أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مخيم الزعتري

بقلم : مروان المعشر
23-08-2017 12:26 AM
قمت بزيارة مخيم الزعتري الأسبوع الماضي، حيث سنحت لي الفرصة للالتقاء بالقائمين على إدارة المخيم ووجهاء العشائر فيه ولاجئين عاديين في بيوتهم.

بغض النظر عن أي أفكار مسبقة لدى المرء عن المخيم وساكنيه، فإن زيارة المخيم كفيلة بتسليط الضوء على حقائق عدة قد تكون غائبة عن الكثيرين.

أولا، لا يستطيع المرء إلا أن يلمس تقديرا كبيرا جدا وغير مصطنع لما قام به الأردن تجاه اللاجئين، ابتداء من جلالة الملك فالحكومة فالقائمين على الخدمات والأمن ومنظمات المجتمع المدني المحلية والعالمية. شعرت بفخر كبير وأنا أسمع اللاجئ بعد الآخر يعبّر عن تقديره الكبير للأردن على الخدمات المقدمة لهم، وعلى الأمان الذي يشعرون به بعد أن دمرت بيوتهم وقتل أقاربهم. وأعرب العديد عن رأيهم أن وضعهم أفضل بكثير من وضع اللاجئين في لبنان وتركيا. ولا بد من تسجيل الشكر لجلالة الملك ولكل الجهود التي قامت بها الحكومات المتعاقبة منذ اندلاع الأزمة، والتي تظهر مدى نجاعة الدولة في إدارة المخيم كما التنسيق مع الجهات المحلية والدولية لتقديم أفضل الخدمات الممكنة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيش.

كما بدا ظاهرا للعيان أن الخدمات المقدمة في المخيم تحسنت بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية، من كهرباء ومياه وتعليم وصحة. توجد في المخيم تسع وعشرون مدرسة تعمل على نظام الورديتين يوميا لاستيعاب العدد الكبير من الطلاب، وهناك حاجة للمزيد من هذه المدارس ولزيادة ساعات الدوام. كما توجد في المخيم خمسة مستشفيات لمعالجة الحالات الصحية العادية، وهناك حاجة لتقديم المزيد من الخدمات الصحية للحالات الأكثر استعصاء. كما أن الحكومة أعطت تصاريح عمل في قطاعات معينة لتمكين اللاجئين من العيش الكريم دون أن تغفل أيضا اهتمامها بالمجتمعات المحلية حول المخيم.

لست بوارد مناقشة أمور سياسية في هذا المقال، ورأيي في النظام السوري معروف، ولكن من الواضح تماما شعور اللاجئين في المخيم، وأغلبهم قادمون من درعا والغوطة، أن النظام السوري لم يوفر لهم الأمان، بل إنه المسؤول عن تدمير بيوتهم.

وفي حين أبدى معظمهم استعداده للعودة إلى سورية حتى مع تدمير بيوتهم، فقد كانوا واضحين تماما أنهم غير مستعدين لفعل ذلك ما لم يتوفر لهم الأمان الكامل، وأن ذلك غير ممكن تحت ظل النظام الحالي. بعبارة أخرى، لا استعداد للعودة ما دام النظام موجودا. وفي ذات الوقت، فقد أظهر وجهاء المخيم عداء تاما أيضا للمنظمات الإرهابية الدواعشية.

من الواضح ايضا توق اللاجئين لزيارة المسؤولين الأردنيين لهم والحديث معهم حول احتياجاتهم كما للاطلاع منهم على تطورات الوضع السياسي. وأنا بدوري أدعو المسؤولين لزيارات منتظمة، كما هي الحاجة لكافة مناطق المملكة، والحديث المباشر مع اللاجئين والمواطنين دون الالتفات للترتيبات البروتوكولية التي لا تتيح التعبير عما يجول في خاطر الناس.

لفت نظري بشكل كبير الروح البناءة التي وجدتها. توقعت أن أجد مرارة لدى سكان المخيم لم ألمسها. هناك حزن أكيد على ما جرى لبلدهم، ولكن ليست هناك مرارة من وضعهم. على العكس، فقد كانت روح المبادرة والاستعداد لفعل كل ما من شأنه تحسين حياتهم اليومية واضحة لدى كل من تحدثت معه.

ولا يسعني أيضا إلا شكر الزميلة سمر محارب ومنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية لترتيب الزيارة، ولجميع منظمات المجتمع المدني المحلية التي تقدم الخدمات الصحية والتعليمية والقضائية وغيرها، ما يظهر روح العمل المدني الأردني بأحسن حلله.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-08-2017 08:25 AM

مثلهم مثل بقية المهاجرين و اللاجئين الذين وفدوا الى الاردن وصاروا اردنيين كاملين ولن يعودوا الى بلدانهم لانهم هون مبسوطين و مدللين على حساب تلمواطن الاردني الاصيل

2) تعليق بواسطة :
23-08-2017 09:32 AM

شوف دكتور معشر: سورية بنسقها السياسي ونظامها والرئيس الحل والعقدة الدكتور بشار الأسد على مشارف الأنتصار -- تزعم أنّك لا تريد نقاشات مواضيع سياسية في كليماتك هذه وأنت كمن يدس السم الزعاف بالدسم ... يبدو أن لغة الميدان السوري والتي حسمت الحل عسكريا لا سياسيا جعلتك على مشارف هلوسات البعض العربي -- مع احترامي لرأيك الذي لم يعد سائداً.-هذه سورية يا معشّر عامود البيت العربي وجوهرة وسط العقد، صباح الخير

3) تعليق بواسطة :
23-08-2017 09:35 AM

...أمّا بخصوص اخوتنا السوريين الاجئون -- فنحن من صنع فكرة اللجوء السوري في الداخل الأردني كوسيلة ضغط على الدولة السورية وانقلب السحر علينا فأكلنا هوى بهوى كشعب ودولة صارت ترزح تحت ضغوط عجوزات الموازانات العامة لتمرير مخططات سياسية وانت جزء من هذه المخططات.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012