أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


القدس أم تورا بورا

بقلم : أسعد العزوني
18-07-2017 09:00 AM


طبعا وبدون نقاش فإن صخور وكهوف تورا في جبال أفغانستان التي كانت مرزورعة بالحشيش وما لف لفيفه من صنوف المخدرات ،وقع عليها الإختيار ،للتضحية بشبابنا العربي والمسلم،كي يحرروها من 'الإحتلال 'السوفييتي، ليس حبا في أفغانستان ولا كراهية في شبابنا المتعطش للتضحية من أجل هدف مقدس،بل كان إنسياقا وراء الرغبة الأمريكية في إلحاق الهزيمة بالسوفييت الذين هرعوا لنجدة حليفهم الرئيس الأفغاني المنتخب آنذاك السيد بابراك كارمل،وكانت احصنة نصرهم بطبيعة الحال الشباب المسلم ،الذين زيّنوا له الجهاد في سبيل الأمريكان في أفغانستان ،مع انهم لم يستطيعوا ممارسة الجهاد في سبيل الله لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين.

لا نكشف سرا إن قلنا أن التحالف بين الإمبريالية الأمريكية أولا والغربية ثانيا مع الإسلام السياسي ، الذي كان حصان طروادة للتواجد الأجنبي الإحتلالي في بلاد العرب والمسلمين ،ألحق الضرر بكل قضايانا ،فبدلا من أن يكونوا هم النبراس نحو تطهير المقدسات من الإحتلال،وجدناهم حصان طروادة للأمريكان على وجه الخصوص .

كما أننا لن نفضح أحدا عندما نقول أن الإسلام السياسي الذي وعدته الإمبريالية الأمريكية بتسليمه الحكم في العالم العربي اولا لإقامة الخلافة ،وشرعنة 'الصلح 'مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،لذلك أتحفونا على شاشات التلفازات ومن خلال مبشريهم في بدايات الحراكات العربية ،بالحديث عن فتح مكة وما قاله الرسول الكريم لأهلها :إذهبوا فأنتم الطلقاء،وصلح الرملة وصلح الحديبية،ناهيك عن التعهد لواشنطن بأنه لا مساس بمعاهدة كامب ديفيد المصرية مع مستدمرة إسرائيل ،أضف إلى ذلك رسائل الغرام والحميمية لرأس مستدمرة إسرائيل القاتل شيمون بيريز.

لقد أتحفنا البعض ممن حفظوا الطريق إلى جبال تورا بورا بالروايات التي تصل إلى حد الهرطقة ،ومنها أنهم كانوا يقسمون بالله العظيم أنهم رأوا بام أعينهم أن 'المجاهد'الأفغاني كان يوجه سبابته إلى طائرة السوخوي السوفييتية وهي في الجو ويقول لا إله إلا الله ،فتخر الطائرة محترقة إلى الأرض،كما أنهم رأوا بأم أعينهم أن أنهار المسك تنبع من جثامين 'المجاهدين 'الأفغان.

هؤلاء الذي ربطوا مصيرهم بمصير الإمبريالية الأمريكية وتحالفوا معها على أمل لن يتحقق،وكأنهم لم يقرأوا شيئا عن الوعود التي قطعتها الإمبريالية البريطانية قبل 101 عام للشريف الحسين بن علي ،بأنها ستساعده في تكوين حكم عربي بعد طرد العثمانيين من المنطقة ،ولكنها كافأته بزرع مستدمرة إسرائيل في قلب الوطن العربي فلسطين ،وقد إنقلبت واشنطن على حليفها الإسلام السياسي بعد تفكيك الإتحاد السوفييتي وإعتبرته عدوها الجديد بعد الشيوعية ،وشنت عليه حروبا ماحقة ،دفعنا ثمنها نحن بطبيعة الحال ،ولم يتعظوا ،وما يزالون يحلمون بأن واشنطن سوف تصدق معهم.

بالأمس سمعنا صوتهم ورأينا حراكهم الخادع تأييدا لعملية الأقصى قبل أيام والتي إن ناقشناها بعين العقل والمنطق فسنثبت أنها بفعل الشاباك الإسرائيلي دون أن ننتقص من حمية الشهداء الثلاثة الذي جيء بهم من أم النور 'أم الفحم'في الساحل الفلسطيني المحتل عام 1948 ،ومعروف أنها ثالث أكبر مدينة فلسطيني عدد سكان ومساحة أراضي،وهي هدف الإحتلال منذ زمن للتخلص منها ،وقد حان الوقت لتنفيذ صفقة القرن وأولى خطواتها تهجير فلسطينيي الداخل إلى الأردن بطبيعة الحال على طريق يهودية الدولة التي تنال الرضا العربي والإسلامي على حد سواء.

لا نريد التعمق في الحديث عن عملية الأقصى لأننا لم نتعود على التفكير بعيدا عن العاطفة ،ولكن ما يتوجب قوله هنا وفي هذه المرحلة أن من تحالف مع الإمبريالية الأمريكية وحرر تورا بورا ،ولم يعنه إحتلال القدس والأقصى ،لا يحق له ركوب الموجة ،فذاكرتنا قوية لا تنسى ولن ننسى التاريخ والماضي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2017 01:37 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012