17-01-2017 08:00 PM
كل الاردن -
لعلي في البداية اوضح أنه ليس دائما ذوي القربى هم فقط من نرتبط بهم بصلة الدم والنسب ، بل قد يكون الصديق وزميل العمل ورفيق الدرب أكثر قربا من معظم الاقرباء ، خاصة عندما نرافق اشخاصا سنوات طويلة نمضي معظم اوقاتنا معهم في عمل نخدم فيه وطن يجمعنا جميعا فوق ترابه وعشنا معهم ليال طول نسهر على حمايته من كل من يفكر مجرد تفكير في الإساءة للوطن وللشعب الذي ننتمي إليه بشرف وكرامة.
ما دفعني اليوم للكتابة بهذا الموضوع هو ما نشعر به اليوم من ظلم ممن اعتبرناهم رفقاء درب ، فكم كنا نتمنى أن يتوقف الظلم على تلك الفئة التي اعتبرتنا يوما أعداء لهم ولما يخططون له ولم يتركوا وسيلة لتشوية وطننا وسمعتنا إلا ومارسوها ، قبل أن يتم تكريم بعظهم ليصبحوا وزراء وسفراء وأعيان ويزج المنتمي والصادق في السجون بعد أن يتم تشويه سمعته وتخوينه.
يقال أن الحق يعلو ولا يعلى عليه ، ولكن علينا أولاً أن نميز الحق من الباطل فمن يقول كلمة الحق في الزمن الصعب لا يمكن أن يكون باطلا إلا في نظر من أصابته تلك الكلمة وكشفت حقيقته ، فلا يجد أمامه إلا حرفها عن هدفها الصحيح حتى تصبح لعنة وجريمة يستحق العقاب عليها ، والمصيبة إذا اكتشفت أن من حولها وحرفها هم من كنت تعتقد انهم ذوي قربى وهم خط الدفاع عنك في وجه من يشكك بك وبالانتماء الوطني الذي لا يقبلك الشك في وجدانك.
لعلي اعترف أن زمننا هذا لم يعد الكلام والنصحية بالطرق التقليدية مسموعه فيه ، ولذلك يضطرالبعض إلى رفع الصوت أو أختيار العبارات القاسية أو عالية السقف كما يقال بقصد إيصال رسالته فقط ، فيقوم البعض بتحويلها من أجل الطعن بك والتملق على حسابك تقربا من موقع أو مسؤول دون أدنى ذنب قد يشعر به أمام ضميرة أو حتى دينه وأخلاقه.
خلال السنوات السابقة عندما كنا نخرج في مسيرات إصلاحية أو نصدر بيانات تطالب بذلك لم نرفع يوما شعار يمكن أن يشير إلى تقويض نظام الحكم أو حتى إثارة الفوضى لا بل وتصدينا بكل قوة لمن حاول ذلك ، ودافعنا عن الوطن ليس تقربا من مسؤول أو لنيل وظيفة ولا حتى لشكر من أحد وكان يكفينا أننا نخدم وطن عشقناه ونظام حكم ما زال في نظرنا عامل توازن واستقرار بغض النظر عن بعض السياسات التي نتحفظ عليها في العلن وليس كما يفعل البعض يقولون في العلن ما يعاكس ما يقولوه في مجالسهم الخاصة.
اليوم لنا رفاق أمام القضاء صاحب الكلمة الأخيرة خاصة بعد ما شعرنا به من ظلم ذوي القربى نتمنى ان لا تختلط الأوراق وأن يدرك الجميع قبل فوات الأوان ونحن على أعتاب حضور عربي من خلال القمة القادمة ، وأن يتدخل العقلاء لإنهاء هذا الملف وإرسال رسالة أن الوطن للجميع وأن صاحب الحاجة يرفع صوته أحياناً ولكن بالقطع لا يمكن مقارنته بمن رفع يده وأحياناً السلاح في وجه الوطن والشعب.