أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


المهووسون ...؟

01-08-2011 10:00 AM
كل الاردن -



نبيل عمرو
      - المهووسون ، الإرهابيون ، الفاسدون ، المُفسدون ، المُتاجرون بالبشر والمخدرات ، المُتلاعبون بأسواق المال والبورصات ، أوكار الدعارة والرذيلة ، الرهن العقاري ، تزييف العملات وكل ما يُعرف بالعالم السفلي وما فيه من فتن ومؤامرات ...! إبحثوا عن اليهودية العالمية التي مثلها كمثل الدمنة الخضراء ، تنمو وتترعرع في المُستنقعات والمزابل ، تنتعش وتكبُر، تتكاثر وتتغذى في العالم السفلي ، مُتخصصة بكل ما يؤذي البشر ويدمر الطبيعة، بل وأكثر تدمير وقتل كل من لا يخضع لإتباع الإله المحجوب ' المُخترع' يهوه الذي لا يمت بأية صلة لديانة اليهود السماوية ، التي جاء بها سيدنا موسى عليه السلام.
      - غير ذلك فإن المُتعصبين ، أيدلوجياً ، دينياً ، قومياً ، مذهبياً ، إقليمياً ، جهوياً أو على أي نحو كان ''وهم صناعة اليهودية العالمية''، حين يمتطي هؤلاء صهوة السياسة ، فهم ولا شك سيدمرون المجتمع الذي يظهرون بين مكوناته ، فيختلقون الصراعات بأبعاد مختلفة قد تصبح دموية ، إن لم يحاصرهم المجتمع نفسه ويعزلهم ، ويمنعهم عن العبث بمشاعر المكونات الإجتماعية .لأنه لحظة ينجح المهووسون في إحداث فتنة ما في مجتمعهم ، تحت أي بند من بنود التعصب، سيمتد اللهب مُشعلا الحرائق في المُحيط حروباً وصراعات يصعب التكهن بمآلاتها ونتائجها
      - هذه مقدمة عامة أكررها ، ولن أمل من تكرارها ، لأن من المهم جدا الوعيَ عليها ، فهمها والتدقيق في أبعادها وإدراك مخاطرها من قبل من يطلقون على أنفسهم << النخب ، القيادات السياسية ، الإجتماعية ، الأحزاب ، مؤسسات  المجتمع المدني ، حراك الشارع ، دعاة الإصلاح وفلاسفة المرحلة...!>> ، والأهم هو توعية الشباب ،،، لماذا...؟ لأن الشباب هم الأمل وهم المُستقبل ، هم الطاقة والإبداع.
       - لا شك أن الشباب العربي بشكل عام والشباب في جنوب الديار الشامية <<الأردني والفلسطيني>> كمكون رئيس من المكون العربي << علتهم الأساس قضية فلسطين ، كما هي علة العرب والمسلمين>>، أثبت جدارة وهمة عالية عبر سبل مختلفة من التعبير النضالي، بحثا عن الحرية ، الديموقراطية ، حقوق الإنسان والعيش في دولة مدنية ، يحكمها الشعب من خلال مؤسسات دستورية ، تتوافق عليها الأغلبية في منأىً عن أي شكل من أشكال التعصب على أي نحو كان ، لكن الشباب العربي الذي وجد نفسه على حين غرة منخرطا ، في حدث إستراتيجي << الربيع العربي...!>> سيكون له ما بعده إن إستمر بطهر الوطنية العروبية وبفكر تنويري حداثي ، يذهب إلى دولة مدنية تبدأ بفصل الدين عن  السياسة ، وتدحر كل العصبيات لحساب الوطن والمجتمع ، تتبنى القضايا الوطنية والقومية ، بمنظار الواقعية والموضوعية وضمن حسابات موازين القوى المحلية ، الإقليمية والدولية ، بعيدا عن شطط العواطف ، الشعارات البراقة غير القابلة للتنفيذ ، الأحلام والأماني التي طالما أخرتنا عقودا عن شعوب العالم ذات التفكير الواقعي ، وهو ما يدعونا كأمة أن نُعيد قراءَة التجربتين الألمانية واليابانية ، كحالتي نهوض إقتصادي ، إجتماعي ومن ثم سياسي ، بعد أن هُزمتا في الحرب العالمية الثانية ، كما علينا أن ندرك أن شكل وأدوات الصراع، يُمكن إستبدالها بما يتناسب مع قدراتنا العسكرية <شبه المعدومة...!> السياسية 'ضعيفة جداً' والإجتماعية وبمعنى أدق الشعبية ، الشبابية تحديدا التي يُمكن الرهان عليها، وإستثمار طاقاتها لإحداث معجزة زوال إسرائيل ،<< رأس الحربة وأداة الفعل لهيمنة اليهودية العالمية >>، وهو ما يدعونا لقراءَة التجربتين الهندية''غاندي'' والجنوب إفريقية ''منديلا'' ، وبالأمس نعلين وبلعين ...!
        - في الوقت الذي لا تسمح لنا ظروفنا الوطنية والإقليمية ،ولن تسمح لنا القوى الدولية باللجوء إلى الكفاح المُسلح لتحرير فلسطين ، كشرط لإنجاز التحرر الوطني ، سياسيا ، إقتصاديا وإجتماعيا ، وفي الوقت الذي تخضع فيه عواصم القرار الدولي لتخرصات اليهودية العالمية ، إلى حد الحرب الأمريكية ''الفتور الأوروبي والدولي...!'' على القيادة الفلسطينية والإجماع العربي ،لمنعهم من الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، للمطالبة بتثبيت عضوية الدولة الفلسطينية كما أقرتها التشريعات الدولية، فإن الأمر بات يحتاج إلى القيادات الوطنية الفذة '' الأردنية والفلسطينية'' ومن ثم العربية والإسلامية إلى تكثيف حضورها التثقيفي في أوساط الشباب ، لتحويل طاقاتهم إلى واقع حسي ملموس ، يتأطر في منظومة النضال السلمي ، تظاهرات ، إعتصامات وحتى عصيان مدني في الداخل الفلسطيني ، تحت شعار تطبيق الحق ، العدل ، المساواة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي توفر للشعب الفلسطيني ، دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 .
         -أما وإن جاء من يقول بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، أنا معه قلبا وقالبا طالما أني على قناعة أن هذه الإسرائيل إلى زوال ، ستذوب من تلقاء نفسها في محيط عربي إسلامي ، بدأ رحلة التحول نحو الحرية ، الديموقراطية ، الحق ، العدل ، المساواة وسيادة القانون في دول مدنية خالية من المهووسين بالتعصب على أية خلفية ، لا مكان فيها للتمييز أو الإقصاء أو المفاضلة ، خاصة وأن المهووسين بالتعصب تكون نهايتهم مزابل التاريخ ، وحالهم كحال زفرة اللحم يتخلص منها الطباخ بالمِغرفة أو المُصفاة  ، لتبقى الكرة الآن في ملعب القيادات الوطنية الفذة ، ومدى قدرتها على توجيه الشباب العربي نحو فعاليات نضالية سلمية   ، في مواجهة ما يسمى إسرائيل ومن ورائها اليهودية العالمية .   

            n-amro-55@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2011 08:30 PM

فإن الأمر بات يحتاج إلى القيادات الوطنية الفذة "" الأردنية والفلسطينية"" ومن ثم العربية والإسلامية إلى تكثيف حضورها التثقيفي في أوساط الشباب...مقتبس من المقال ..
هذا بالضبط ما نحتاجه .

2) تعليق بواسطة :
02-08-2011 09:12 AM

الاخ نبيل سلمت على هذا المقال وابشر بالربيع العربي الذي سيزهر في اقطار العروبة لماذا اعتقد انه تدبير رباني سيقود الى زوال اسرائيل. قد اكون متفائلا لكن الطهر العربي لدى هؤلاء الشباب وإن حاولوا تلويثه سيقود الى الخير والى دولة المؤسسات والقانون والتي بدورها ستقود الى الوحدةالتي نحلم بها وبصيغ مقبولة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012