15-02-2017 08:00 PM
كل الاردن -
في عام 2010 عندما انتشر الفساد وطال الكثير من المواقع وأثر ذلك على الأمن الوطني للدولة الأردنية أصدر المتقاعدون العسكريون ، بيان الأول من آيار ، والذي بدأه المتقاعدون بعبارة ' الله الوطن الملك ' تأكيدا على ثوابتهم الأردنية وخاصة مع النظام.
سأكتب اليوم وبعد تصريحات جلالة الملك الأخيرة فيما يتعلق بالمتقاعدين العسكريين ،خاصة بعد المحاولات البائسة من البعض التي عملت بكل جهدها لتشويه العلاقة التاريخية التي تربط المتقاعدين العسكريين مع النظام الملكي ، خلال تشرفهم بالخدمة العسكرية وبعد انتقالهم إلى الحياة المدنية ، ليكونوا رديفا لقواتنا المسلحة وللشعب الأردني وللنظام الملكي الذي يعتبر في نظرهم ركن أساسي من أركان الدولة الأردنية .
قبل أيام التقى عدد من المتقاعدين العسكريين في محافظة الكرك ، و بحضور رفيقهم اللواء المتقاعد الدكتور محمد العتوم واستعرضوا علاقتهم التاريخية مع النظام ، ولعلي اليوم أخص تلك العلاقة والثوابت التي يعملون عليها جهارا نهارا لا خوفا ولا مطمعا بموقع كما حاول ضعاف النفوس الترويج لها خلال الأيام التي تم اعتقال عدد من الزملاء المتقاعدين ، في خطوة تعد للأسف ، غير مدروسة ولا محسوبة النتائج على رفقاء السلاح العاملين والمتقاعدين منهم .
لعلي ابدأ بعلاقة المتقاعدين مع جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية حيث تم تأسيس اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين ، والتي كانت تلتقي مع جلالة الملك وكبار المسؤولين بشكل دوري من أجل العمل على تحسين أحوال المتقاعدين العسكريين ، ولا أحد ينكر الدور الكبير لتلك اللجنة في تحقيق الكثير من الإنجازات برعاية ملكية معلنة .
في عام 2010 عندما انتشر الفساد وطال الكثير من المواقع وأثر ذلك على الأمن الوطني للدولة الأردنية أصدر المتقاعدون العسكريون ، بيان الأول من آيار ، والذي بدأه المتقاعدون بعبارة ' الله الوطن الملك ' تأكيدا على ثوابتهم الأردنية وخاصة مع النظام ، إلا أن البعض حاول و بكل ما أعطي من قوة ، تشوية الغاية من البيان وتحويله إلى بيان ضد النظام ويستهدف جلالة الملك ، فذهب البعض لإصدار البيانات المضادة وتشوية حسن النوايا عند مصدري البيان .
جلالة الملك كان رده حاسما عندما التقى مع مجموعة من المتقاعدين العسكريين ومنهم مصدري البيان في جلسة دامت ما يقارب الساعتين ، تناقش معهم في كل كبيرة وصغيرة ، واستمع منهم لكل القضايا ،من بينها رؤيتهم في كيفية القضاء على البطالة ، وقد وجه جلالة الملك في حينها رئيس الديوان الملكي للمتابعه معهم ، وشكرهم على جهودهم وأخبرهم في نهاية اللقاء بأنهم شركاء في اتخاذ القرار.
بعد ذلك وتأكيدا على تفهم جلالة الملك لرؤيا المتقاعدين ، تم تعين عدد من المتقاعدين العسكريين في عدة مواقع متقدمة لا مجال لذكرها هنا ، فصمتت بعض الأصوات وأصرت أخرى على التشويه المتعمد لنبل أهداف المتقاعدين الذين حاولوا جاهدين تأطير أنفسهم في حزب سياسي باسم 'حزب المؤتمر الوطني' إلا إن بعض الجهات رفضت ذلك لأسباب ندركها جميعا .
بالأمس التقى جلالة الملك مع مدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين بحضور رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي ورئيس الأركان ومدير المخابرات العامة ، وحسب ما نشر من أخبار ، فأن جلالة الملك أصدر تعليماته المباشرة بإعادة هيكلة المؤسسة وتطويرها ، و كمتابعين نحلل الأمور بطريقة مختلفة ، يمككنا أن نستخلص أن لقاء بهذا المستوى يؤشر لأهمية توقيته وأهمية توجهاته ، وأن هناك خطوات قادمة تؤكد الاهتمام بالمتقاعدين العسكريين بكل توجهاتهم ومواقعهم ، والتأكيد على أنهم شركاء حقيقين وليس كما يجتهد البعض بتقزيم دورهم على مختلف الصعد .
إن المتقاعدين العسكريين يدركون حساسية المرحلة سياسيا واقتصاديا ويؤمنون بأن توحيد الجهود الوطنية هي السبيل الوحيد للمضي في بناء الوطن وحمايته من أي مخاطر قد يتعرض لها ، وعليه فأن المتقاعدون العسكريون ممن يعملون في الهم العام ويتحركون ضمن الثوابت الوطنية يؤكدون ثباتهم على تلك المواقف ، وإن الاعتقالات التي تمت مؤخرا لن تغير من مواقفهم الوطنية الراسخة والتي تتلخص بالهوية الأردنية وحدودنا السياسية والنظام الملكي الهاشمي المتثمل بجلالة الملك عبدالله الثاني ، ولن يدعوا مجالا لكل الأصوات النشاز من التأثير على مواقفهم وعلاقتهم التاريخية مع النظام ، فهم لم يغيروا و لم يبدلوا ، وسيبقى شعارهم 'الله الوطن الملك'.