بقلم : د.النائب موسى ابوسويلم
07-07-2017 09:55 AM
ازمة قطر ازمة امه عربيه ... وحصار قطر حصار امه ...ونهج التعامل مع قطر نهج تعامل مع امة واجتياح قطر اجتياح امة.
ونحن نحتسي بقية السم الذي دس لنا في كأس الربيع العربي والذي جاءت نهايته بالتلويح لدولة قطر باجتياح عسكري وشيك بايد عربية بل خليجيه وربما نغفل عما قد يرافقه بيقين من احتلال للبحرين وربما اجتياح غزة لا بايد صهيونية _لانها عجزت وفشلت _ بل بايد ايضا عربية واصبحنا كالثور الذي ينطح الخرقة الحمراء بكل قوة دون ان يبادر لنطح مصارعه وعدوه الحقيقي الذي ينتظر برمحه لحظة الضعف كي يجهز عليه _ويؤسفني ان هذا المثل من اكثر الامثال انطباقا علينا واقولها بمرارة لنصحو على انفسنا وامتنا.
وامام هذا الواقع العربي الاسلامي المرير فان ما ادعو اليه ابناء الامه هو موقف موحد وثابت من كل قضاياها وما تختلف فيه وهذا الموقف يتمثل في 'حرمة استخدام القوة ' والبحث عن حلول يتولاها الخلص من ابناء الامة فلا زلنا نحلم بالدولة العربية الواحده بعَلَمِها وعملتها ودستورها وجنسيتها وموازنتها 'الولايات العربية المتحدة ' ومن اجل العرب كل العرب ومن اجل وحدة امتنا نريد ان تشكيل جبهة وطنية لنصرة قضايا الامة العربية ونريد لتلك الجبهة الوطنية ان تخرج للوجود كما خرجت امتنا اول مرة حين وُصِفَ ذلك الخروج بقول الله تعالى :(( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) فمهمتنا نحن العرب ان نكون سببا في تحقيق الامن والسعادة والسلام للبشرية كلها ولكننا تحولنا اليوم الى ادوات بيد غيرنا لتدمير انفسنا ولتدمير البشرية ولعل ما حل ببلاد الحرمين من ويلات الحرب في اليمن وعليها ليس منا ببعيد وقد كنا ننتظر نهاية او حلا لتلك القضية التي طالت واكلت الاخضر واليابس بل واكلت فيما اكلت الشعب اليمني بالامراض والاوبئة كنتيجة حتمية للدمار الذي حل باليمن واصاب غباره السعودية وكل بلادنا العربية تبعا لذلك اذا بنا نتفاجأ بقرار من بعض (دول مجلس التعاون الخليجي ) الا وهو اعلان تلك الدول الاربع ان قطر ' دولة فاسقة مارقة ارهابية ' وكانها هي الدولة التي اجتاحت العراق وسوريا واليمن وهي التي كانت من قبل تحتل القدس وفلسطين.
واذا بالحل المطروح 'اجتياح عسكري لدولة قطر وكان الامر نزهة والدماء القطرية والتركية تبعا والعربية لا حرمة لها...فلك ان تتخيل الجنود القطريين وكل موظفي الجزيرة والجنود الاتراك وقد انتشرت جثثهم واشلاؤهم على الشاشات العالميه وما سيجره ذلك على الامة كلها من ويلات بل ستكون وصاية اضافية على كل مقدرات الامة بعد مصادرة ما في بنوك امريكا وسويسرا ودول الغرب من مليارات بحجة ان حكوماتها لم تعد شرعية ...
وانني ارى ان المسارعة بانشاء هذه الجبهة هو حل سريع ليباشر العمل على تعبئة الامة وحشد طاقاتها للوقوف بوجه كل اشكال العبث او دعوات الاقتتال او التفكيك والتقسيم اذ بات وجود الامة مهددا بالكامل والخطط باتت معلنة في استهداف هذه الامة بوجودها وكينونتها وحضارتها ورسالتها .
انني ارى ان ازمة قطر ازمة امه عربيه ... وحصار قطر حصار امه ...ونهج التعامل مع قطر نهج تعامل مع امة ، واجتياح قطر اجتياح امة وحين سكتنا على اجتياح افغانستان والصومال _الذي نسينا انه بلد عربي _ثم العراق تبع ذلك سوريا واليمن وليبيا وقبل ذلك كله فلسطين الاقصى التي كادت احزابنا ومقاتلينا ومجاهدينا ان ينسوها ، اننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن سياسة اي دولة عربيه بما في ذلك قطر ولكن هل يسمح عربي حر شريف مخلص باجتياح دولة عربية لدولة عربية اخرى قطر اوغير قطر.. لقد صمت آذاننا بالحديث عن حرمة الدماء وعصمتها عربية كانت ام غير عربيه فهل دماء القطريين او الاتراك ليست دماء معصومه ؟! فكيف يجرؤ عالم على اباحة القتل بل واحتلال دولة عربية مسلمة وجارة خليجية؟! من قبل دولة عربية وبايد عربية وهل اذا تم اجتياح قطر من قبل السعوديه سيرافق ذلك وفي الوقت نفسه احتلال ايران للبحرين فالحدث لو سكتنا او سمحنا به كارثة عربيه خليجيه اسلاميه انسانيه ... ولو ان ايران بادرت باحتلال البحرين فماذا ستفعل السعوديه ومصر هل ستعلن الحرب المباشرة على ايران او على تركيا اذا ما دافعت عن قطر او وقفت الى جانبها ....ونترك اليهود الذين يحتلون الاقصى مسرى محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه والذي طبعا _تخلى عنه حزب الله ودولته ايران _ ليحرر العراق وسوريا واليمن والبحرين ....عندها اقول بماذا سيفتي العلماء الذين باركوا حصار قطر وافتوا بحله وحلاله واين كانوا عندما كانت جيوش الامريكان تستبيح كل محرم في العراق ولا زالت ، انني استغرب ان الجامعة العربيه موقفها ...'هل تحس منهم من احد اوتسمع لهم ركزا ' في هذه القضية...واستغرب صمت البرلمانات العربيه..والبرلمانيين العرب واتحاداتهم البرلمانيه وصمت علماء المسلمين ...وصمت احزابنا العربية حتى عن الكلام الاتعليقا على اتصال ترامب مع هذا الزعيم العربي او ذاك ...وانتظار ما سيفعله لنا ولحل ازماتنا ....هل هذا هو ما يسبق الموت لتلك الاحزاب والجماعات ...
اين قادة الفكر و الراي والسياسه من قضايا الامة المصيريه هل غاب العقل الجمعي عنهم او منهم فالامر يتعلق بمصيرهم هم وامتهم لا بقطر فآخر دولة عربية لها بعض القوة هي المملكه العربيه السعودية والتي لها عندنا مكانتها الخاصة المعلومة ...الا انني وحرصا عليها اتمنى ان تغلق ملف قطر وتبادر لتشد عضدها بقطر وبدول مجلس التعاون الخليج لكنها بما فعلت راحت تحفر له ولها بل ولبقية الامة قبرا ... اذ لو يحصل اجتياح لقطر ستوضع الدول العربية كلها تحت الوصاية الدولية روسية او امريكية او ايرانية ...فغريب امر هؤلاء الحكام والاغرب سكوت العلماء عن نصحهم وتبصيرهم بخطورة ما يقدمون عليه ...
انا هنا لا ادافع عن قطر ولا عن الجزيره وانما ادافع عن امة وعن فكرة وموقف ...الى متى الصمت على ما يجري وعدم رفع الصوت عاليا نصحا وانكارا ، ان الغرب يدرك خطورة اقدامه على احتلال السعودية اذ فيها مكة والمدينة ولكن عندما تقوم هذه الدولة باحتلال دولة اخرى ذات سيادة سيستغل هؤلاء العالم كله لاحتلالها وتقسيمها وتدويل مكة والمدينة ...
ولئن قيل في ظلال ازمة عربية 'طاب الموت يا عرب ' فانني اقول اليوم 'طاب الموت ايها العلماء ' ثمنا لقول كلمة حق في وجه كل من لا يقيم وزنا لما تم اراقته من دماء شعوب الامة بل انهم يريدون اشعال حرب جديدة وفي هذه المرة حرب في اصل بلاد العرب جزيرتهم وكعبتهم ومسجد نبيهم صلى الله عليه وسلم ...انني اكرر دعوتي لكل احرار الامة وقادة الرأي والفكر فيه اينما كانوا الى تشكيل 'الجبهة الوطنية لنصرة قضايا الامة العربية والاسلامية' واعني بالوطنية هنا نسبة الى الوطن العربي الكبير وليس لوطني الاردن - والذي افخر واعتز بالانتساب اليه والى قيادته الهاشمية التاريخية وهو احد اهم القلاع الباقية من قلاع امتنا ومنه ستنطلق هذه الجبهة باذن الله . انني لم ولن انتظر طويلا بل قد باشرت مع طليعة طيبة باجراء مشاورات لتشكيل هذه الجبهة لتكون نواة تحضيرية وقلعة متقدمة في الدفاع عن قضايا الامة العربية التي يمعن اعداؤنا فيها تفكيكا وتقسيما وصوملة وبلقننة ولبننة ... فاستيقظوا ايها القادة والسادة ...ايها الحكام والزعماء ايها الفقهاء والمقرؤون والشيوخ والمتصوفون ايها الحزبيون والفلاسفة والمفكرون ...اين انتم مما يجري فهبوا لانقاذ امتكم واوطانكم اذ لاخير في الحياة بعد اليوم حين تستباح الاوطان كلها ...مع كعبتنا ومسجد نبينا وقد اعتدي على كل مقدس فينا من قبل ...
وختاما بالمسك اختم بقول الله تعالىى: ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) صدق الله العظيم
والحمد لله رب العالمين