أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عويدي يكتب...الكويت واحة الحكمة والحرية والديموقراطية

بقلم : د .احمد عويدي العبادي
25-06-2017 08:44 AM
في خضم التردي العربي الذي لم يسبق له مثيل حتى في الجاهلية وزمن الاحتلال الاستعماري لبلادنا، وفي بحر من الدماء والتنافر والتناحر والتحاسد والتباغض بين الدول وانظمتها في العالم العربي بحيث لا يبدو في النفق او نهايته رجل رشيد او عقل راجح، او امل طيب.

وفي خضم تحول الدول والمجتمعات في العالم العربي الى مجتمعات كراهية وكسر عظم وسحق من الوجود واتهامات وممارسات بالإرهاب والتعذيب والاغتصاب حتى صرنا لا نعرف الضحية من الجزار ولا الجد من الهزار، وصار الحليم حيرانا والجبار سلطانا

وفي معمعة غياب الحكمة والعدالة والديموقراطية والرزانة عن إدارة الدول العربية، وتحول كثير منها الى العوبة بأيدي الغرباء والسفهاء والولدان والنسوان وأعداء الامة.

وصل الانسان العربي الى حالة من اليأس والقنوط والإحباط وهو يرى ما يراه وصار يخشى على نفسه السفر الى اية دولة عربية أخرى لأن اية وشاية امنية او وهمية ضده لدى تلك الدولة فستغيبه وراء الشمس الى يوم القيامة.

وصار العربي يخشى من التعبير وحرية الكلمة لان اقل تهمة له ستكون تقويض نظام الحكم والإرهاب وضرب الوحدة الوطنية والتفريق بين عناصر الامة والخروج على الطاعة والجماعة، وإساءة العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة.

وفي خضم الصراع المحزن بين الاخوة والاشقاء واستخدام لغة الطخ وكسر المخ والعنف والقوة الرسمية الإعلامي (وربما المسلح لاحقا)، بدل الحوار والعقلانية والحكمة، يدفع الانسان العربي ثمن ذلك كله وهو مغلوب على امره، وقد صار القريب غريبا والعدو الغريب قريبا من ذوي الارحام ؟؟؟؟؟

وصلت الأمور بين الاشقاء وكأنه ليس لهم عدو محتل للعراق واليمن وفلسطين، وكأنه لا يوجد فرس وروم، ولم يعد يعنيهم اغتصاب حرائر السنة من علوج الرافضة والاعاجم، ولم يعد يعنيهم تدمير الحضارة العربية القديمة والاسلامية، والتطهير العرقي للعرب والسنة، ولم يعد يعنيهم تدمير البنية التحتية وعودة الشعوب العربية والدول والاوطان الى القرون الموغلة في القدم والظلام زمن الانسان البدائي، ولا أقول القديم.

أقول لم يعد يعني الدول وحكوماتها وحكامها في العالم العربي هذا كله، وزادت سوءا عن ممالك الطوائف في الاندلس، وانما صار يعني كل دولة ان تنظر للأخرى انها عدوتها، وصارت كل دولة تستقوي الأعداء على الاشقاء، وصار الكل عدو للكل ؟؟؟؟
وفي غياب العدالة والديموقراطية والحرية في العالم العربي، برزت الكويت كشعلة تجسد هذه الرمزيات العربية الغائبة التي يطمح اليها الانسان العربي.

فقد قام سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مأجورا ومشكورا ان شاء الله، بالتوسط بين الاشقاء ورأينا وتابعنا مدى صبر سموه وحكمته وأناته (من التأني) وحرصه على راب الصدع وتقريب وجهات النظر وإعادة المياه الى مجاريها الأخوية والودية، في محاولة ان يصلح العطار ما أفسده القهر والدهر.

والاجمل من هذا كله ان الكويت قيادة ودولة وشعبا صاروا حالة واحدة من الحكمة والديموقراطية والوحدة والتكاتف ودعم سمو الامير بمسعاه الكريم، وحرصهم جميعا كما سائر الشعوب العربية على وجوب نبذ الخلاف ووقف الهذيان بين الاشقاء.
ولكن مجرد ابداء هذا الراي في اية دولة عربية خارج الكويت يعني الزج بصاحبه في السجن، اما الكويت فهي الان بلد الحرية العربية والحكمة والديموقراطية، ولا يستطيع حكيم او منصف او محب لدينه وقوميته الا ان يعترف للكويت بهذه الحكمة والتأني والانسجام مع الذات والعقيدة والقومية، والانصهار بين القيادة والشعب.

انني أتحدى ان تسمح أية دولة عربية أخرى بنجاح حوالي نصف البرلمان من المعارضة الوطنية الشرسة، فهذا لم ولن، أقول لم ولن يحدث الا بالكويت، وأتحدى ان يجرؤ شخص او نائب ان يتحدث عن فساد او انحراف شخص واحد من منظومة الحكم واتباعهم وازلامهم في أي بلد عربي الا في الكويت حيث الحرية في الانتقاد والاعتقاد السياسي، وهذا لم ولن يحدث الا في الكويت

وأتحدى ان يستطيع أي مؤرخ او مفكر مثلي او صحفي او سياسي ان يعبر عن رايه بحرية في اية دولة عربية، عما يجري بين الاشقاء في الخليج العربي، فهذا لم ولن يحدث الا في الكويت فنسمع حرية التعبير بكل اريحية عند الشعب الكويتي في هذا الموضوع، ونرى انسجاما بين الحاكم والمحكوم لا مثيل له في أي بلد عربي حاليا

لست الوحيد الذي يثني على موقف الكويت وسياسة سمو الأمير والاسرة الحاكمة بل هذا راي كل من التقيتهم وقرات لهم، وان سائر الدول العظمى كلها في الشرق والغرب، أيدت مساعي وخطة سمو الأمير صباح حفظه الله ورعاه واطال في عمره اقولها والله من قلبي ومن يعرفني يعرف صدقي.

لقد صارت سياسة سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، ومن ورائه شعبه الكريم ودولته المتحضرة الذين يدعمونه كما يدعمه العرب قاطبة، أقول صارت سياسة سموه وخطته مطلبا عربيا/ من الشعب العربي وإسلاميا ودوليا.
ولا يمكن ان يكون ذلك لولا الصدق والحكمة والحرية والديموقراطية والانسجام والوئام بين القيادة والشعب التي انحسرت من العالم العربي لتستقر في الكويت

ان هذا الحرص من سموه على حقن الدماء ووقف تمزيق الارحام بين الاسر والامهات وابنائهن (الذي لم يحدث الا في الجاهلية الأولى) ووقف التدهور الذي يطرق الأبواب، أقول هذا الحرص امر يتفق مع عقيدتنا الإسلامية وقوميتنا العربية وليس قوميتنا الاعرابية، فالعرب منهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. اما الاعراب فوصفهم الله سبحانه وتعالى انهم اشد كفرا ونفاقا

تحية صادقة لوجه الله مني لسمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح امير الكويت ودولة الكويت وشعب الكويت التي صارت شعلة الحرية والحكمة والديموقراطية.
ولا ارانا الله مكروها في امتنا

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012