أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العميد الخصاونة يرثي زوجته

بقلم : حافظ علي كريم الخصاونة
11-04-2017 05:10 PM
العميد الخصاونة يرثي زوجته

بسم الله الرحمن الرحيم

رثاء زوجتي الغالية

يا هند.. وتقف الثواني .. عندي ..!

الذكرى ليست بمرور الأيام والساعات، انها ثقيلة جداً باستقرار الآلام وأوجاع الفراق، كيف لا وأنا اعيش اليوم وحدي بذاكرة تشتفُ مني بقايا سعادة أيام خلت كنتِ أنتِ ريحها الطيبة التي شمها كل الذين عرفوك.. فأنا ما زلت يا رفيقة العمر اعيش معك واعيشك أنتِ، صدقيني أني لا اعتقد يوماً ان الشمس ستطلع ثانية، لأني كنت أعتقد أنك أنتِ من كان يوقظها كل صباح لتمر على بيتنا الذي فارقته الروح منذ فارقتيه أنتِ، فأين أنتِ؟

أين أنتِ مني اليوم وأنا أحسُ طعامي بلا طعم، وردائي بلا ستر، وضحكتي بلا سعادة، ونومي بلا وسادة، وصحوتي بلا شمس..
تنازعني الذكريات فيك، وتقهر في اللحظات التي أتأمل بها الجدران دون أن تربت يدك على كتفي بفنجان قهوة.

تعود بي الأيام الى الماضي البعيد أكثر مما أريد، لا لتذكرني باللحظات الجميلة، أو تعيد لي شبابي الذي كنتِ أنتِ نظارته.. فقط، تعود بي لتذكرني أنك اليوم لست عندي ولستِ معي في كل خطوة.. إنها اللحظات التي أُعلن بها الآن أني تعبت ويئست، وأني عاجز عن استكمال المشوار دونك يا رفيقة عمري او يزيد.

أُعزّي نفسي، بكلمات حروفها من يأس، لأني سأعيش على ما تبقى لي من ذكراكِ، وسأجعل أيامي القادمة سجلاً من ذكريات حنانك على أطفال أصبحوا شبابا، ومن ذكريات عطفك على عائلة كنتِ ركنها، أُعزّي نفسي بكل ذلك وأكثر.. ولكن لا عزاء لجسد كنتِ أنتِ روحهُ التي فارقتهُ دون استئذان، أين ذهبتِ؟.. قولي أين ذهبت..؟ أستحلفك أن تقولي..! أنتِ حالة أخرى تتخطى حدود العزاء والرثاء.. وتفور ألماً في القلب وإنْ لم تحكيه دمعة العين تحكيه..

رعشتي وانكساري وشرودي الدائم وهيامي بعيداً وأنا أبحث عنك كل صباح لنبدأ يوماً جديداً.. عنوانه أنتِ، يواسيني من حولي أن العالم كله يفتقد كل يوم شخص وأكثر.. ولا يدرون اني برحيلكِ أنتِ افتقدت كل الأشخاص.. لأشعر رغم كل من حولي أني وحيدٌ.. متعبٌ.. متهالكٌ.. يائسٌ .. يتصبب العرق مني الذي يشتاق يداك لتمسحه..أين أنت..؟

مثقل الأكتاف بالهموم التي لا تغسلها الا يداك الطاهرتان حتى الدعاء صرت أشعر أني لا أتقنه، لأنك كنت يداي التي أرفعها لأطلب الفرج من الله، أفتقدها اليوم رغم حاجتي لها لأرفعها طلباً للصبر والسلوان.

إنْ كان الموت قد غيبك يا رفيقة العمر والسعادة والقهر والشقاء.. فأنا أموت كل يوم اذا ما لاحت نسائم ما تبقى من رائحة عطرك الفوّاح في بيتنا الحزين، لتصدح الـ 'آه' عالية من صدري تبحث عنك في كل مكان وأي مكان.. وعبثاً تعود خائبة الى صدري لتؤلمني مرة اخرى..

وبهدوءك المعروف أحسُّ يدك تلمس جراحي في صدري وبالأخرى كعادتك توقظي كبريائي لأقف وأقول لهم : نعم.. نعم

ذهب الذين أحبهم وبقيتُ مثل السيف فرداً

وأما أنتِ يا من كنتِ عنوان سعادتي ورمزاً من رموز حياتي .. أسألكِ السؤال الأخير وبلا نهاية :...؟

أين ذهبت، أين الآن أنتِ؟ لمن تركتيني يا رفيقتي في الدنيا .. وحوريتي في الآخرة..؟ أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه:

يا هند زوجتي الغالية
مع السلامة .. مع السلامة .. مع السلامة
سبحان قاهر عباده بالموت
زوجك الذي لا ينساك
العميد الركن المتقاعد
حافظ علي كريم الخصاونة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-04-2017 03:10 PM

.
-- اشهد انك رجل شهم ، الوفاء للنساء نادر بين ذكور العرب وان تم كان على استحياء ، رحم الله زوجك ويكفيها فخرا ان لها مثلك .

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012