أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ياعلماء امتنا العربية اتحدوا

بقلم : د.النائب موسى ابوسويلم
09-07-2017 05:42 PM

بداية اوجه تحية لكل عالم رباني مخلص رفض ان يكون بوقا او اداة بيد هذا النظام او ذاك والذين حفظ التاريخ الاسلامي لنا ذكرهم هم من وقفوا الى جانب الامة بمجموعها في محنتهم لا الى جانب حاكم فرد او فصيل من الامة هنا اوهناك فكانوا من اهل قول الله تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين))

فياايها الاحبة في وطننا العربي والاسلامي الكبير هنالك قضايا مصيريه للامة تحتاج الى مواقف مفصلية حاسمه ولا يقبل ان يكون موقف العالم المسلم منها باجب بنعم او لا ...كما انه لا يمكن اختزالها برأي شيخ هنا او مذهبي هناك فانا أتعجب كيف جاز لعالم مسلم ان يفتي بجواز وربما وجوب مقاطعة شعب دولة عربية وجارة خليجيه ...ناهيك عن الفتوى بجواز اجتياحها ...ونسي هذا المفتي ان هذا الحاكم اليوم او غدا سيتخلى عن هذا الشيخ بل وربما في لحظات تتغير مواقف محور 3+1 من قطر فكيف سيعاد تبرير قتل وتجويع العرب المسلمين في قطر من هذا المتجريء على الله وعلى دين الله ...ثم لو هوجمت قطر عسكريا فبرقبة من وزر القتلى من الطرفين ....انا لااريد ان اخالف منهجي الذي التزم به ..وهو اننا بحاجة الى تيار كبير من العلماء الكبار للتصدي لاعطاء رأي او توجيه عام للامة نصحا وارشادا وتوجيها وليس فقط 'يحل ويحرم ' او' يجوز ولا يجوز' بل ان هنالك مرحلة تسبق القطيعة والقتال وهي مرحلة ((فاصلحوا بينهما )) (( فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم )) كما هو معروف في الاصول الثابته من فقه المقاصد والمآلات وان لا نكون مع هذا الحاكم او ذاك بدعوى االانتماء لوطن عربي ان كان ذلك ضد وطن عربي آخر فنحن ابناء الوطن العربي الكبير ويجب ان نحرص على كل بلد فيه لنحفظ بذلك المجموع وفي الوقت الذي كنا نتالم لليمن وشعبه ...وكنا نتمنى ان تبحث السعوديه عن مخرج او حل في اليمن غير استمرار الحرب وخاصة بعد تفشي وباء الكوليرا واذا بنا نجد انها اتجهت لفتح جبهة جديده ....الا ما ارخص دماء شعوب الامة العربية على بعض الحكام والارخص منه لحية شيخ ايا كان يضع نفسه في غير صف امة العرب مجتمعة او في غير صف مصالح الاسلام العليا كذلك ولا يكون داعية اصلاح وتوحيد بين ابناء العروبة

فلا لمقاطعة قطر ولا لمقاطعة حماس ولا للحرب بين دولنا العربية تحت اي مبرر وهذا اصل في الدين والانتماء لعروبتنا واسلامنا وهنا لسنا مع قطر ضد السعوديه ولا مع حماس ضد منظمة التحرير الفلسطينة او فتح وانما نحن مع كل من يقف الى جانب مشروع المقاومة لليهود الذين يحتلون الارض ويستبيحون كل مقدسات امتنا كما انني مع وضع حد للتدخل الايراني بموقف عربي موحد تقف فيه السعوديه الى جانب تركيا والسودان وقطر والباكستان وتقف مصر الى جانب الامة العربية ضد من يريد احتلال ما تبقى من عواصمها ....لا اشك لحظة انا وكل مدرك لابعاد مخططات اعداء الامة عبر التاريخ ان لا مصلحة لنا عربا ومسلمين في اقتتال سني شيعي لانه لا نصر لطرف على آخر وهذا عبر التاريخ وانما المصلحة العليا في ان نتوقف عن الاقتتال الطائفي لان ذلك ما يحقق مصالح امتنا العليا من قوة لبلاد العرب والمسلمين ومن قوة لايران .

اخطأت ايران وحزب الله بل واجرمت حين احتلت سوريا والعراق واليمن ... لانها صرفتنا عن العدو الحقيقي وهو الكيان الصهيوني المحتل ومع ذلك اقول : ليس المطلوب تدمير ايران بل حملها على ان تتراجع عن ذلك وان تقف معنا ضد العدو اليهودي المحتل لمقدسات المسلمين .ومن هنا فعلينا وخاصة قادة الرأي والفكر من علماء الامة ان نطالب بوقف الحرب الطائفية من خلال توحيد مواقفنا فلولا وقوف السعودية من اجتياح العراق موقف المتفرج بل والداعم وتركها لايران تتدخل كيفما شاءت لما فتح الباب على مصراعيه لاجتياح سوريا واليمن ...والبحرين المهدده صباح مساء ...وهنا لا يفهمن احد ان اي عالم مخلص يقبل بان تمس بلاد الحرمين بشر بل الكل يفدي الحرمين وبلاد الحرمين بالمهج والارواح ...لكننا لسنا مع مصر ولا السعودية في اجتياح قطر او غيرها مثلما لسنا مع قطر لو انها استهدفت الامة العربية بانحيازها الى دولة اليهود مثلا او الى عدو تاريخي للامة ومما اثارني وحرك احزاني واشجاني هوان علماء وخطباء قد راحوا يباركون ما يجري من قطيعة وانتحار سياسي عربي ضد قطر وينسبون ذلك لدين الله _غني عن البيان انه ليس من حقي ولا من حق اي عالم ان يبادر باصدار الفتاوى لهذا الفريق او ذاك _ لان الدعوة الى وحدة الامة هو الواجب ...واذا اردنا ان نفتي في القضايا العامة المصيريه فما حكم وجود 23 دولة عربية لكل دولة علمها ودستورها وحدودها ودينارها وريالها ....وجنودها اليس الوحدة واجب اسلامي على الدول العربية بنص القرآن ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) ....ما حكم تخلي دولنا العربيةعن اطفال سوريا والمشردين في اوربا من ابناء العرب والمسلمين والذين تنصر قسم كبير منهم ...ارتدوا عن دينهم ... ما حكم الاسلام في حصار غزة وشعبها الذي لم يبق من يحمل السلاح في وجه المشروع الصهيوني غيره ...مع تقديري لدور دول عربية واسلامية لا زالت تتمسك بحق العرب في الاقصى وحق العودة لشعب فلسطين وعلى راسها الاردن وقيادته التي لم تترك فرصة الا وذكرت بقضية العرب والمسلمين الاولى (الاقصى وفلسطين )....ما حكم الاسلام في المليارات التي دفعت لترامب وما حكم الاسلام في اموال الامة من عائدات النفط ...اليس من حق الشعوب العربية ان يكون لهم منها نصيب ام هي حكر على دول عربية وفق اتفاقية سايكس بيكو وتداعياتها ...ما حكم الاسلام في بقاء الاقصى تحت حكم اليهود واين طيران سوريا ومصر وايران بل وقطر والدوحة والسعودية من ذلك العدو ... لا ينبغي ان نتكلم عندما يريد الحاكم لنا ان نتكلم وبما يريد ان نتكلم وضد من يريدنا ان نهاجم ...ونصمت حين يريدنا ان نصمت ... ان الرهان في حفظ الاوطان على رضى او سخط الامريكان او غيرهم غير مقبول من العلماء ان وقع او قبل من قبل بعض الحكام اذ العلماء اولى واحرى بفقه قوله تعالى (( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26 )) وقوله تعالى ((بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)) بقي ان اقول انني ارى ان من اقرب المخارج ان يتوقف العالم المسلم المتخصص عن التسرع في مواقف وفتاوى في قضايا يرتبط بها مصير الامة كلها
وقد يترتب عليها اراقة دماء واستباحة اموال وفروج ودمار مساجد ومدن بل ودول عربيه ....وهو مسؤول عن ذلك كله غدا بين يدي الله ولنستمع لما يقوله

عبدالرحمن ابن ابي ليلى: اذ يقول 'أدركت مائة وعشرين من الأنصار وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا الى هذا وهذا الى هذا حتى ترجع الى الأول ومامنهم من يحدث بحديث الا ود ان اخاه كفاه اياه ولا يستفتى عن شي الا ود ان اخاه كفاه اياه' .

وهذا الشعبي والحسن وابي حصين (وهم من التابعين) يقول قائلهم : ان احدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر

فحذاري ايها العلماء من هذه الفتنة فتنة التعجل بالفتوى ...هذا اذا كنتم من الامة العربية ولاء وانتماء ويهمكم حال العرب الذين هم اعظم قلاع الاسلام بل هم آخرها وانتم كذلك ايها العلماء الاجلاء في الحجاز والشام والمغرب وبلاد المسمين وامتكم تنظر اليكم وترقبوا قولكم وتنتظر موقفكم لانكم انتم الذين تفقهون عن الله ما انزل علىنا في كتاب الله وتخاذلكم او صمتكم او نطقكم بغير هدى من الله هو ما يدفع كثيرا من ابناء الامة الى ان يصيبهم اليأس والقنوط
وهنا اختم بالقول : .

لا لليأس ولا للاحباط ، العرب باقون ، والاسلام باق ....واقول لاعداء الامة من منافقين ومرتزقة ومرتدين 'قل موتوا بغيظكم ' وحفظ الله بلاد الحرمين وحفظ الله بلاد العرب والمسلمين وحفظ الله قطر والبحرين والكويت وبقية بلاد العرب ونحن مع امة العرب مجتمعة ومع امة الاسلام مجتمعة ولسنا مع فريق دون فريق وخاصة فريق اراقة دماء جديده كما هو الحال لو تم ما خطط له ضد قطر انا برلماني عربي اردني ...وعالم متخصص في الشريعة الاسلامية اردني موطنا لكنني لو اتيح لي ظرف التطوع دفاعا عن الاقصى لاجبت _وقد ترك الاردن وحيدا مع ذلك العدو- ولو دعيت للدفاع عن السعودية ضد ايران لاجبت ولو دعيت للدفاع عن اليمن ضد ايران لاجبت لكنني ارفض القتال الى جانب اليمن ضد السعوديه او العكس كما ارفض القتال الى جانب السعوديه ضد قطر ولست ضد ايران لولا تدخلها الاستعماري الطائفي ضد العرب فلم تكن مع المسلمين من حيث هم مسلمين ولكنها نصرت فريقا دون فريق فكانت بتدخلها طائفية بامتياز ولولا ذلك لكنت معها مثلما وقف سنة العراق ضد التدخل الامريكي في افغانستان والعراق ... وسوريا وهكذا افهم العروبه وهكذا افهم الاسلام ، وهنا لا يفوتني دعوة احزابنا العربية والاسلامية بان تكون قدوة في العمل على الوحدة والاندماج او على الاقل التنسيق فيما بينها لخدمة مصالح الامة العربية العليا وان تتجاوز المصالح الضيقه ...مع احترامي للحياة الحزبية السياسية لابناء الامة وحرصي على تنميتها بشتى الوسائل والسبل

وهكذا افهم الاسلام ولن اتخلى عن حلم الاجيال العربية والاسلامية حين قامت الثورة العربية الكبرى من اجل دولة عربية واحده 'الولايات العربية المتحدة ' وليس 23 دولة وهكذا افهم الدين ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) بمثل هذا فافتوا ايها المفتون ان كنتم لمصالح امتكم العليا تريدون

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-07-2017 02:55 AM

.
-- قيل : المكتوب من عنوانه ، اجمل ما في المقال هو صوره كاتبه مبتسما لانه كسر تقليدا متبعا لدى الإسلاميين بان تكون صورهم عابسه متهجمه دليل العزم والوقار الشكلي .

-- من سن في الناس سنه حسنه فله أجرها واجر من عمل بها من بعده ، علّنا نرى قريبا صورا مبتسمه للاسلاميين اقتداء بك يا أستاذ موسى .

.

2) تعليق بواسطة :
11-07-2017 12:09 AM

الصورة و حدها لا تكفي بل انها احيانا مخادعة
للكاتب الكريم كل الاحترام و لكن لم نر اداء خلال النيابة متماشيا مع التوقعات من محاولة سن تشريعات تحارب الجريمة الجنائية و الجريمة الاخلاقية مثلا
تحياتي للمعلق الكريم كما تحياتي للكاتب الفاضل

3) تعليق بواسطة :
15-01-2019 10:29 AM

نفع الله تعالى بكم .دعوة حكيمة من قلب مشفق وعقل مدرك لمخاطر الفرقة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012