أضف إلى المفضلة
السبت , 25 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 25 كانون الثاني/يناير 2025


فؤاد البطاينه يكتب...من القسوة يخرج الفرج

بقلم : فؤاد البطاينه
15-06-2017 05:30 PM

إن للمرحلة التي تعيشها منطقتنا عنوان أساسي ، وعناوين فرعية كثيرة ، ولكل عنوان فكرته الاساسية ، وعلى المعني بها التقاط ما يعنيه . أما العنوان الاساسي فبات الكل يعرفه بفكرته . وهو استكمال شروط تحقيق المشروع الصهيوني وعلى رأسها الشروط على الساحة الفلسطينيه بانهاء فكرة المقاومه ووسيلتها وأصحابها من ناحية ، والقبول الرسمي العربي والفلسطيني بدولة اسرائيل كدولة يهودية صديقه بشفافيه طبقا للمنظور الاسرائيلي بصيغة ما، من ناحية ثانيه .*

أما حزب الله أو المقاومه الاسلاميه الايرانية فليس لها ولغيرها من دول الاقليم مسوغ قانوني دولي لمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين كمسأله تُطرح على انها تخص أصحابها . إلا أنها تمتلك المسوغ والمبرر في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد ككل لما يُلحِق بها من تأثير مباشر وغير مباشر .*

ومن هنا يكون توريط الدول الأقليمية في أحداث المنطقة شرطا حتى لو شاءت الابتعاد عنها . وذلك لمواجهتها أو تطويعها كإجراء استباقي بهدف ضمان سلاسة تنفيذ المشروع الصهيوني المرحلي في فلسطين وفي المنطقه أولا ، ولكي تكون هذه الدول جزءا من مخطط الشرق الاوسط الجديد المدمجه به اسرائيل كقوة اقليمية ثانيا .*

من هنا فإن التخبط الدولي والعربي في مواجهة الارهاب جاء مقصودا وموجها . وما ذلك الا موجبات ووسائل ومظاهر لفكرة العنوان الأساسي للمرحله وإنجاحها . كما أن أزمات المنطقة العربية السياسيه المفتعلة هي أيضا لخدمة مشروع العنوان الأساسي للمرحله ، تماما كما الأزمة مع ايران ومع تركيا على خلفية ما يجري هي أزمات مفتعلة ومصممة لخدمة مشروع المنطقه . وبالمنطق فإن هذه الازمات البينية العربية والبينية على صعيد دول المنطقه ستتوسع وتنتشر وستتحرك صعودا ونزولا حتى تأتي أوكلها لخدمة الفكرة الأساسية خطوة وراء أخرى .*

سيشهد الشعب العربي في هذه المرحله الكثير مما يقلب حساباته على صعيد مفهومه ومفاهيمه للواقع الحقيقي لدوله ولثوابتها الواهمه . فهذا الشعب بدوله خرج من الاستعمار التركي المسلم المباشر الى استعمار صهيوني مباشر بالوكالة ، ويعيش هذه الحالة منذ ماية عام وهي فترة بداية النهضة الصهيونية وبداية شبابها في بلاده كغازيه ومستعمِره ، وفلسطين هي قاعدة عسكرية سياسية له، وفترة ماية عام ليست سوى عام اوعامين في حساب نهضة الدول القائمة على الغزو والاستعمار .*

علينا أن نتأكد بأن مآل اسرائيل التي تعيش فترة بداية شبابها او فتوتها هو إلى الزوال ، وأنه لا مستقبل لها في منطقتنا إلا كمستقبل المستعمِر العابر ، إلا أن الطريق امامها تبدو على المدى المنظور ممهدة ولا يمكن وضع تصور لنهايتها ما لم تبدأ الدول العربية بحركة تحرر من الاستعمار . *

ستكون الطريق أمام دولنا وشعوبها للتحرر والاستقلال ممهدة وأكثر وضوحا ومنطقية وتسويغا في نهاية هذه المرحلة التي نعيشها ، فمن الشدة والقسوة والصدمة يخرج الفرج . حيث في هذه المرحله سينكشف للشعوب العربية على ألسنة حكامها وافعالهم وإعلامهم بأن الدول العربية كلها تعيش حالة استعمار مباشر بالوكاله , وأنها دول لم تتوقف عن التنسيق مع الصهيونية الامريكية والاسرائيلية لا في حالات الحروب ولا في حالات السلم .*

.وسيتكشف للحكام العرب واقع وحقيقة استخدامهم المرحلي ، وبأن تحالفاتهم الوهمية الخادعه تنقلب عليهم وعلى بلدانهم وشعوبهم بنتائج كارثية ستخرج من رمادها صحوة عربية شعبية على مساحة اوطاننا باتجاه واحد واحد هوالتحرر والاستقلال .*


التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012