أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


غياب الجدية والدافعية عند المعلم البديل ...

بقلم : أيمن الشبول
11-07-2017 05:53 PM

وزارة التربية والتعليم تغطي الشواغر المدرسية الطارئة بالإستعانة بالمعلمات والمعلمين البدلاء ، ولكنها سياسة تحتاج إلى دراسة متأنية وإلى إعادة نطر ...

فالواقع التعليمي أثبت بأن غالبية البدلاء لم يكونوا أكثر من حبوب مهدئة للأوضاع التعليمية ؛ التجربة أثبتت بأن كثيرا” من البدلاء لم يهتموا بالواجبات التعليمية المطلوبة ، وركزوا كل إهتمام لهم ، على تحصيلهم للمياومات وعلى تمريرهم للفترات المحسوبة من دون ضجة ...

و هذه المشكلة ليست جديدة ولكنها قديمة جدا” ؛ ومدارس الاناث تعاني منها بنسبة اكبر من مدارس الذكور ، والسبب يعود لكثرة إجازات المعلمات الولادات أو المتوقعات للولادة ...

في حالات الإستعانة بالمعلمين البدلاء ، إختلفت الوجوه على الطلاب والطالبات ، وتبدلت الطرق والاساليب التعليمية ؛ وغابت الدافعية وانعدمت الجدية عند الكثيربن ... وتغير كل شيء تقريبا” .
ليس هذا فقط ... ولكن ؛ في حالات كثيرة„ فقدت التقديرات و العلامات صدقيتها ، وظلم كثير من الطلاب والطالبات ... والحجة الحاضرة عند المعلمة أو المعلم البديل ؛ أنه لم يجد الوقت للتعرف على طلابه ... !

عندما أكملت خدمة العلم في أوائل تسعينيات القرن الماضي ، ثم اعادوا تعيني معلما” في وزراة التربية والتعليم في بداية شهر نيسان من آواخر العام ... أستلمت الصفوف من معلم بديل كان يدرس الطلاب منذ بدايات ذلك العام الدراسي ...

ورغم طول مكوث المعلم البديل بين الطلاب ؛ فإنه ترك طلابه في حالة„ من الفوضى الكبيرة ... وجدت غياب النظام والانفلات التام عند الطلاب ، وجدت أن المعلم البديل ركز اهتماماته الأكبر على تمرير حصصه وعلى قبض مكافاته فقط ... !

وكم تعبت وعانيت لأقنع الطلاب على ضرورة إحضارهم لدفاتر الإجابة ... كم تعبت وعاتيت لاقنع الطلاب على ضرورة حلهم لواجباتهم المطلوبة ... وكم تعبت لاعادة النظام والهدوء والجدية داخل الحصص ... اتخاذ العقوبات بحق الطلاب كان عملية معتادة في تلك الفترة ولذلك فإنني نجحت في ضبط كل شيء ؛ ولولا ذلك ؛ لاضطررت لمتايعة النهج الفوضوي والعشوائي الذي رسمه المعلم البديل لطلابه ... !!

إن الاعتياد على الفوضى وعلى عدم النظام هو عملية سهلة جدا” .. ولكن إعادة فرض الهدوء والنظام وإعادة الهيبة للقانون هو عملية مضنية وصعبة ...

أحد المدرسين لمبحث اللغة العربية قال : بأنه مرض وغاب لمدة شهر كامل ... وعندما عاد واستلم الصفوف من المعلم البديل ؛وكان أحد أئمة المساجد ... ؛ وجده لم يشرح سوى درسا واحدا” فقط في ذلك الشهر ... !!! ... ويقول المعلم : بأنه راجع الدرس الذي شرحه الشبخ لطلابه ... فوجد شرحه خطأ ...!

لست قاطعا” للارزاق ولكنها الحقيقة القديمة الجديدة ...
إنه واحد من الأسباب التي أدت بالوضع التعليمي الأردني إلى هذه الحالة المتردية والتي يلمسها الجميع ...

فيا حبذا لو يضعوا حلا” لهذه المشكلة القديمة والجديدة ... والتي دفع التعليم الاردني ثمنها غالبا” جدا” ولا سيما في مدارس الاناث ...

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012