أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن ..الطريق إلى إيران سالكة

بقلم : أسعد العزوني
04-08-2017 02:10 PM


تقتضي سياسة المصالح المتبادلة ،عدم الإرتهان لموقف واحد،والرضوخ لإملاء ما ، لأن المصلحة هي التي يجب أن تحكم المسار ،خاصة وأننا نرى الجميع وخاصة الدول الكبرى والغنية والمستبدة ،تعمل على تحقيق مصالحها ،لكنها تمارس فعلا قميئا وهو إجبار الآخرين على السير في ركابها دون ثمن ،بعيدا عن فهم مصالحهم ،ليتكبدوا خسائر لا داعي لها،وما كان يجب عليهم ان يتكبدوها ،لو انهم عملوا على تحقيق مصالحهم ،وفق المباديء المرعية في العلاقات الدولية.

نتحدث عن الأردن الذي ينفذ سياسات الآخرين بالحرف،وهم يبحثون عن مصالحهم ، ويجبرونه على شراء العداوات بالمجان وفي المقدمة عداء إيران ،ونحن نقول ذلك رافضين لما قامت به إيران مؤخرا من إفتتاح كعبة جديدة فيها تكون بديلا عن كعبة المسلمين في مكة المكرمة، علما أن أيا من هذه الأطراف وفي المقدمة امريكا لم تقم بنجدة الأردن ودعمه سياسيا ،من خلال الضغط على النتن ياهو لإيجاد صيغة مرضية مع الفلسطينيين ، ولم تقم بالضغط عليه في معركته بالأقصى ،حيث لا يزال هذا النتن يمارس صلفه في القدس والأقصى وعموم فلسطين،مع أن البعض ما يزال يتبجح انه هو الذي تدخل واعاد الهدوء والطمانينة للمصلين الفلسطينيين في الأقصى.

كما أن السعودية هي الأخرى مسؤولة عن تصاعد الأزمات الإقتصادية التي يمر بها الأردن ،فرغم انه ينفذ سياستها تجاه إيران ،وهي التي تقوم بالتهدئة معها ، رغم ما نسمعه من تهديدات سعودية وخوض معارك هنا وهناك،لكنها تفرض على الأردن الإلتزام بسياستها تجاه إيران دون ان تقدم شيئا لنجدة الأردن وإنقاذه من أزماته الإقتصادية.

ولدينا أيضا الإمارات التي تربطنا بها علاقات متشعبة ، ونلتزم من أجلها بالعداء مع إيران مع انها هي بوابة إيران التجارية وترتبط معها بعلاقات تجارية تفوق الثمانين مليار دولار ،وهناك مؤشرات تتضح شيئا فشيئا حول حوارات وتنسيق بين السعودية وإيران تتعلق بالتهدئة في سوريا من خلال بقاء الأسد في السلطة ،وفي اليمن من خلال تقاسم السلطة مع الحوثيين.

وبخصوص أمريكا فإن القائلين بأن هناك عداء أمريكي تجاه طهران واهمون ،لأن امريكا تبحث عن مصالحها وتوظف حتى عداءها الظاهري مع البعض لتحقيق مصالحها ،وأبرز مثال على ذلك تحصيل ترامب على جزية قيمتها نحو نصف تريليون دولار من السعودية ، مقابل تقديم الحماية من إيران والفاتورة تبلغ حسب طلب ترامب تريليون ونصف تريليون دولار يتوجب على كل من قطر والإمارات والسعودية دفعها.

لا أدعوا لإنتهاج سياسة التبعية ،فنحن بلد مستقل له سيادته وعليه العمل على تحقيق مصالحه بعيدا عن الضغوط،خاصة وان من يمارس هذه الضغوط علينا لا يضعنا في حساباته ،بل يضمن أننا سننفذ كل طلباته وبالمجان .

إبان حكم الشاه المقبور كنا جميعا نرتبط مع إيران بعلاقات فوق الممتازة وخاصة نحن في الأردن مع انه كان عميلا أمريكيا –إسرائيليا ،ولم تكن لدينا أدنى حساسية تجاه إيران ،لكن الوضع تغير بعد إزاحة الشاه وقيام الحكم الجديد بقطع العلاقات مع مستدمرة إسرائيل ،وتعقيد العلاقات مع امريكا بعد حادثة طبز وإحتجاز الطلاب الإيرانيين لعشرات الأمريكيين في الصحراء الإيرانية.

إيران ليست عدوة ،وخلافنا معها ثانوي يحل بالحوار وإن طال ،لذلك لا يجوز مقاطعتها في حين أن الجميع يتمسحون بمستدمرة إسرائيل ويطبعون معها، وهي التي تحتل المقدسات والأرض وتهضم حقوق الشعب الفلسطيني.

القادة الإيرانيون الجدد بدءا من الخميني وإنتهاء بروحاني ليسوا من آل البيت ،وبالتالي لا يجوز أن نعلق التشيع على شماعة الخلاف مع إيران ،لكن وبالمقابل فإن جلالة الملك عبد الله الثاني هو الهاشمي ومن آل البيت وعميدهم،بمعنى أن الاخرين هم الذين يجب أن يتشيعوا لنا ،ولسنا نحن.

تستطيع إيران - وبجرة قلم بعد تصريح أردني مقتضب يقول أننا سننفتح على إيران - أن تحل كافة مشاكل الأردن الإقتصادية ،ولا أريد أن أقول والعسكرية حتى ،ولكن هل من يسمع ويفكر معي بصوت عال؟



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-08-2017 01:55 AM

هذا المقال لاسعد العزوني يقطع نصف الطريق نحو بغداد بحثا عن مصلحتنا التجارية والاقتصادية بالعراق فاسطول الشاحنات الاردني اذا تحركت عجلته نحو بغداد فسيتحرك الاقتصاد الاردني بالمجمل .
رأي سديد طالما ناديت به من سنوات قبلك يا عزوني لكن ما عزوني وانت تنفخ بقربة مخزوقة .

2) تعليق بواسطة :
06-08-2017 03:29 PM

ايران لا تصدر للدول العربية الا الارهاب والحرب الطائفية .... نتمنى ان تذهب انت ومن يحالفك الى ايران رح الشعب السعودي يفرح ويا ريت تكون مصر معكم .... بعد علاقاتكم انتم وحماس في ايران نطلب من الحكومة السعودية بعلاقات مع اسرائيل ....

3) تعليق بواسطة :
06-08-2017 03:32 PM

هل كنت مع ايران او العراق في الحرب الثمان سنوات ؟
مع ايران
يا ابو عمار ايدك بيد الخميني .... لماذا تكرهون العرب ؟
وخيركم من العرب ولولا العرب لاصبحتم حطاما.

4) تعليق بواسطة :
06-08-2017 04:02 PM

ايران ليس لها عهد ولديه مشروع صفوي عنصريةقومي ليس له اي علاقه بالتشيع العربي ولا بال البيت.العلاقه مع ايران يعني انك ستتفاجأ بعد عدة سنوات من العلاقه بحرس ثوري اردني يهدد ويخرب المجتمع والدوله الاردنيه وايران ما تدخلت في دوله الا جعلته قاعا صفصفا ودليل واضح في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.من يقل ان ايران في صف العرب والمسلمين اما انسان جاهل او انسان منافق عليم النفاق

5) تعليق بواسطة :
06-08-2017 04:27 PM

عبد الباري عطوان يدير شبكة اعلامية في الدول العربية لصالح مشروع ايران ... واعتقد هذا الكاتب منهم ... يدعون القومية ويقفون في اي عداوة مع العرب لصالح اعداء المنطقة .....

6) تعليق بواسطة :
06-08-2017 04:35 PM

حماية من ايران؟
السعودية حاشرة اربع جيوش من ضمنها الحرس الثوري الايراني في صنعاء. شفنا هزائم وهروب الجيش الايراني في سوريا وفي العراق وفي اليمن واخر شئ استعانوا بالروس والامريكان.
هل تعلم ان امريكا وضعت فيتو على دخول الحديدة وصنعاء ؟
ترامب يقصد بالحماية هي الاسلحة المتقدمة التي تبيعها للسعودية.والمشاريع الاستثمارية هي صفقات اسلحة ومصانع ولا يوجد في امريكا كما عند العرب سرقات خايف على اموال الخليج

7) تعليق بواسطة :
06-08-2017 04:37 PM

حماية من الجيش الايراني اللي هرب من شباب عزل في ريف حلب واللاذقية ههههههه .....................

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012