|
|
|
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
رسائل غضب
بقلم : يسار محمد خصاونه 09-02-2017 05:13 PM بعض المعتقدات الدينية تحرق جثة الميت طلباً للتطهير ، وبعض المعتقدات تفكر بالتحنيط طلباً للخلود ، ولكن لم نسمع قبل القرن العشرين أن هناك من فكر في إحراق نفسه طلباً للعيش . لا نقبل بفكرة الحرق ، بل وندين فاعلها ، ولكننا نتذكر قول السيد المسيح عند محاسبة مريام المجدلية حين قال ' من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ' فامتنع الجميع عن الرجم لأنه في ذات كل منهم خطايا وليست خطيئة ، ونتذكر قول عمر بن الخطاب حين قال ' والله لو جاع أحد في أقاصي العراق لسألني الله عنه وعن جوعه ' ونتذكر الملك الصيني الذي كان يستمع إلى شكاوي الفقراء كل يوم ، وحين أصابه الصمم قال : فليلبس كل محتاج ثوباً أحمر حتى أراه وأقضي حاجته ، فإذا كنت لا أسمعه فأنا أراه . ما معنى أن يحاول مسلم أن يحرق نفسه ؟ إنها رسالة الفقراء إلى الأغنياء ، رسالة المظلومين إلى الظالمين ، فصاحب العربة محمد بو عزيزي حين أحرق نفسه كان يريد تصريحاً من البلدية ليبع الخضار على عربته فمنعوه ، أنا لا أستبق التقارير السرية وغير السرية في محاولة المسلم حرق نفسه داخل الكعبة المشرفة ، لماذا اختار الكعبة ؟ هل حقيقة هو مريض نفسي ؟ وهل اختيار المكان بهذه المواصفات المقدسة ياتي لمريض نفسي ، لماذا لا نقرأ الرسالة جيداً ونرد عليها ؟ مرة ثانية أقول لا نقبل بفكرة الحرق ، بل وندين فاعلها أياً كان ، ولكنني هنا أتذكر ذلك الغريق الذي يطلب من المارة أن ينقذوه من الغرق فأخذوا بلومه على عدم اتقان السباحة فقال لهم : أنقذوني من الغرق ثم لوموني ، فالنصائح لا تفيد الموتى .
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق