حسن عجاج عبيدات




  إن المبادرة التي قامت بها اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين والممثلة بتوجيه الدعوة وتنظيم الندوة أن هذه المبادرة تسجل للإخوة أعضاء اللجنة الوطنية التي نجحت في حضور هذا الحشد من الإخوة الكرام.

  أن استذكار ما قام به الآباء  والأجداد لبناء الوطن واستقراره والحفاظ على استقلاله ، إنما يمثل بعض رد الجميل لذلك الجيل الذي وعى أبعاد الخطر الصهيوني القادم على الوطن منذ ظهور المأساة الفلسطينية في بداية العشرينات  من القرن الماضي وتأثيرها المباشر على الأردن.

   وفي الوقت الذي يعبر فيه جيلنا عن تقديره البالغ  لأجيال الآباء والأجداد فإننا مطالبون وبهذا الوقت الذي تمر به المنطقة، أن نرتقي إلى أعلى الإحساس بعظم المسؤوليات الملقاه على عاتقنا.

   إن أجدادنا الذين قاموا بعقد مؤتمرهم الوطني الأول في عام 1928 وما نتج عنه من قرارات وطنية ذات أبعاد قومية، فإنما يضعون أمامنا دليل عمل واضح ، يشير إلى أنه إذا  ما داهمت الوطن مخاطر داخلية أو خارجية، فلا بد من التداعي والتشاور ووضع الآليات المناسبة لدرء هذه المخاطر والمخاوف ، وعلى رأس هذه الآليات عقد اللقاءات والاجتماعات والحوارات للوصول إلى الهدف الرئيسي وهو عقد المؤتمر الوطني العام.

   إن الدعوة إلى الحوار بين الأطراف المختلفة بهدف عقد مؤتمر وطني في الأردن ، إنما هي دعوة محقه وصائبة في هذا الوقت العصيب وانطلاقاً من مبدأ التوافق على عقد المؤتمر فإنني اقترح مايلي:

-عقد اللجان في كافة  محافظات الوطن للدعوة إلى عقد مؤتمر.

-تحضير كافة الأوراق اللازمة لمناقشتها  إثناء انعقاد المؤتمر.

-الاتفاق على اختيار المكان المناسب لعقد المؤتمر في موقع يستطيع كل المدعوين الوصول إليه بسهولة ويسر.

-تغطية النفقات المترتبة على عقد المؤتمر ، وذلك بالتبرعات أو إلزام أعضاء المؤتمر بدفع النفقات.

وأما الأوراق الواجب إعدادها فأرى أن تكون هناك ورقتان أساسيتان للمناقشة، الورقة الأولى وتعني بمعالجة المعاناة التي يعانيها الشعب في الأردن، سواء على صعيد الحياة الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية كما تعني بتحديد معالم الهوية الوطنية للشعب، والأسس التي تقوم عليها.

أما الورقة الثانية ، فأرى أن تطرح العلاقة المتبادلة بين الشعبين العربيين الأردني والفلسطيني على قاعدة المصالح المشتركة والعيش المشترك والنضال من أجل استعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني لأرضه فلسطين ، ويجب أن لا يكون هناك تناقض بين الهويتين بل تكامل. وأن يتفق الطرفان على الحوار من أجل خلق قواسم مشتركة على قاعدة النضال المشترك لاستعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني.

أما الدور العربي الذي يجب أن يقوم به الأردن، فهو دور التكامل، وبناء العلاقات الوحدوية التي تضمن الأمن القومي، وتكون بعيدة عن أي تدخل أجنبي.

هذه بعض الأفكار التي أضيفها على الاقتراحات الأخرى التي يمكن أن يقدمها الإخوة ،حتى نصل إلى الفهم  المشترك والعمل على طريق إقامة المؤتمر الوطني الذي يؤمل أن يكون انطلاقه  جديدة لبناء أردن جديد قائم على التعددية السياسية والحزبية ، وإقامة دولة الحق والديمقراطية والعدل والمساواة.

                                 الأمين القطري سابقا ً لحزب البعث في الأردن

 .