أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ليس دفاعا عن الملقي

بقلم : أ.د أمل نصير
17-06-2017 12:00 PM

كم أنا حزينة لما سمعته من الشاعر حيدر محمود الذي أحببت شعره، وغنيته لسنوات طويلة مع آلاف الأردنيين، وكتبت فيه مقالات عديدة حبا، وتقديرا لمن غنى للأردن.

صدمت مثل كثيرين من الأردنيين بمضامين رسالة الشاعر، التي تنوقلت على الهواتف قبل أن تنشر على المواقع بساعات، وأصابني ما أصابهم من إحباط، فكان مساء رمضانيا مجللا بخيبة الإنسان الأردني الذي لا يلتفت يمينا أو شمالا إلا ويصفع ممن يسمون بالمسؤولين، أو يصطلي برسائل وقرارات تغرس سكينا في جسد الولاء للوطن، فتشعل مزيدا من القهر الذي يفرخ عنفا وجرائم كبيرة نسمع عنها كل يوم.

لا أريد أن أدافع عن الملقي، فهو على الأقل لم يتورط في جرائم سرقة الوطن –في حدود ما أعلم_ فلماذا كل هذا النقد له؛ لأنه عين ابنه في وظيفة كبيرة؟ ومن منكم لم يفعل؟!

لأنه رفع الأسعار؟ ومن من رؤساء الحكومات السابقين لم يفعل؟!

لأن إنجازات حكومته متواضعة؟ وماذا أنجز السابقون له أكثر منه؟!

يا شاعرنا غالبية المسؤولين في وطني الحبيب هم كذلك، وأنت منهم.

فلكم: قرارات جائرة، ورواتب ضخمة، ومكافآت باهظة، وإنجازات متواضعة... في المقابل لا يجد المواطن إلا رواتب قليلة، وواجبات كثيرة، وطعاما فاسدا، وفقرا مدقعا، وتسولا مقلقا، وبطالة عالية...

كنت أتمنى لو خرجت علينا يا أبا عمار برسالة تتحدث فيها عن ارتفاع الأسعار، أو دجاج المحسنين في شهر رمضان الكريم، أو عن بطالة الشباب، أو حالة الأمة التي تُنحر كل يوم...

يا أبا عمار، هل من هو مشروع شهادة في سبيل الوطن -إن كان كذلك فعلا- يرضى أن يبتز الوطن بوظيفة عالية أو رواتب ضخمة دون عمل في وقت يعاني الوطن من مديونية ضخمة، وحصار اقتصادي بغيض يتسع مداه يوما بعد يوم؟! وكيف يتسق هذا مع شعرك الوطني الجميل؟!

وهل ترضى أن ينشغل عدد من رجالات الدولة بقضية ابنك وينسون ما لديهم من هموم المديونية والوضع الاقتصادي، وتجارة المخدرات، وما يحدث على حدودنا مع سوريا والعراق... وهل تحتاج لمكافأة لوقوفك في معسكر الوطن في زمن من الأزمان؟!

فبماذا إذا نكافىء شهداءنا الذين قضوا، والمصابين الذين ابتلوا بعاهات دائمة في ساحات الكرامة وغيرها؟!

وبماذا كوفىء أهل معاذ الذي لم تخمد ناره؟ وماذا نقول لشهداء قلعة الكرك الذين لم تجف دماؤهم، ولا دموع أمهاتهم ؟! وماذا نقول لأيتامهم والعيد على الأبواب؟!

بماذا كوفىء (وصفي) خال عمار كما سميته أنت في شعرك وهو أيضا ابن شاعر؟! وهل كان سيرضى أن يأخذ ابنك راتبا ضخما منذ 2009 بدون عمل؟!

ألم يكفك مستشارا وسفيرا وزيرا وعينا و و و، ولابنك راتب مستشار وهو لا يستشار في رئاسة الوزراء بدون عمل أو حتى دوام؟!

لقد قسمت الوطن في رسالتك بين ابنك وابن رئيس الحكومة، وتجاهلت الشعب الأردني كله، فبأي حق يكون ذلك؟! وتعاليت على الناس بعلم ابنك، مع أنه على حساب الدولة ومن أموال الشعب، علما بأن أبناءنا لا يقلون عنه تعليما، ولكن من عرق جبيننا، فابني أيضا طبيب تخرج منذ سنوات مثل غيره من أبناء الأردنيين وما زال بدون عمل، وهل هناك أكثر من الطب صعوبة، ومدة دراسة، وكثرة نفقات؟

رحم الله شهداء الأردن الأبرار وكافأ جنودنا المرابطين، فهم وحدهم مشاريع شهادة ...لا من يتمتعون بحياة الرفاهية بأموال ضرائبنا، ويمنون علينا!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-06-2017 09:19 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
17-06-2017 10:01 PM

وقطعت جهيزة قول كل خطيب... احسنت يا دكتورة وفعلا مصيبة ان البعض يريد ثمن اخلصه او ولائه للوطن حتى لو لم يخرج انتماؤه عن مجرد الشعور

3) تعليق بواسطة :
18-06-2017 07:05 AM

.
شكراً لرسالة معاليه الى دولته ، فقد كشغت فصلا من الحاله الاردنيه كان يجري التستر عليه # الهوش _ عالكعكه .

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012