أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


ترامبو والبلقان والقاع السوري الذي سيبلعه وجوقته

بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
28-01-2017 08:00 PM

ترامبو والبلقان والقاع السوري الذي سيبلعه وجوقته
*كتب : المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

ما أسماه فخامة الرئيس ترامبو(أي دونالد ترامب ورامبو)بالمنطقة الآمنة حيث سال لعاب البعض العربي لها: هو عنوان مشترك بين الأمريكي والتركي تحديداً بمضمون مختلف(بعبارة أخرى ليس هناك توافق بينهما على ماذا يجب أن تكون عليه ما تسمى بالمنطقة الآمنة في الداخل السوري وعلى الحدود، وهي تحتاج الى مناطق حظر جوي سوف تصطدم بالفيتو الروسي والصيني)، وأعتقد هي وصفة منتهية الصلاحية في المسألة السورية، بعد مضي أكثر من ست سنوات وبلا أفق وللتسلية السياسية، كل هذا الى حين أن تنضج الرؤى الأخرى بمضمون التفاهم على المصالح المشتركة للعملاقين الروسي والأمريكي في جلّ المنطقة، وعبر رافعة ديكتاتورية الجغرافيا السورية، وعنوانها النسق السياسي السوري والرئيس الدكتور بشّار الأسد.

فثمة هيلاري كلنتون أخرى وباراك أوباما آخر في شخص الرئيس دونالد ترامب(ترامبو)، تجد فيه العنصرية البيضاء في هيلاري، والحقد على لون الذات في أوباما، كون المشغّل واحد(البلدربيرغ الأمريكي رغم الأنقلاب الأبيض داخل نواته، بين دولة الظل العميقة الجديدة والتي رأت في ترامبو امتداد لها، والدولة العميقة الكلاسيكية والتي ترى في هيلاري وأوباما امتداد لها)، وأمريكا ما زالت كما هي من الداخل لم تتغير وان تغير الرئيس، فالأخير عنوان حكومة الأتوقراطية الأمريكية الداخلية حكومة الأغنياء'طبقة الأرستقراطيين الأغنياء' وأداتهم التنفيذية المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فأمريكا لا يغيّرها حاكم، لأنّه افراز المناخ الداخلي وتشابكاته الخارجية في البلدربيرغ، لا بل هو صدى المصالح الطبقية الحاكمة، والأخيرة يعبر عنها الكونغرس الأمريكي بكارتلات أعضائه كممثلين للشركات والمصانع، من هنا نلحظ أنّ عين الملك عبدالله الثاني، تستهدف دائماً وأبداً في زياراته الى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، الفريق السياسي للرئيس أيّاً كان الرئيس، والتشكيلة الراهنة للكونغرس الأمريكي، حيث الثابت أنّ الذي يعمل على تسييل رؤى البلدربيرغ الأمريكي، هم الطبّاخون السياسيون في البيت الأبيض والكونغرس، وليس شخص الرئيس 'ترامبو' كما هو في الحالة الراهنة.

ومن أسباب الأنقلاب الأبيض في البلدربيرغ الأمريكي أو ان شئت لنسميه التمرد المتفاقم داخل جنين الحكومة الأممية، أنّ الدولة العميقة الكلاسيكية في الداخل الأمريكي ركّزت على منطقة الشرق الأوسط عبر ما يسمى بالربيع العربي وحروب الوكالة والأدارة من الخلف وممارسة استراتيجية الأستنزاف للروسي والصيني عبر الحدث السوري، وتناست تلك الدولة العميقة الكلاسيكية الأمريكية الصين واستراتيجياتها الأقتصادية والمالية على غفلة من أمرها حيث أكثر الدول شراءً لسندات الدين الأمريكية هي الصين، فحقق الأقتصاد الصيني نمو وتقدمات فاقت الأقتصاد الأمريكي، والأخير اقتصاد الحروب، عزيزي القارىء الأقتصادي لتحليلي هذا: تخيل لو قامت الصين بطرح سندات الدين الأمريكية التي تملكها للبيع في السوق السوداء، ماذا سيجري للأقتصاد الأمريكي ومن بعده الأقتصاد العالمي؟ اذاً من مصلحة أمريكا وباقي الدول في العالم، أن تتاح مسارات الأستفادة لكي تربح الصين لا تخسر!.

فالأقتصاد الصيني ملتصق بالأقتصاد الأمريكي كالعلقة ويتغذَى عليه بنهم، وهنا رأت دولة الظل الموازية العميقة الأخرى داخل البلدربيرغ الأمريكي، والتي ترى في الصين عدوّاً رقم واحد وكذلك الحال في الروسي، أنّه لا بد من تغيير الناطق الرسمي باسم نواة الحكومة الأممية، فوجدت أنّ دونالد ترامب امتداد لها في كارتلات الحكم الجديدة عبر العملية السياسية الأمريكية، بعبارة أخرى فخامة الرئيس(ترامبو)هو امتداد لدولة الظل العميقة والتي انتصرت على دولة الظل الكلاسيكية العميقة الأخرى داخل البلدربيرغ الأمريكي، حيث السلطة انتقلت من أثرياء تقليديين الى أثرياء حداثيين، وبالنتيجة فانّ لهذا الأنقلاب الأبيض تداعيات عديدة على المستوى المحلي الأمريكي والأقليمي والدولي وعلى أدوات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي في الداخل السوري، وما نشاهده الآن من عمليات تذابح بين المجاميع الأرهابية في الشمال السوري وما سيلحقه في الجنوب السوري(حرب أهلية داخل المجاميع الأرهابية في الداخل السوري)هو نتاج ومن تداعيات ذلك الأنقلاب الأبيض.

البلقان ساحة صراع وتنافس جديدة، لأثرياء العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي الجدد، كصدى لدولة الظل الموازية العميقة والتي انتصرت على دولة الظل العميقة الكلاسيكية، حيث تعد ساحات ومساحات دول البلقان كحيّز جغرافي استراتيجي بنكهة تماثل ديكتاتورية الجغرافيا السورية في قلب أوروبا، بمثابة بريد سياسي وعسكري واقتصادي تجاري يوصل جلّ الرسائل المتتالية للفدرالية الروسية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتادت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي على هذا الأستخدام والتوظيف الشامل لساحات ومساحات دول البلقان، عندّ كل مفصل قاطع ومرحلة مفصلية من مراحل خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية المتأرجحة، تبعاً لمحطات الصراع وقت الحرب الباردة وما بعدها وحتّى اللحظة الراهنة، بعد الفشل الأمريكي في الحدث السوري. زيارات قادة وكوادر وعناصر وأدوات مجتمع المخابرات الأمريكية المتعددة للبلقان، لم تتوقف يوماً ان لجهة السريّة منها، وان لجهة العلنيّة أيضاً، فصراع الأدمغة حاضر مع مجتمع المخابرات الروسي، ومجتمع المخابرات التركي، فالأخير(المخابرات التركية)يعتبر البلقان مناطق امتداد جغرافي لتركيا، في أحشاء جغرافية القارة العجوز أوروبا.

مؤخراً وقبل قسم فخامة الرئيس ترامبو الدستوري، قامت بعض كوادر وكالة المخابرات المركزية وعناصر أخرى من جلّ مجتمع المخابرات الولاياتي الأمريكي، بزيارة في غاية الأهمية الى البلقان، ان لجهة المكان وما يشكله من أهمية لنواة الدولة التركية العسكرية والمخابراتية، وان لجهة التوقيت والدلالة، كون الجبهات في الشرق الأوسط تستعر، وثمة تطورات عميقة في الميدان السوري رغم حالة السيولة الشديدة التي تعاني منها المنطقة، فمن محطة حلب العسكرية واستعادتها الى حضن الدولة الوطنية السورية، الى محطة أستانا لتثبيت وقف الأعمال القتالية، والتي هي نجاح حقيقي للروسي بالتعاون مع الأيراني والتركي نتاج المحطة الأولى، الى محطة ضرب الطيران السوري الحربي لتجمعات الأسايش الفرع السوري لحزب العمّال الكردستاني في الحسكة، مع ظهور اشارات ومؤشرات بدايات الفدرلة الكرديّة في الشمال السوري والشمال الشرقي(تكتل الأسايش وما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية، والتي هي ليست بقوّات ولا سورية ولا ديمقراطية، بل ميليشيات مسلّحة تتردد واشنطن في الأعتماد عليها في معركة الرقّة القادمة، حيث البيئة هناك عربية بالخالص)، بجانب ارسال البنتاغون لطائراته الأف 16 المتطورة لحماية قوّاته الأحتلالية(في قاعدة الرميلان، وقاعدة عين العرب، وقاعدة غرب الفرات، وقواعد عسكرية أخرى يجري تدشينها كقاعدة تل البيدر غرب الحسكة كبديل لقاعد انجرليك في تركيا)ومستشاريه العسكريين، حيث كل هذا العديد والعتاد العسكري الأمريكي، دخل ودخلوا كلصوص ومجرمين وسفلة تحت جنح ليل، والهدف هو حماية أدواتهم الكرد السايش وما تعرف بقوات قصد، لغايات مزيد من التوظيف للعميل قبل التخلي عنه نهائيّاً عبر تصفيته.

أحسب وأعتقد أنّ زيارة هذا الفريق الأمني المخابراتي بايعاز من البلدربيرغ وبالتشاور مع مستشار الرئيس ترامبو لشؤون الأمن القومي، الى البلقان كمحطة أولى قادتهم الى زيارة صربيا، والبوسنه، وكوسفو، لهندسة السياسة الخارجية لأمريكا هناك، لا بل أنّ الأستخدام والتوظيف هذه المرة من قبل اليانكي الأمريكي للبلقان كبريد رسائل لمن يهمه الأمر لكل من تركيا وروسيّا وايران وأخيراً الصين، وبشكل خاص الى تركية بعد رصد من نواة مجتمع المخابرات الأمريكي، للهجة عدائية متصاعدة لأمريكا ومقلقة لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، كون جغرافية وديمغرافية البلقان تعتبر كما أسلفنا سابقاً، بمثابة امتدادات جغرافية لتركيا كثقوب في أحشاء القارة الأوروبية، والتي يسعى اليانكي الأمريكي الى مزيد من التوظيفات لها في الصراع مع الروسي والصيني، لأضعاف الأقتصاد الألماني، أقوى اقتصاديات أوروبا، ثم تفجيرها من الداخل عبر تركيا ليصار الى تفجير تركيا لاحقاً، ليصار الى توظيفات لعقابيل تفجير تركيا ازاء روسيّا عبر الأستثمارات بورقة الأرهاب من خلال العبث بدم الأيديولوجيا، والأخيرة تقود الى تعاظم وتصاعد في الفاشيّة الدينيّة في ما تسمى بالحركات الجهاديّة السنيّة لضرب ايران، وأكثر ما تخشاه الأخيره(أي ايران)هي تلك الحركات الجهاديّة السنيّة.

والمتابع الدقيق للشأن الدولي والأقليمي، كنتاج للعبث في(المفاعل النووي لمسألة الأزمة السورية)، عبر العبث بالجغرافيا والديمغرافيا السوريّة كمؤامرة، يلحظ أنّ هناك ثمة تلميحات أمريكيّة ومؤشرات الى امكانيات هائلة، في ضرورة استخدام البلقان كجغرافيا وكساحات وحدائق خلفية، يصار اعتمادها أمريكيّاً بديلاً لتركيا في اندفاعات الأستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وازاء ايران، من هنا الكل شاهد زيارة وزير الخارجية الأيرانية محمد جواد ظريف الى كوبا قبل مدة، حيث النفوذ والدور الأيراني موجود في الحدائق الخلفية لليانكي الأمريكي في دول أمريكا اللاتينية، وثمة زيارة مرتقبة للوزير ظريف الى القارة الأفريقية(تم تأجيلها لغايات أمنيّة)عزيزي القارىء راجع تحليلنا عبر المارشال جوجل: الأسرائيلي يتمدد في القارة الأفريقية عبر الحفرة اليمنية والعربي يتبدّد). اليانكي الأمريكي عبر زيارة كوادر المخابرات الأمريكية للبلقان مثلاً، يريد أن يحدد لأنقرة هوامش السياسة التركية في المسألة الكرديّة، وموضوعة فتح الله غولن، وعلاقات تركيا بالناتو( الرئيس ترامبو يعتبره من الماضي وهو أصلاً كذلك وهذا ما يخيف أوروبا)، وخديعة انضمام تركيا الى أوروبا، وهوامش السياسة التركيّة أيضاً المنفتحة ازاء روسيّا وايران، والساعية الى انفتاحات مباشرة(مساعد لمدير المخابرات التركي زار العاصمة السورية مباشرةً، بعد ضرب الطيران السوري لمجاميع كردية في الحسكة وكذلك في ضرب داعش في مدينة الباب السورية، وكان ذلك رسالة لتركيا، ترافق مع بيان للجيش السوري يستحضر مفردات بيان الجيش التركي ازاء حزب العمال الكردستاني والأسايش الكرد، وفي المعلومات زيارة لعلي المملوك ومعه أديب زيتون ومساعده غسّان خليل قد تجري هذا الأوان لتركيا)وغير مباشرة مع دمشق عبر الروسي.

تاريخيّاً يتقولب الصراع الروسي مع اليانكي الأمريكي على البلقان تصاعديّاً وتنازليّاً، حيث محركه معارك النفوذ والسيطرة والمصالح، قاد الى تقسيم يوغسلافيا الى دول ودويلات وساحات ومساحات قويّة وضعيفة على حد سواء، حيث عملت أمريكا على ضم بعضها الى مجالات نفوذها الحيوية بما فيها جمهورية الجبل الأسود، لا بل وبكل صفاقة سياسية عميقة، دعتها لتلك الجمهورية المستولدة من رحم يوغسلافيا السابقة، الى الأنضمام الى الناتو في رسالة استفزازيّة لروسيّا الصاعدة في الدور والتمدد من جديد، وفق أسس ومعايير تقلق أمريكا وبلدربيرغها والمجمّعات الصناعية الحربية وحكومات الأتوقراطيين اليانكيين الأمريكيين، فمسألة توسيع الناتو(ترامبو يعتبره من الماضي السحيق، ولكن كارتلات الحكم تريد استثماره فقط ازاء روسيّا، فالرئيس الأمريكي لا يصنع سياسة خارجية بل ينفذها، فقط تأثيره ينحصر بقوّة في السياسة الداخلية الأمريكية)على حساب روسيّا هدف آخر عميق لزيارة هذا الفريق الى البلقان عبر زيارتهم الثلاثية لساحاته.

في معارك النفوذ والصراع على البلقان على طول وعرض خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية وأدواتهما، الأهداف متعددة وفي صلبها الهدف الأقتصادي التجاري، فصربيا كدولة مهمة جدّاً للروس كونها ترفض السير بشكل مطلق في مركب الأندفاعة الأمريكية ضدهم، وكما ترفض حتّى اللحظة أيضاً الأنضمام الى العقوبات الأوروبية ضد موسكو، بسبب الأزمة الأوكرانية وضم جزيرة القرم الى جغرافية الفدرالية الروسية، بجانب رفض صربيا الأعتراف بجمهورية كوسوفو فهي جزء من صربيا حتّى عام 2008 م وان اعترف بها غالبية أعضاء الأتحاد الأوروبي.

لجهاز المخابرات الروسيّ مجالاته الجيوبولتيكيّة بجانب جهاز المخابرات التركي، ومؤخراً وأثناء زيارة سريّة لمدير الفرع الخارجي لجهاز المخابرات الروسيّ الى تركيا، كرد على زيارة سريّة لهاكان فيدان الى موسكو في اطار بحث تمتين وعودة العلاقات الروسيّة التركية الى سابق عهدها، وتفعيل آليات المراقبة الثلاثية لوقف الأعمال القتالية في جلّ سورية عبر حدث أستانا، طرحت المخابرات الروسيّة على هامش طاولة اللقاء في أنقرة، موضوع في غاية الأهمية ويشكل قلق مشترك لكلا البلدين وهو: في شهر تموز من عام 2016 م في بداياته مع نهايات شهر جزيران، نقل الأمريكان من سجن غوانتانامو العسكري الى جمهورية صربيا، كل من الأرهابيين: الطاجيكي مهمد دولنوف، والأرهابي اليمني منصور أحمد سعد، بجانب تقرير مفصّل بالمعلومات تشاركت فيه في السابق المخابرات التركية حول معلومات دقيقة تفيد أنّ كوسوفو كاقليم والذي صار دولة، يتحوّل بثبات الى مثابة مصنع لتجنيد المتشددين والأرهابيين نتيجة لنفوذ وأموال عربية ومسلمة بجانب تواطؤ غير مسبوق من قبل مجتمعات مخابرات اليانكي الأمريكي وتفاهماته مع الفرع الخارجي لجهاز المخابرات البريطاني الأم أي سكس. من المعلوم للعامة قبل الخاصة في العالم انّ الفدرالية الروسية عانت كثيراً من الأرهاب الأمريكي والوهابيّ القادم من القوقاز، فتنامي الأرهاب في دول البلقان وتحوّلها الى قواعد امداد وتأهيل للزومبيات الأرهابية، عبر الأستثمار بورقة الأرهاب من خلال العبث بدم الأيديولوجيا من خلال المذهب الوهابي هو آخر ما تحتاجه وينقص الفدرالية الروسيّة؟!.

بجانب هذا القلق الروسيّ المشروع(وكل قلق أمني مشروع)، ثمة سلسلة قلاقل تقلق تركيا، أكثر من قلق الأمم المتحدة، ازاء الأزمة الأنسانية اليمنية بفعل العدوان السعودي والبعض العربي. فهذه الأشارات والمؤشرات الأمنية، التي وضعتها المخابرات الروسيّة بالأشتراك المحدود مع نظيرتها التركية تقلق الأخيرة أكثر من موسكو، حيث أنقرة تعيش طور التحوّل الآن بعد الأنقلاب العسكري الفاشل، وهي التي لعبت في الأزمة السورية دور القاعدة الخلفية للأرهابيين المسلّحين والمدربين وما زالت، وعلى مختلف توجهاتهم العقائدية، وصحيح أنّها لم تصبح كباكستان بالنسبة لأفغانستان كما وعدها ديفيد بترايوس عام 2012 م حين زارها مدير السي أي ايه هذا، والذي خرج من منصبه، بفضيحة جنسيّة نتيجة نضالاته وبطولاته بين فخذيه عبر بشره. اذاً ثمة قلق روسي تركي مشترك على تحوّل مسارات الأرهاب الى أراضيهما، فيما لو تأزّمت المواجهة بين الكبار العظام، بجانب التأثير على جهودهما المشتركة المعلنة لتسوية الأزمة السورية، خاصةً وأنّ لقاء جنيف تأجّل، بسبب عدم موافقة اليانكي الأمريكي على فصل جبهة النصرة عن باقي الفصائل المسلّحة، التي وقّعت على وقف الأعمال العدائية عبر القرار 2268 في حينه، ونجح اللقاء الى حد ما، لجهة المؤشر للتوصل الى اتفاق مشترك لاحقاً وفقاً لمقتضيات الحال والمنطق، وتطورات لغات الميدان السوري العسكرية، ليصار الى الصرف السياسي على مصرف طاولة المفاوضات، حيث حتّى اللحظة لم يتمكن سيفان دي ميستورا من دعوة الأطراف الى جنيفات أخرى.

ما تم ذكره سابقاً يتسق ويتوافق وبشكل عميق، مع ما قاله مسؤول استخباراتي أمريكي كبير في استخبارات البنتاغون، أنّ لدى استخباراتنا في البنتاغون معلومات قاطعناها مع ما لدى باقي وكالات المخابرات الأمريكية المختلفة والمتعددة تفيد: أنّ داعش يخطط للأنتقال للعمل في ساحات ومساحات دول البلقان، واثارة عدم الأستقرار في المنطقة(هذه معطيات المشروع الأمريكي البريطاني في البلقان حيث الأندفاعة هنا مشتركة التوظيف والأستخدام). وذات المسؤول الأمريكي الأستخباري قال: أنّه نتيجةً للتنسيق المخابراتي مع جهاز المخابرات الكرواتي، كشف الأخير ورصد بعمق قيام اثنين من قادة وكوادر تنظيم داعش، أحدهما سعودي والآخر قطري والمتواجدين في البوسنه، بتنظيم صفوف أعداد من العناصر المقاتلة العائدة الى البلقان بعد قتالها في سورية. انّ التوجه الأمريكي والأندفاعة البريطانية المخابراتية المسانده له من جديد نحو البلقان في هذا التوقيت الآن، يضع أكثر من علامة استفهام حول الأهداف الأمريكية والبريطانية المبتغاه، خاصةً وأنّ كلّ المؤشرات توحي أنّ ورقة الأرهاب ما زالت صالحة للتوظيف والتوليف والأستخدام، بجانب جغرافية الشرق الأوسط الان، في أكثر من
مساحة وساحة جغرافية أخرى على هذا الكوكب الأرضي.

الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الكرد آداة تخدم بتفاني المشروع الأمريكي بالتقسيم، مقابل حصولهم على حصتهم من الأعتراف بحيز مستقل من الجغرافيا، فهم نسجوا علاقات وتعاونوا مع الأمريكي والأسرائيلي عبر داني ياتوم في العراق المحتل أمريكيّاً، للوصول الى جمهورية الكاكا مسعود مصطفى البرزاني.

والتركي يعلم أنّ قيام كيان كردي في الشمال السوري المعتدى عليه تركيّاً وأمريكيّاً، يعني موتاً طبيعيّاً عبر جلطة دماغية للدولة التركيّة، كما يعلم أردوغان وبشكل لافت أنّه يستحيل قيام دولة كردية دون أكراد تركيا، كونهم الأغلبية في المنطقة والعالم، ومع ذلك يستحيل قيام دولة كرديّة الى جانب الدولة التركيّة، كاستحالة وجود دولة اسرائيلية وأخرى فلسطينية على جلّ فلسطين التاريخية.

الأمريكي لديه علم أنّ الكرد في الشمال السوري ليسوا أغلبية، فهناك تداخل للعشائر العربية في تلك المنطقة، والكرد مشتتين هناك مثل المستوطنات الأسرائيلية في الضفة الغربية، وهذه تنتج حالة معينة لا تسمح للفلسطيني بناء دولة، ولا للأسرائيلي باعلانها أرضاً اسرائيلية، الاّ بمشروع ترانسفير جديد من فلسطين باتجاه الأردن كوطن بديل تسعى اليه ثكنة المرتزقة اسرائيل، تماماً كما تحاول قوى كردية القيام بتطهير عرقي للعشائر العربية كما فعلت في العراق، لنفس الغاية والهدف كونها تدرك استحالة قيام كيان كردي أوأي شكل من أشكال الأدارة المدنية الموسّعة أو حكم ذاتي في منطقة مثقوبة بمئات المواقع غير الكردية. عندما نقول: لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فاننا نعي ما نقصد ونرمي اليه، الهدوء السوري ازاء النشاط الكردي منذ البديات للحدث السوري كان مثيراً للحيرة والأرتباك للكثير من الخصوم والأصدقاء والأعداء حتى للبعض في مفاصل النظام السوري، فهو من جانب ظهر بأنّه يشجّع الكرد في استعراض دراماتيكي لعضلاتهم بدلاً من كسر عظامهم مثلاً، بجانب دفع السوري للروسي بضرورة محاولة اشراكهم في لقاء أستانا وفي مفاوضات جنيف القادمة كمكون سوري معارض، فكان التركي يستميت في الرفض ويضغط على السعودي والقطري في ضرورة رفض ذلك في بدايات تشكيل وفود المعارصات السورية عفواً المعارضات، وكان هذا تكتيك سوري بمساعده روسية لم يستوعبه لا القطري ولا السعودي ولا حتّى جهابذة حزب التنمية والعدالة التركي الحاكم، بحيث قاد ذلك الى اقناع الكرد السوريين بأنّ من وقف ويقف وسيقف في طريقهم هي تركيا وليست سورية، وقد قرأ الأمريكي والأوروبي هذا الهدوء السوري والتريث في المسألة الكردية على أنّه أذكى مناورة قام بها السوري ومعه الروسي(لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فسياساتها بالنسبة للغربي لغز).

دعم دمشق للكردي السوري في الشمال والشمال الشرقي، ليستعرض عضلاته ظاهرياً ضمن المتاح والمسيطر عليه والمضبوط سوريّاً رسميّاً، كان من شأنه وحسب فهم دمشق أن ينقل العدوى الى أكراد تركيا في شرق الأناضول وفي الداخل التركي، مع استدراجات سورية ذكية من قبل دمشق للتركي الأردوغاني لأعلان معارضته الشديدة للأعتراف بالكرد السوري، كشف وعرّى الموقف التركي ومناوراته التي أراد من خلالها التركي استغلال الكرد في سورية، لمحاربة الجيش السوري قبل أن ينقضّ عليهم من جديد ويرسلهم الى جهنمه.

دمشق وبدهاء سياسي عزّ نظيره وبمساعدة الروسي، نصبت الفخ للكردي والتركي معاً دون أن يشعر أحدهما بالأخر ويستبين، فذهب الكردي التركي الى تحقيق فوز وازن في الوصول الى كتلة برلمانية وازنة تمثل كل شرق الأناضول الكردي في البرلمان التركي، فهم هؤلاء حققوا الفوز كنتاج طبيعي ومنطقي لنهوضات في المشروع الكردي السوري بمساعدة من دمشق وأثناء الحرب عليها، هنا بالذات استوعبت أنقرة الرسالة السورية هذه، حيث أكراد تركيا ما كانوا ينجحون ككتلة برلمانية وازنة، الا بسبب التكتيك السوري وبمساعدة الروسي في دعم الكرد السوري، بحيث نهوض وقيام الكيان الكردي السوري المتوقع شمال سورية أعطاهم للكرد الأتراك الحماس والشعور، أنّ عليهم الأستعداد لملاقاة المشروع الكردي السوري بكتلة كردية سياسية تركية وازنة في البرلمان التركي، حيث دبّ الفزع والرعب في عروق القوميين الأتراك واسلاميين حزب التنمية والعدالة التركي، الذين تحولوا الى ميليشيا مسلّحة بعد الأنقلاب الفاشل، واهانات للجيش التركي حامي حمى العلمانية التركية. بعد ذلك بدأت تركيا بقمع ممنهج لأكراد شرق الأناضول وتفجيرهم من الداخل تحت عنوان محاربة داعش، ففهم الكرد الأتراك اللعبة التركية الجديدة معهم وأعلنوا العصيان المدني في مناطقهم وحواضنهم الأجتماعية والديمغرافية، ووجدت الأستخبارات العسكرية التركية وجهاز المخابرات التركي سلاحاً سورياً متوسطاً وثقيلاً في مناطقهم في الداخل التركي، مرسلاً من الأسايش حيث حصلوا عليه من الجيش السوري لمقاتلة داعش وباقي الزومبيات الأرهابية وقام الكرد في سورية وسربوا الى أهلهم في تركيا ما حصلوا عليه من الجيش السوري. على رأس الأجندة التركية الآن بند واحد وهو: الأبقاء على وحدة سورية، عبر ابقاء أكراد سورية ضمن بيت الطاعة السوري، مع اعادة أكراد تركيا الى بيت الطاعة التركي، وهذا يتطلب تنسيقاً مباشراً بين تركيا وسورية وهو ما يتم الآن، بعد أن تم التمهيد له سابقاً عبر المخابرات الجزائرية، وقبل ذلك المخابرات الروسيّة.

فالمعادلة في ذهن أنقرة تتموضع في التالي: انهيار المشروع الكردي شمال سورية، يعني اضعاف عميق للحركة الكردية التركية، يقود الى تأخير قيام الدولة الكردية لا انهائها. مشروع البلدربيرغ الأمريكي في المنطقة في النهاية، هو تقسيم سورية والمنطقة طائفياً وليس عرقياً، والآن بعد تكسير الملاعق الأسلامية لأمريكا في سورية حيث اصطدمت بالعظام السورية والروسية والأيرانية والصينية وعظام حزب الله، تم تأجيله الى حين(راجع تحليلنا: التغيير في سروج المخابرات البريطانية)، لضرورات استمرار الحرب الشيعية السنيّة التي ستعطلها الصراعات العرقية، وقد تتسبب في انتهائها للحرب الشيعية السنيّة لصالح الصراع العرقي في المنطقة، من هنا نجد الأمريكي تكتيكياً لا يريد للمشروع الكردي السوري النهوض والقيام الآن، ويستخدمهم للتشويش على معارك قادمة في الداخل السوري، في مواجهة الجيش السوري لأرباكه وحلفائه، فكانت أحداث الحسكة بأمر وايعاز أمريكي كي يصار الى انقاذ المسلحين في بعض البؤر، من خلال تغيير التحالفات الكردية السورية هناك، والسوري الرسمي يرى الحرب مع الكردي السوري في الشمال عبثية ولا طائل منها، فتركيا تتكفل بهم وبداعش، وهذا يخفف من العبء العسكري والبشري على دمشق وحلفائها في الميدان، ان في بعض البؤر الأرهابية الأخرى، وان في جسر الشغور، وان في استعادة ريف اللاذقية الشمالي بالكامل، كون تركيا دفعت بصعاليك جيش الفتح، والجبهة الشامية، وحركة نور الدين زنكي، وأشرار الشام(الأخوان المسلمون السوريون) وباقي الزومبيات الأرهابية، تحت مظلة بقايا ما يسمى بالجيش الحر في معركة جرابلس، وتركيا قدرتها في التحكم بالكرد في شمال سورية ستكون معدومة دون دعم الحكومة السورية، كونها ستدخل أنقرة بحرب عصابات عميقة معهم، هذا بجانب احتمال توحد ومساندة العشائر العربية مع الكرد السوري، في مواجهة تركيا لطردها من الشمال السوري كمجتل عسكري ان فكّرت بالبقاء طويلاً(انظر الى خسائر الجيش التركي الآن في الباب السورية).

فان فكّرت تركيا البقاء طويلاً في الشمال السوري، ولو بغطاء جوي أمريكي ومن باقي دول التحالف غير الشرعي، ستفشل دون التنسيق مع دمشق وحلفائها، حيث ستصبح الدولة الوحيدة العضو في الناتو التي تخرج من أرضها، وتموت على أراضي الآخرين، ان عبر تفعيل نصوص القانون الدولي، وان عبر استحضار اتفاقية أضنة مع سورية عام 1998 م، والتي أشرف عليها الجنرال التركي المتقاعد اسماعيل حقي بكين في حينه.

نعم هذه سلّة مخاطر بسيطة من مخاطر جمّة قادمة ناتجة عن العبث في مفاعل نووي مثل سورية، من قبل هواة السياسة في القيادات الكردية التروتسكيّة بايحاء من ألمانيا، وجناح اليسار الأمريكي في الحزب الديمقراطي على مدار ثمان من السنيين وسيستمر الرئيس ترامبو في استخدامهم، واليسار الفرنسي، وجلّ اليسار الأوروبي التروتسكي المتحالف مع اسرائيل الصهيونية. انّ عباقرة وجهابذة وفطاحل حزب التنمية والعدالة، وعلى رأسهم أحمد داوود أوغلوا رئيس الوزراء السابق، والذي تم اقصائه عبر استثمارات الرئيس أردوغان في التنظيم الموازي وامتدادات الحكومة السريّة الأمريكية، في داخل مفاصل مؤسسات الدولة التركية، لم يتجرأ أحد منهم هؤلاء على دخول المفاعل الذريّ السوري للأزمة السورية، دون ضمانات صارمة وأكيدة، أنّه لن ينفجر في وجوههم، وفضّلوا التعامل معه عن بعد بشكل غير مباشر عبر العبث بدم الأيديولوجيا الأسلامية، من خلال المذهب الوهابي والتعاون مع السعودي والقطري وباقي عرب روتانا(مش حتئدر تغمض عينيك)، وارسال زبالة الزومبيات الأرهابية الوهابية ونشرها في أحشاء الجغرافيا السورية، ان في الشمال السوري، وان في الجنوب السوري(الأردن عمل على غربلتهم خطوة خطوة، ثم أغلق الحدود الجنوبية بالكامل، ضمن استدارة أردنية بمساعدة الروسي نحو دمشق، فهل نرى الملك عبدالله الثاني تحط طائرته الخاصة في مطار دمشق قريباً، وخاصة بعد زيارته الأخيرة الناجحة الى موسكو والتي بحثت احتمالية الزيارة تلك، وكانت لقاءات موسكو بخلفيات سياسية ودبلوماسية واستخباراتية بحضور الفريق فيصل الشوبكي مدير المخابرات ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي ووزير الخارجية الجديد ايمن الصفدي، ومن بعدها لندن وواشنطن، وقد يتوسع الفرجار الملكي الأردني ليشمل زيارة الى ايران وقبل زيارة دمشق مثلاً).

اللعب الأمريكي الأسرائيلي في الكرد العراقي كمسار، كان على صفاف مدار الذرّة العراقية، أمّا اللعب في المدار السوري فهو عبث خطير جداً بقلب الذرّة السورية، ومن كان يتحدث يوماً ما عن تقسيم سورية كوعد محقق مخطط ناجز، تبين له كم كان ساذجاً(وأقصد الأمريكي وعرب روتانا)فقد قام الأمريكي بايحاء عن بعد وبدفع أدواته في الداخل الأردني، لكتابة المقالات والتحليلات عن الأردن الكبير جغرافياً، لتوريط جيشنا العربي المصطفوي في حرب مع الدولة الوطنية السورية لا تبقي ولا تذر، ليصار الى تفكيك الدولة الأردنية عبر تفكيك آخر قلاع الأردنيين الجيش العربي المصطفوي ليسهل تنفيذ مشروع الوطن البديل(احتمال أن يقوم الجيش العربي الأردني بعمليات ضاربة ومحددة بعمق ثمانية كيلو متر على جانب الحدود مع سورية، لأستئصال المجاميع الأرهابية وبالتنسيق مع السوري والروسي ان في الشمال والشمال الشرقي).

وتبين لكل من يشحذ سكاكينه، لأقتطاع شريحة لحم من جسد جغرافية سورية، سيجد أنّ السكين التي تغوص في لحم جسد سورية، انما تغوص بجسده الغض أيضاً، فويل للقاسية قلوبهم من عذاب يوم عظيم، وقاع الدولة الوطنية السورية سيبلع روج ايفا وروج النصرة، وروج داعش وروج صعاليك جيش الفتح، وروج مرج دابق يا بلبع، سيبلعه بلعاً يا بلبع.

الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها، فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وادارة الرئيس ترامبو في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل. وواشنطن لا تدعم الأستراتيجية التركية الحالية في الشمال السوري خوفاً من أن يستفيد منها الرئيس أردوغان في تقوية نفوذه في الداخل التركي والداخل السوري، بعد اخراج الدكتور احمد داوود أوغلو وقبله الرئيس السابق عبدالله غول، والسيطرة على القضاء والشرطة والمخابرات والجيش التركي الى حد ما(الدستور التركي عمليّاً يتجه نحو الدستور الديني، وان كان شكلاً علماني وبقيت أي كلمات أو عبارات علمانيه تشير الى ذلك، والديمقراطية التركية تتجه نحو ديكتاتورية الديمقراطية بعد تحول النظام السياسي من برلماني الى رئاسي)، وعندما صرّح الناطق الرسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي: أنّ بوتين يعتبر أوروبا الموحدة تهديد لروسيّا، فهذا يعني وحسب ما أرى وأفهم هو يريد أن يقول لبوتين: هذا قاسم مشترك بين موسكو وواشنطن، نسعى معاً الى تقسيم أوروبا واضعاف أقوى اقتصادياتها(ألمانيا)، حيث ترى واشنطن أنّ أوكرانيا قويّة خطوة لجعلها تغزو أوروبا، ومن هنا الأوروبيون يرون أنّ أوكرانيا قويّة عسكرياً يعني أوكرانيا تغزوهم.

وتتحدث المعلومات، أنّ العمل يجري على تغير للمشهد في الجزائر واعادته الى سيرته الأولى مطلع تسعينيات القرن الماضي، ليكون مشابهاً لما يجري في المشاهد السورية والليبية والعراقية واليمنية، ولكن ما يطمئن النفس أنّ وعي الشعب الجزائري وقيادته وتساوق وتماهي هذا الوعي، مع عمل دؤوب ومستمر لمجتمع المخابرات الجزائرية وتنسيقاته مع الحلفاء والأصدقاء، وخاصة مع الروس والصينيين والأيرانيين، سيحبط مخططات محور واشنطن تل أبيب، ومن ارتبط به من بعض العرب والغرب. تقديرات المخابرات الجزائرية، وحول النظام الليبي الجديد كانت في مكانها، رغم تفوق نسبي لليبراليين الليبيين الجدد على الإسلاميين، لكنه تفوق نسبي غير حقيقي، مع سيطرة عناصر أسلامية مسلّحة، على كل فعاليات العمل العسكري، وهذا من شأنه أن يدعم، جهود العناصر الإسلامية المسلّحة في طرابلس، كما تذهب المعلومات، أنّ هناك جهود تبذل من المخابرات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، وبالتنسيق مع عناصر ليبية جهادية مسلّحة، سلفية وهّابية من القاعدة وغيرها، لنقل فعاليات الصراع، إلى جل المسرح الجزائري، خاصةً مع وجود العناصر الإسلامية الجزائرية، كبيرة العدد والعدّة، قاتلت إلى جانب المعارضة الليبية المسلّحة ضد النظام السابق، فهي تريد مواصلة القتال والجهاد، في الجزائر، بدفع من السي أي إيه، والأم أي سكس، والمخابرات الفرنسية. وسيناريو العدوى الليبية، يتضمن نقل الصراع والقتال، إلى الجزائر، ثم إلى المغرب وموريتانيا، حيث هناك إسلام سياسي في ليبيا، جاء نتيجة وبسبب الإسلام السياسي الجزائري، الذي هو أشد تطرفاً بالأصل. إنّ إشعال الساحة الجزائرية، عبر نقل الصراع والقتال وعدواهما، من طرابلس إلى الجزائر، عبر مؤامرة مخابراتية- سياسية، من مثلث إطراف واشنطن باريس لندن، وبالتنسيق مع القوى العسكرية الفاعلة على الأرض في ليبيا، من شأنه تحقيق عدّة أهداف إستراتيجية هامة:-

يسمح بالتخلص من آلاف العناصر الجهادية المسلّحة المتواجدة الآن في ليبيا المحتلّة نيتويّاً، وهذا يسهّل على الناتو ترتيب الأوضاع في ليبيا المحتلّة، وفي ظل وجود ومشهد جديد ما زال مفتوحاً على كلّ شيء الاّ الأستقرار، فعدم وجود هذه العناصر المسلّحة الإسلامية المعيقة، للترتيبات الناتويّة القادمة والتي ظاهرها للساذج رحمة وباطنها للمتابع عذاب، يساهم الى حد ما انتاجات لتوليفات حكم متعددة وليس توليفة حكم واحدة، تكون بمثابة خلفيات عميقة للأرهاب المراد ادخاله الى الجزائر من جديد. وإشعال الساحة الجزائرية، ومحاولة إسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف القدرات الجزائرية، وتحول الجزائر، إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن المعتدى عليه عربياً، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية، حيث فرنسا تعيش، حالة قلق سياسي عميق، على نفوذها في مناطق شمال وغرب أفريقيا، من خطر تعاظم قوّة الجزائر، وتحولها إلى قوّة إقليمية نافذة وفاعلة وناجزة باسناد روسي واضح. وإشعال الساحة الجزائرية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية، المسلّحة الليبية والجزائرية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة، هذه العناصر الإسلامية المسلّحة، والمتواجدة على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى الجزائر للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي الجزائري. وإشعال المسرح السياسي الجزائري، سوف يأخذ طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، وطابع عسكري دموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه عميقة حرب جزائرية – جزائرية.

إنّ خط العلاقات الجزائرية – الروسية، صار أكثر إدراكاً ووعيّاً، لجهة أنّ واشنطن، تسعى لجعل دول الإتحاد الأوروبي، تحصل على إمدادات النفط والغاز، من ليبيا والجزائر لاحقاً، وهذا من شأنه أن يبطل مفعول مشروعات روسيا الفدرالية، والتي تهدف لجهة احتكار، تزويد أسواق الإتحاد الأوروبي، بالنفط والغاز الروسي، وهذا من شأنه أن يضر بمصالح روسيا والجزائر، ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي الروسي وهذا ما تسعى إليه أطراف مثلث:- واشنطون باريس لندن. ورغم محاولات مجتمع الأستخبارات الجزائري للوصول الى حالة استقرار معقولة في الشمال المالي، الاّ أنّه من المعروف أنّ منطقة شمال مالي وخاصةً إقليم(أزواد) تخضع حالياً لسيطرة متمردي الطوارق أو نفوذهم، وجماعات إسلامية متشددة ومنها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي الإسلامي، وجماعات جهادية أخرى متحالفة معه، والقرار الدولي في التدخل العسكري في مالي آواخر عام 2012 م في حينه، كان بحجة القضاء على المتمردين الطوارق ومن ارتبط بهم من حركات جهادية مسلحة بجانب تنظيم القاعدة، لكن الهدف منه كان محاولة لنقل الصراع إلى داخل الجزائر عبر توريط الجزائر بهذا الصراع، والذي يشبه شبكة العنكبوت لجهة شكل خيوطها، ليصار إلى تثوير الشارع الجزائري ضد نسقه السياسي التحرري العروبي.

فيا بعض بعض العرب، ويا بعض بعض أمتي، ويا بعض بعض قومي، من أيّ صلصال قدّت قلوبكم؟ وعبر أيّ مدرسة صيغت ولقّحت عقولكم؟ يا نتاجات فكر ابن تيمية، عليكم أن تشكروا مجلس الأمن الدولي الآن وبعمق، الذي طالما حاربكم وكانت قراراته تقتل شعوبكم، وعبر الفيتوهات الأمريكية على مشاريع قراراتكم المصاغة باللون الأزرق، بعد أن عمّدت بالدماء القانية في فلسطين المحتلة، اليوم يا بعض العرب لا فيتو على مشاريعكم ولا على مطالبكم، كونها مشاريع تقتل العرب بالعرب وتزيد الانقسامات الأفقية والعامودية بينكم، إنّ ما يجري في حواضركم يا بعض العرب، إن في اليمن الذي يذبح من الوريد إلى الوريد بسكاكينكم المسمومة، وخناجركم المغروسة بالخواصر، وان في سورية التي تستنزف شعباً وجغرافيا وديمغرافيا، ونسقاً سياسيّا مقاوماً، وان في العراق المراد تقسيمه إلى ثلاث دول، وان في ليبيا والتي صارت أرض وبلاد مملوكة على الشيوع لأسفل خلق الله، وما يحضّر للجزائر الدولة والدور والمقدّرات والشعب والنسق السياسي، وجلّ جلّ دول بلادنا وساحاتنا الضعيفة والقوية على حد سواء، هذا الذي يجري كموت زؤام هو مشاريع لتدمير الإنسان العربي، وسوف يكشف المستقبل لنا وقريباً، وسيسجل التاريخ وبرأس الصفحة الأولى، إنّ الذين دمّروا ما تبقى من العروبة هم العرب أنفسهم، وستكشف الأرقام حجم ونوع المال الذي دفع من قبل العرب لإحراق بيوتهم وجنّاتهم. وفي ذات السياقات الزمنية تطرح فيها المشاريع الاقتصادية الكبرى، ولكنها وهمية لإلهاء الشعوب بمستقبل وهمي خيالي غير واقعي، لا يمكن أن يكون مشرقاً حيث القرار مرهون بيد الخارج الباحث عن مصالحه عبر بعضنا كوكيل.

اليمني بمكوناته، لم يلجأ حتّى اللحظة إلى خياراته وهي مفتوحة في مواجهة العدوان العربي عليه، حيث طبّق حتّى اللحظة إستراتيجية الصبر بدقة وعلى طريقته وبانضباطيّة فريدة من نوعها، وان كان باعتقادي ردّ ردّاً مزلزلاً في عدم الرد حتّى الآن، فعرّى العدوان البربري عليه، وعرّى مجمل بنك أهداف العدوان الوحشي. اليمني خذله البعض العربي، والبعض الإسلامي، والبعض الغربي، كما خذله مجلس الأمن الدولي، حيث قبل اقتراح المعتدي(الجلاّد)وأهمل الضحية وجلدها مع المعتدي وذرف دمعاً كذباً عليها. إنّ قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص الحدث اليمني إغراقاً للمعتدي في مستنقع الحدث اليماني، والمراد من خلاله إعادة انتاجات للمعتدي عبر تقسيمه كجغرافيا. لم يتوقف المعتدي من البعض العربي أمام قول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما له: أنّ الخطر الحقيقي عليكم هو من دواخلكم ومنتجات مدارسكم الفكرية وليس من إيران، واليمن بالمناسبة ليس فارسيّاً.

أحسب وأعتقد، بأنّ هناك شيء ما يحاك للعربية السعودية كجغرافيا وديمغرافيا ونظام حكم سياسي في الأفق وعبر الحدث اليمني عبر ادارة الرئيس ترامبو. والهدف تكبير قدرات العدوان على اليمن والنفخ فيها، وأحسب أنّه ليس أمام البعض العربي سوى بغال الإرهاب العالمي الوهابي، نتاجات فكر ابن تيميه، والأخير نتاج بيئته القاسية في حرّان، عودوا إلى التاريخ الذي لا يكذب، والى حقبة ابن تيميه، وعودوا إلى ما قاله ابن عبد الوهاب عندما سأله صديقه: يا محمد ما تقوله دين جديد، أهو منفصل أم متصل؟ أي عن فلان عن فلان عن فلان(عمليات العنعنة هذه) فقال: بل منفصل، فصعق السائل وجنّ المسؤول بقوله بل منفصل، أي أنّه يوحى له من الله. ومع ذلك ما زال المعتدي يحاول جاهداً ًتظهير عدوانه على اليمني بأنّه جهاد مقدس، ومن منطلق طائفي، وما نشاهده كل يوم في حارات وشوارع وأزقة اليمن حتّى الآن، جثث لأطفال مسجاة على التراب، شيوخ تستنجد، أمهات تنحب، والمعتدي يضع على مائدته(ما لذّ وطاب)من مأكل ومشرب مصحوبة بقهقهات هنا وهناك، حيث المعتدي لم يحترم البند الثامن من ميثاق ما تسمى بالجامعة العربية( يحظر ويمنع تدخل أي دولة عربية في شؤون دولة عربية أخرى)، كذلك لم يحترم ميثاق الدفاع العربي المشترك، ولجأ إلى مجلس الأمن الدولي ليشرّع اعتدائه الذي بدأ به قبل لجوئه الأممي، وظنّ أنه حصل على مبتغاه في حين أي مبتدئ في العمل السياسي، يعرف أنّه إغراق له في وحل التراب اليمني لا أكثر ولا أقل.

على من تبقى من العرب ولم يطق عرق الحياء فيه، نصرة صنعاء في مجابهة هذا العدوان الهمجي والوحشي البربري، والذي لم يفلح في تحقيق أي انتصار عسكري سوى الفتك تلو الفتك في أرواح الأبرياء، وانتشرت القاعدة وداعش أفقيّاً ورأسيّاً هناك، وها هو الأمريكي يعود الى خليج عدن عسكرياً عبر حاملة الطائرات روزفلت وفرقاطات عسكرية، عائداً الى قاعدة العند في الجنوب بعد أن انسحب منها في السابق، ويرسل جنود الى المكلا في حضرموت وتحت عنوان مواجهة القاعدة وداعش وبناءً على طلب اماراتي، في حين أنّ هدفه الأستراتيجي مواجهة ايران هناك وتركيا بعد قاعدتها في قطر وتواجدها العسكري في جنوب اليمن، وقاعدتها في الصومال، والمعتدي يستنزف الآن ويغرق يوماً بعد يوم، وشهر بعد شهر، وعام بعد عام، والمفارقة أنّه يضع رؤية اقتصادية فضائية عجز عنها الغرب لتنويع مصادر دخله، وهنا أسأل الكوادر الرسمية في دول الناتو العربي(التي تشن العدوان على اليمني الطيب الفقير)صاحبة القرار هذا، أين كانت طائراتكم يوم ارتكبت اسرائيلهم المجازر في غزّة؟ في النهاية سينتصر المشروع المقاوم الممانع على المشروع الفتنوي الإرهابي الوهابي. وصحيح أنّه لا أعداء للسعودية في واشنطن(ان من الديمقراطي وان من الجمهوري)، ولكن لا حلفاء لها في حروبها الحالية، الأمريكي يقول: دعوها تتورط. الروس يعلمون أنّ شوكة القاعدة ستقوى نتيجة هذا العدوان والغرب يعلم ذلك أيضاً، فلماذا يسمح الغرب للسعودية بعمليات عسكرية ستقود بالنهاية إلى تقوية القاعدة، وعلى حساب الحوثي إذا ما حققت الغارات الجوية أهدافها؟.

من الواضح هناك شيء مخفي يتجاوز المصالح الاقتصادية والتناحر السياسي، فبنك الأهداف للناتو العربي في اليمن انتهى، ولكن في النهاية سوف تتحول هذه الغارات لسكين على رقاب أصحابها، وسوف تخسر الرياض حلفائها في اليمن، أنصار الرئيس الهارب هادي منصور، كونها غارات تطال الجميع وتطال القاعدة والدواعش والقبائل المؤيدة لها، بعبارة أخرى تطال كل أدوات الرياض في الدواخل اليمنية المتشعبة، وسيكون أمام الرياض خيارين اثنين: إمّا حرب برية غير مستبعدة وهي مقامرة ومغامرة(عبر التحالف الأسلامي ضد الأرهاب والذي يرأسه قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال شجاع، وتعمل الرياض على بيع وتسييل هذا التحالف للرئيس ترامبو وادارته)، أو تقوية أدواتها للانتصار على الحوثي، والخيار الأخير مشكوك فيه، كونها إذا فعلت ذلك الرياض، فهي سوف توجد دولة القاعدة على حدودها حيث ارتداد هذه الجماعة أو الدولة القاعدية على السعودية ممكن وبقوّة عندما تحين الفرصة. القرار الدولي الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع، والذي أدان الحوثي، هو قرار في النهاية لإغراق السعودية بحرب إذا ما وجد الحل السياسي ستكون طويلة جداً، وهو قرار غير عملي وغير فعلي في لغة الميدان، وبدون مفاعيل وتفاعلات، حيث السلاح متوافر في الداخل اليمني وبكثرة ومن مختلف الصنوف والأنواع بشهادة قادة الناتو العربي، ويكفي الحوثي ومعه باقي المكونات اليمنية، المحافظة على حدوده وهذا انتصار له، وفي نهاية هذه المسرحية الملهاة سيكون الناتو العربي بحاجة إلى وسيط يخرجه من هذه الحرب، ومن هنا يمكن تفهم امتناع موسكو عن التصويت وتمرير القرار بخصوص اليمن، كونه لا يقدّم ولا يؤخّر بشيء، سوى إغراق المعتدي بالوحل اليمني أكثر فأكثر.

سورية عربية مسلمة وستبقى عربية مسلمة باطارها العلماني المعروف، ولن تكون عاصمة للسواك والنقاب عبر الوهبنة، فهي بداية التكوين، أبجدية التاريخ، لن تكون الاّ زيتونة، لا شرقية ولا غربية، ظلّها للجميع، عروبية المولد والنشأة والنهج والمنهج، لا شرقية ولا غربية. دمشق سيّدة الياسمين، عصيّة على من يحاول فك جدائلها، جدائلها(تعربشت)على نواصي رجال خبروها وأخبروها بعشقهم، سيّدة الياسمين ليست مثل أي امرأة من ماء وطين، سيّدة الياسمين امرأة من ماء بردى وطين الغوطة وبذور الجزيرة، جدائلها من سنابل القمح، جدائلها سياج قوم عرفوا أسرار الكون فكانت بداية التكوين، سيّدة الياسمين امرأة من عرفها مات في عشقها، ومن لم يعرفها مات على أطراف جديلتها، دمشق سيّدة الياسمين امرأة ليست كنساء الأرض، امرأة فيها كل أسرار رسالات السماء، فمن عرف السماء عرف رسائلها.
mohd_ahamd2003@yahoo.com
خلوي:- 0795615721 منزل – عمّان : 5674111
سما الروسان في 29 – 1 – 2017 م.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012