتقبل المواطن الأردني بموجبها أن تكون الإرادة العسكرية فوق مساءلة السياسة لها، فعندما يسمع المواطنون الأردنيون المخاوف والهواجس السياسية والعسكرية من أفواه نخب العسكريين أنفسهم، تذوي في مخيلاتهم قداسة وسمو السياسة، وتحل محلها قداسة وسمو العسكرتاريا (!!)
إن استخدام الجنرال 'فريحات' مصطلح 'الحزام الإيراني' بدلا من مصطلح 'الهلال الشيعي' التقليدي في الخطاب السياسي للنظام الأردني، يوحي بأن الأردن يمتوضع سياسيا وليس عقائديا في الخندق المعادي لإيران، وأن الخلاف سياسي وليس مذهبيا، ومن الواضح أن هذا الخطاب موجه للأردنيين لا بشكل مباشر، بل عبر توجيهه للغربيين أولا، وعندما يصبح هذا الخطاب مُتَقَبَّلا في أعراف الإعلام الغربي، فإننا سنتقبله كأردنيين بعد أن ندقق في مكونات هذا الخطاب وفي نتائجه، خصوصا عندما يكون خطابا صادرا عن المستوى العسكري الذي يثق فيه الأردنيون، وليس عن المستوى السياسي الذي لا يثقون فيه بموجب خبراتهم في التعامل مع السياسيين (!!)
من الواضح أن هناك موالا ستغنيه أميركا في الأردن أو عبر الأردن، وتمهِّد له بهذا الكلام الفارغ الذي تربط فيه السفيرة بين دعمها المالي ووعود أردنية غير منطقية وغير عقلانية حول السيطرة على دمشق في ظل صراع إقليمي أطرافه روسيا، وإيران، وتركيا، وأوربا.. إلخ، وكأن الولايات المتحدة كانت تراهن على الجيش الأردني الذي لا يتجاوز تعداده ثلثي تعداد ميليشيا 'الحشد الشعبي' في العراق، وتعداد ميليشا إيران في سوريا، في التحكم في سيرورة أزمة عالمية مثل الأزمة السورية جُنِّدَ لها مجلس الأمن على مدى خمس سنوات وفشل في حلها حتى الآن، بل وكأن الوضع الحالي في سوريا ليس تجسيدا لرغبة وإرادة وسياسة أميركية أصلا (!!)
لقد سيق وأن كتبنا أكثر من مقال منذ أكثر من سنة حول تصورنا للواقع السياسي الذي سينتج عن إشراك الأردن في أيِّ أعمال قتالية برية لها علاقة بالشأنين السوري والعراقي، عندما سَرَتْ إشاعة رَوَّجَ لها بعض الصحفيين المعبرين عن رأي الديوان الملكي الأردني آنذاك، وأكدنا حينها على أن أيَّ فعل من هذا القبيل وإن كان يحتاج إلى مقدمات تبرّره وتؤسِّس له شعبيا – وهي قيد الإعداد والتجهيز على ما هو واضح مما أوردناه حتى الآن – فهو مقدمة لابد منها لإحداث بلبلة في الوضع الداخلي للأردن، يخلق كلَّ المبررات لدى إسرائيل للتدخل في شمال الأردن لاحتلال بعض أراضي الأردن، وتحديدا مرتفعات أم قيس، وربما بعض الأغوار الشمالية، بحجة حماية أمنها مما يحدث في الإقليم شمالها وشرقها، بعد أن تغيرت الموازين وبدا واضحا أن الأردن لن يعود قادرا على حماية حدود إسرائيل كما كان أمره منذ عشرات السنين، وليكون كل ذلك مقدمة لا مفر منها لإعادة إنتاج القضية الفلسطينية على أنقاض 'أوسلو' التي استنزفت كلَّ قدراتها على أيِّ تسويف جديد لحل الصراع، خاصة بعد أن بدا واضحا أن مشروع 'الدَّحْلَنَة' الذي كان يُعَدُّ لوراثة 'أوسلو' قد فشل (!!)
وأخيرا، فعندما نعلم بأن الرئيس بشار الأسد صرَّح بأن 'درعا مشكلة أردنية، وعلى عمان تحمُّل النتائج'، لتخرج علينا بعد ذلك مباشرة سعادة السفيرة 'ويلز' بغضبها غير المبرر، والذي بدا من خلاله أنها ممثلة فاشلة، نعلم يقينا أنها تبعث برسالة تهديد شديدة اللهجة لصانع القرار الأردني وبطانته المقربة، بعد أن بعث النظام السوري بالرسالة التمهيدية للأمر، وهو ما يوحي بقرب حلول وقت تمثيل المشهد الأردني في فيلم 'الشرق الأوسط الجديد'، وقد بدأ النظام في عمان يستعد لذلك، فاستعدوا أيها الأردنيون لتدخلوا الدوامة، بجيشكم الذي سيزحف مبتعدا عنكم شمالا، ويترككم عراةُ أمام جيش إسرائيل الذي سيزحف نحوكم من الغرب شرقا (!!)