أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ترامب اللغز!

بقلم : طارق مصاروة
13-04-2017 12:30 AM
تحولت حركة الرئيس ترامب الى نوع من «اللمبو» اي ما يشبه اللغز، والمرشح حتى الخمسين يوما من رئاسته الذي ملأ الاجواء بقراراته.. من الغاء اوباماكير، وسياسة التهرب من سوريا والعراق وافغانستان على الصعيد الخارجي، الى حالة غير محسوبة لاصدقاء اميركا ولا لأعدائها. باستثناء استضافته لقائد الوطن، حيث استغل المؤتمر الصحفي الذي انعقد في الحديقة الخلفية للبيت الابيض، وكال لجلالته مدحاً وتبجيلاً.. نخاف نحن عشاق الملك ان نتهم بالنفاق لو قلناه.

بعد الضربة التي وجهها الجيش الاميركي للقاعدة الجوية الاكبر للطيران السوري، لم يعد احد يعرف او يخمّن توجه ترامب القادم. فقد اربك الصين وروسيا في موضوع كوريا الشمالية وتهديداتها الصاروخية والنووية، واستعداده لضربها بالطريقة ذاتها التي ضرب بها المطار السوري (والروسي) وتدمير مخزونها ومراكز صناعاتها النووية والصاروخية وحاول اعطاء الرئيس الصيني مهلة محددة لكبح جماح المتمرد الكوري الشمالي، والملاحظ ان ترامب استضاف الرئيس الصيني في منزله بفلوريدا وليس بالبيت الابيض.. وهذه مقصودة، ويفهمها الصينيون الذين يقرأون الممحي.

لم يعد ترامب يثرثر، واصبحت قراءة توجهاته صعبة. فلا معنى لاعطاء خصومه في الداخل او في الخارج فرصة الاستعداد له، ومواجهته.. او فرصة المناورة لعرقلته او اخافته.

انه حتى الان لا يخفي استعداده للتعاون مع بوتين.. شرط ان يحدد هو مواقع وشروط هذا التعاون: في سوريا مثلا ان يكون الهدف هو ضرب الارهاب، وليس استغلاله لمقاصد اخرى، وأسوأها حماية نظام الاسد، او محاولة خلق تحالفات مع ايران وعملائها في المنطقة. فترامب ما يزال يقبل ان يتولى الشعب السوري موضوع بقاء الاسد او كيفية انهاء حكم اسرة الاسد لسوريا.. شرط جدية المرحلة الانتقالية، وعدم اعطائها صفة الحكومة الائتلافية التي تبقي الاسد حتى 2020!!.

بضربة التوماهوك استطاع ترامب خلق توازنات تسمح له بالتعامل مع روسيا وايران وحتى تركيا بالسير على الحافة!.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012