بقلم : د.عمر العسوفي
09-07-2017 05:45 PM
* الأردن كان حاجزا فاصلا وواصلا بين دول مجلس التعاون وإسرائيل
* الأردن كان سباقا للمساهمة بفاعلية عالية في بناء الدولة الخليجية
* سالت المياه في مجاريها وأصبحت العلاقة الخليجية مع إسرائيل مباشرة ولا تحتاج إلى طرف ثالث.
بحكم الإسلام والعروبة ووحدة الدم والمصير والجوار الجغرافي كان الأردن أول من مَدّ يد العون والمساعدة للأشقاء ومدهم بكواكب من خيرة كفاءات الوطن الأردني ، الذين لم يتركوا مرفقا من مرافق تكوين الدولة إلا وقد وضعوا عليه لمساتهم وخلاصة علمهم ومعارفهم.
وقد نشأت علاقات حميمة ما بين الدولة الأردنية ودول مجلس التعاون على كافة الصُعد رسميا وشعبيا ولن ننسى أن المساعدات الخليجية لم تنقطع عن الأردن في عقود عدة قد مضت.
لا يخفى على أحد أن أهمية الأردن بالنسبة لدول الخليج لم تكمن فقط في مسألة المساهمة في بناء الدولة بل في أهمية كون الأردن يشكل حاجزا فاصلا بينها وبين إسرائيل التي كانت تُعتبر العدو الأول للأمة وانه ليس بمقدور الدول الخليجية أن تكون على تماس مع إسرائيل وخصوصا الدولة السعودية....علاوة على ذلك فإن الدول الخليجية كانت تحتاج الأردن في تجسير العلاقات السياسية والدبلوماسية مع أي طرف لا تتمكن هي من التعامل معه مباشرة مثل إسرائيل.
إضافة إلى دور الاستشارات والتوسط في حل بعض الخلافات الخليجية الخليجية....وهنا أذكر أنني كنت معارا لدولة خليجية في عقد الثمانينيات ونشب بينها وبين دولة خليجية جارة لها خلاف على منطقة حدودية وتطور الخلاف حتى وصل حد حشد قوات البلدين في مواجه بعضهما البعض....هنا تدخل المرحوم الملك الحسين وتوسط مابين الشقيقين وحلَ الخلاف ورجعت الأمور إلى سابق عهدها مما أكسب القيادة الأردنية نوعا من الاحترام المتميز عن غيرها.
اليوم وفي ظل ما شهدته المنطقة من تطورات طرأت في هذا العقد والذي سبقه ومن موجات الربيع العربي وفي ظل قيادات خليجية جديدة تلقت علومها لدى الغرب وأصبحت هي الأمراء والملوك، نسجت علاقاتها بمعزل عن إي تحالفات تقليدية سابقة وتحديدا مع إسرائيل وتبين بأن أغلبية دول الخليج تقيم علاقات غير معلنة مع إسرائيل أكثر وأقوى من علاقات الدول العربية التي لها معاهدات سلام معها. لا بل وأصبحت العلاقة المتميزة مع إسرائيل ميزة للحاكم أو المسوؤل الخليجي( قيمة مضافة) له عن غيره حتى وصل التنسيق معها (إسرائيل) إلى أعلى درجاته .
وما ظهر من جبل الجليد على شكل تحالفات علنية ومحددة مثل استبدال العدو(إسرائيل بإيران) ومحاولة الاشتراك في تصفية القضية الفلسطينية وفقا للمنظور الإسرائيلي الذي يصل لها من خلال وصفات أمريكية حقيقتها صناعة إسرائيلية. يعني فيما يعني أن المياه قد سالت من تحت البساط الأردني وانه لم يعد بالنسبة للدول الخليجية لا فاصلا ولا واصلا .؟
وأن بعض القيادات الخليجية قد انخرطت في المشاكل الإقليمية وتتطلع لاستغلال ثرواتها بما يجعل لها موقعا مؤثرا في المشهد الإقليمي لا بل وتريد من الأردن أن يكون تابعا لها وتسخره وفقا لبرنامجها غير المدروس أصلا لا بل تضغط على جرح الأردن النازف اقتصاديا وتضع عليه من الملح ما يعمق الألم.؟
للأردن أوراق مهمة ومؤثرة تجعل منه حجر الزاوية ومفصلا لا تستقيم الحركة بدونه ،فلديه من عناصر القوة ما يمكنه من أن يعيد النظر في علاقاته الإستراتيجية مع كل الأطراف عربية أو أجنبية، فقط ان يقيس الأمور بالمنظور الوطني المبني على مصالح الشعب الأردني العليا.
مواردنا البشرية وافرة ومواردنا الطبيعة هائلة كلما في الأمر هو وقفة جادة مع الذات تبدأ من حل ملفات الفساد التي أفسدت كل شئ عندنا وتنحية كل الحكومات والطاقم الاستشاري الذي يعمل في الخفاء ولصالح جهات مشبوهة والذي أوصلنا إلى ما نحن عليه .... نحن بحاجة إلى إرادة قوية ومخلصة ورشيدة وصاحية بعينيها إلى ما يحاك من مؤامرات على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني بما يؤدي إلى ضياع الهويات والمنجزات وبما يشكل خطرا وجوديا على نظام الحكم ... المؤامرة ستتحطم على صخرة وعي الشعبين الأردني والفلسطيني... والله المستعان