العدم وإنعدام العدم .. والإنفجار الكوني الكبير / ج1
بقلم : سامي الاجرب
30-08-2017 05:19 PM
بقلم : سامي الاجرب
قل سيروا في الأرض , فأنظروا كيف بدأ الخلق , ثم الله ينشيء النشأة الآخرة , إن الله على كل شيء قدير , العنكبوت / الآية 20
العدم وإنعدام العدم , العدم بلا ماهية محسوسة أو ملموسة أو مرئيه , العدم لا زمان له والا مكان , العدم هو اللاشيء ولا شيء , هو اللا وجود له في الوجود , هو بلا رائحة كما الهواء المشبع بالروائح , وبلا لون كما المادة التي تحمل الألوان , وبلا طعم كأي شيء له طعم ومذاق , العدم ليس له صوت كأي صوت يصدر لنقول أن هذا صوت العدم .
العدم منعدم الوجودية على الأرض , فلو وجد العدم في الأرض لوجد العدم في الكون , ولو وجد كونيا لوجد ما قبل نشأة الكون , كي نقول كان العدم ومن العدم تكون الكون , لكن بإنعدام العدم في النفس البشريه والحيوانيه والنباتيه والمادية , وفي الأرض وفي الكون فهذا يثبت لنا ويؤكد أن لا وجود للعدم لإنعدام العدم , إن كان العدم الجزئي أو الكلي او المطلق , ففي نهاية الأمر , العدم هو العدم الذي يعني اللاشيء , واللامكان له ولا زمان .
فالعدم لا يصنع منه شيء , ولا ينبت منه شيء , ولا يلد منه شيء , ولا أصل له ولا جذر ولا يحتوي على شيء , ومن هنا تظهر النظرية القانونية , بإنعدامية العدم , أو بإنعدام العدم , ومن هنا ندرك الإدراك اليقيني , أن الله جل جلاله لم يأتي من العدم , ولم يخلق الكون من ذات العدم بل من مشيئة الله جل جلاله, ولا شيء تولد أو تخلق من ذات العدمية , فالذرة الكونية الأولى لم تأتي من العدم , بل جاءت من أصل ومن جذر , فلا حدث بلا سبب , ولا ذرة بلا أصل , فلو وجد العدم ما وجد الكون بكل مكوناته , ولا الأرض بكل مخلوقاتها , فالعدم شيء خرافي وهمي تولدت من فكر إلحادي إنكاري لوجود خالق وصانع وصاحب للكون الله المطلق , الذي أطلق كل مطلقاته , البشريه , والحيوانيه , والنباتيه , والطبيعيه , والكونيه المادية ككل .
اؤلئك الذين ينكرون الوجود الإلهي , من العصور الغابرة ولغاية العصر الحديث وحتى العصور القادمة , نعم لهم حرية الرأي والتعبير والمعتقد , على القاعدة الإلهية , لهم دينهم وللآخرين دين , وهذا لا يعني شيء في السيرة الكونية والمشيئة الإلهية , كون هؤلاء لا يملكون القدرة على إثبات عدم وجود الله باليقين الثابت القاطع , إذ قد باءت نظرياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم بفشلٍ ذريع , فمنهم من قال أن الإنسان من أصل القرد , ومنهم من قال أن الخلق تخلق من العدم , ومنهم من قال أن الخلق تكون من الإنفجار الكوني الكبير , ومنهم من قال أن الطبيعة هل أصل الخلق والنظام الإنساني و الكوني , ومن القدماء ولليوم هناك من إخترعوا لهم إلها يناسب أهوائهم وأمانيهم وغرورهم الفكري , إن كان صنما أو فأرا أو بقرة أو نهر أوشمسا أو حجرا اوتمرا , وسار خلفهم خلق كبير وكثير خصوصا في الهند والصين . وكل هذا ليثبتون لأنفسهم أن لا إله للكون ومخلوقاته , وقد تناسوا أن ألهتهم التي صنعوها بأيديهم , هي ماده صماء خرقاء جوفاء وهمية , أنكروا ذواتهم لأجل ألهة مادية , وأنكروا عقولهم ووعيهم وإدراكهم ومعارفهم وكرامتهم الشخصية من أجل إله مادي صنع من خشاش الأرض .
أولئك أنكروا الله جل جلاله أيضا أنكروا أنفسهم وعقولهم بعبادتهم ألهة من صناعتهم الماديةِ , وهذا دليل لا لبس فيه أنهم لا يفقهون ذواتهم ويدينونها في تفسيراتهم للخلق والذات الإلهيةِ , وإن الله جل جلاله غني عن تلك المخلوقات التي تنكر عقولها وذواتها , فمن ينكر نفسه كيف يستطيع الإيمان بخالق المادةِ , ففي إستنادهم على نظرية العدم , وعدم وجود إله خالق كل مخلوقاته وكونه العظيم , هذا العدم الذي يعني اللاشيء لأي شيء , نسألهم كيف من اللاشيء ينتج شيء , كهذا الكون والأرض وما عليها من أحياء ونباتات ومادةٍ , وماء هذا الماء الإعجاز الإلهي في الأرض , والهواء هذا قمة الإعجاز الإلهي في الكون عامة , هذا الهواء إن زمجر يحرك الامواج لتتبخر فتحمله الغيوم المدفوعة بالرياح لتمطر , هذه الرياح التي تنحت الجبال وتصورها أشكال وأشكال كما لدينا في واد رم جنوب الاردن , هذه العواصف التي تدمر المدن وتغير الأحول من حال لحال , ثم يخرج العدميون يقولون , إن هذا من فعل الطبيعة , وقد قدموا للناس الفعل قبل الفاعل , أو الحدث وتناسوا السبب حيث لكل حدث سبب إن كان في علم الطبيعة أو الميكانيكا أو الإيروديناميكا , أو الإجتماع , وفي كل حساب وقياس , لكل حدث سبب , فمن هو صاحب السببيه ..؟! إن لم يكون هناك إله قدير قد خط في اللوح المحفوظ في علم الغيب , كل حدث له سبب مخطط له مسبقا . ولكل فعل فاعل .
هنا لا بد من شيء لإنتاج الشيء , فالعدم لا ينتج شيء , فكيف من العدم ينتج شيء ..؟! فنتاج العدم هو العدم , على قاعدة الشيء بذاته , فالعدم ماهو الشيء بذاته ..؟! هو العدم . إذن فإن كان هناك العدم , جدليا , وتلقائيا , وعقليا , ومنطقيا , وموضوعيا , وطبيعيا أيضا أن لا يتولد من العدم إلا العدم . فهؤلاء العدميون واللادينيون والوثنيون ناكري وجود الله جل جلاله عليهم أن يختاروا إحدى الخيارين .
أولا = الإثبات اليقيني القانوني العلمي بعدم وجود الله دون إستعمل أدواته الكونيه والطبيعية .
ثانيا = إعادت النظر بما يؤمنون بعدم وجود الله , فلا يعقل أن يكون الإنسان عاقلا ويؤمن بالمادة التي هي أداة من أدوات الله , فأين العقل السليم .. ؟! عقل واعي حي مدرك نابض بالمعارف ويقزم نفسه إنها المهزله , ويؤمن بالمادةِ الصماء الجوفاء الخرقاء والواهية , اليس هذا قمة الجهل في حقائق الحقيقة .
فيا أهل العدم والمؤمنون بالمادة وناكري الله جل جلاله لكم كما شئتم وتلك حياتكم وشأنكم الخاص , إنما كيف تأكلون ألهتكم الماديه , الشجر والنباتات والحيوانات والطيور والأسماك تتغذى من الماء والتراب , وأنتم تأكلون المادةِ , وهكذا كانت الآية الإلهية , وجعلنا من الماء كل شيء حيا , وهكذا هم يؤمنون ويعبدون الطبيعةِ ويأكلونها , كهؤلاء الوثنيون زمن العصر الجاهلي صنعوا ألهتهم من التمر وأكلوا ألهتهم , وهؤلاء من يعبدون البقر ويأكلون إلههم الخ .
لو كان الله عند أصحاب الرسالة السماويه يُأكل لأصبح مادة , وهنا سيكفرون بهِ , لكنه إله حي لا يموت وهو من وهب الروح القدسية للإنسان , والروح الأرضية للأحياء الأرضية , وحولت المادة الميتة إلى كائنات حية , وهذا دليل أنه إله الحق , فإن كان الإنسان ذو الروح يصنع تماثيله , فهل العدم والطبيعة يملكون الروح ليصنعون الإنسان هذه الأشياء المادية كما قلنا لم تأتي من العدم , وهذا يؤكد لنا جميعا أن هذه الأشياء الطبيعية في الأرض والكونية تؤكد بلا شك ولا ريب فيهِ بوجود إله حتمي , خلق المادة , والطاقة , والأحياء , والظلام والنور , وإن العدم لا يستطيع إنتاج هذه العناصر الكونية , ففي وجود هذه الأشياء تنتفي تلقائيا جدلية العدم , بل ترسخ وجود الله جل جلاله , الله البداية والنهاية إن وجدت نهاية ولن توجد النهاية قطعيا , فسيرة الخلق كانت لها بداية , والخلق مر بمراحل من خطى التطور الخلقي الشمولي , وليس الكون الحالي فقط , فهذا الكون مرحلة من المراحل الخلق العظيم , بلا شك كان قبل هذا الخلق الحديث وهو الوسيط , كان خلق قديم بدائي تحضيري وتمهيدي للخلق الوسيط الحالي , حتى إنتهى وزال ذاك الخلق العتيق التحضيري , كما زالت وإنتهت شعوب وأمم قديمة في عصرنا الحديث , كقوم نوح وصالح وعاد ثمود ولوط الخ , ففي زوال الخلق الكوني القديم التمهيدي , ليبدأ الخلق الجديد الوسيط الذي نحن نعيش فيه وعليه , تتواجد بهِ مخلوقات جديدةٍ من بشريةٍ وحيوانيةٍ ونباتيةٍ وماةٍ مختلفة وطاقة مختلفةٍ , ونور وضوء , خلافا للعصر البدائي القديم عصر الظلام الذي إنتهى ليبدأ عصر النور والإنسان خاصة , كون الإنسان تجري في نفسه من روح الله جل جلاله .
ثم الله ينشيء النشأ الآخرة , هذا الكون الجديد اوالعصر الجديد اوالعهد الجديد , شتان بينه وبين العصر الكوني الكربوني القديم , ففي العصر الكوني القديم ألذي إنتهى وزال , كانت هناك مخلوقات من شتى الأشكال والصور والصفات والأحجام والألوان , لكنها بلا أرواح إستشعارية الحركة , وبلا أهواء وغرائز وأطماع وسلوكيات مختلفة , بل كانت مسيرةٍ وليست مخيرةٍ بسقف ما , كما هو الإنسان مسير ومخير بذات الوقت , وله أن يختار بين الخير والشر , والسير حيث وضع على خارطة الطريق , وعليها مسربين وبينهما خط أحمر , هنا عليه أن يختار مسرب الخير أو مسرب الشر , والخط الأحمر بينهما هو خط ممنوع التجاوز , فإن تجاوز مسرب الخير لمسرب الشر فهناك مخالفة تسجل عليه , وإن تجاوز خط الشر نحو طريق الخير , سيتحول الخط الأحمر إلى أخضر في نظره ليهديه الدرب السليم , كون الله جل جلاله ليس قاتل وشرير ودموي , كما يصفونه دعاة اللادين الملحدين , إنما هو أرحم الراحمين . ومن إرتكب الجرائم الإرهابية بإسم الدين فهو لا يمثل ديانته , بل يمثل ذاتيته , حتى أنه لا يمثل مجتمعه أو شعبه أو دولته , فالديانات أسمى من أن يلوثها مجرم أو إرهابي أو قاتل , أو سفاح وحشي . كما الملحد لا يمثل إلا نفسه ولا شيء غيره .
مخلوقات العصر الكوني الكربوني القديم .
ما كانت تاكل وتشرب وتبيع وتشتري وتزرع وتصنع وتتقاتل وتتحارب وغيرها من إشكاليات العصر الكوني الوسيط الحالي , كانوا بلا طموحات وأحلام وأوهام وأماني وأطماع وشهوات ونزوات لأنهم بلا روح , خلقت من المادة المعدنية الكربونية بكل أنواعها وصفاتها النقية الشفافة الصافية واللينةِ والبراقة المتلألئةِ , وفي حركتها إستشعارية فطرية كي لا تصطدم فيما بينها , شكلها الجسدي قريب من الشكل البشري الحوري السمكي , جسدها كالزجاج الوهاج البراق المتموج , وكأنها مجوهرات مختلفة الألوان , ومذهبة ومطعمة بالؤلؤ والفيروز والزبرجد وغيرها من المعادن النفيسة وكأنها صدفية , وهم في تعريف المخلوقات أسمى من الحيوان اليوم وأقل درجات من الإنسان اليوم , لإنعدم وجود الروح القدسية في أجسادهم , فكان الكون القديم يعج فيهم , لا حرب بينهم ولا سلام فهي هياكل مادية لا تفقه النزاعات والخلافات والإختلافات , تسبح في الظلام كما يسبح السمك بالماء , والطير في الهواء , كانت بكثرتها كالنجوم السماء في كوننا أو في سماءنا الحالي , تضيء الظلام وتعطيه بألوانها الخلابة الملونة جمال وبهاء ورونق وسحر وحيوية الحياة وزخرها .
ففي الكون العتيق القديم التي كانت تعج وتكثر فيهِ تلك المخلوقات الطائرة السابحةِ على السليقة وكأنها أدوات كهربائية مبرمجة , كانت لها لغتها وأصواتها , الدبيب , والهمهمات , والذبذبات , والطنين , قريبا لصوت النحل والدبابير , وكانت تجري في الفضاء الكوني القديم , كموج المحيطات والبحار تندفع متتالية متعاقبة كأنها أسراب الطيور المهاجرةِ , اوكانت في مساراتها وتتابعها تعطي موجات كطوق قوس قزح الهلالي , وفي حركتها وسباحتها لا تولد الهواء ليحملها , كما يحمل الهواء بكوننا الحالي الطير والطائرات والفراشات , فالكون البدائي الاول لا يوجد فيه الهواء , وهذا الذي سيحصل عندما يصعد الإنسان من الأرض للسماء , سيطير في فضاءات السماوات دون جهد جهيد ورفرفة كرفرفة الطير , بل سيسبح دون عناء ومعاناة , وهذا للمتقين المؤمنين , إنما من كذب بيوم الدين فهم سيطيرون كالطير الجريح بين الرفرفة والسقوط المهين , ليأتي من يعيده على الصراط المستقيم ,
وكان الفضاء الكوني اللامتناهي الأبعاد والمسافات خالي من الغازات الكونية , وليس كما هو حاصل في كوننا الحالي الوسيط بوجود الغازات , بل كان مفرغا تماما كزجاجة فارغة من الهواء والغازات والكائنات الدقيقة المجهرية , نقي بكل ما تعنية كلمة النقاء والصفاء , وفي داخله تجري أو تسبح تلك الكائنات المتلألئة الملونة بألوانها الزاهية الساحرة الحالمه الوادعة , فكانت بوحي من الله جل جلاله تسبح على الفطرة التي فطرة عليها , كما فطر الإنسان على الإيمان , فمنهم من أمن , ومنهم آثر النكران وراح يبتكر له إله مادي يرضي غروره الفكري الفلسفي الوهمي
وإستمر ذاك الكون الكربوني البدائي التحضيري التمهيدي الأول المظلم البارد الزمهريري , لزمن من التريليونات من السنوات الواغلة في الزمن القديم البائد , حتى جاء الوقت الإلهي للقضاء عليه , وتجديده وتطويره , وتم ذلك في إستعمال أدواته أي مخلوقاته الحورية البلوريه وحرقها كحطب جهنم , كيف سنتحدث عن هذا في فصل القلم والعلم والايام الست والجحيم لاحقا .
للحقيقة لو وجد العدم , لما وجد الكون ومكوناته من سماوات ونجوم والأرض وطبيعتها ومخلوقاتها , فالعدم لا ينتج إلا العدم , ومن قال أن الكون حاصل التطور والنشؤ والإرتقاء الطبيعي للطبيعة , فالطبيعة هذه من أوجدها ..؟! سيما لا شيء يأتي من العدم , وهل الطبيعة جاءت من العدم والعدم لا يصنع وينتج إلا العدم , أي صفر X صفر = صفر , والعدم من أين جاء بالذرة الكربونية البلورية الأولى , والعدم من أين جاء بالخلية الحية الأولى , فمن قال من الحرارة , والحرارة من أين جاءت ومن أين تكونت , وإن قال من البرد الزمهرير , والبرد من أين جاء وتكون , وعلى من قال أن لا إله للخلق والكون عليهم الإثبات , ليس في العقل والقياس والمنطق الفكري الفلسفي , بل من خلال الملموس والحسيات والموضوعية الحية , فلا عليهم الإحتماء في العدم فالعدم لا يولد إلا العدم , ولا يتسترون بالطبيعة , فالطبيعة لم تأتي من ذاتها أو من العدم , و لم تتولد من العدم .
وهؤلاء علماء العقل الحدثي وليس السببي , الذين قالوا أنهم وجدوا الذرة الكربونية الأولى في إستراليا , نسألهم من أين جاءت ..؟! وكيف تكونت ..؟! فهل جاءت من العدم أو من الأرض أو من الفضاء الخارجي , وهذا الكون كيف تخلق هل تخلق من العدم والعدم لا ينتج إلا العدم . والعدم بلا مكان وزمان . لنجري المقارنات والأبحاث والدراسات , بين مكونات العدم , ومكونات الله جل جلاله . عجيب أنهم وجدوا الحدث وهي الذرة الكربونية الأولى , ولم يجدوا السبب وصاحب السببية الذي خلقها وكونها كذرةٍ كربونيةٍ . وجدوا المادة الكربونية ولم يجدوا صاحبها خالقها , والسبب أنهم لا يرونه كما شاهدوا المادة التي وجدوها . فلو فكروا من أين جاءت لشاهدوا الله حقا .
فلا حدث أيها السادة بلا سبب ومسبب للحدث , ولا علة بلا علية , ولا حجة بلا راعيها , ولا نظرية بلا شكية , ولا أصل بلا جذرية , ولا فعل بلا فاعل .
وهنا العدم فما أصل العدم إلا العدم , وما جذر العدم إلا العدم , هذا هو العقل المنطقي والمنطق والواقعية الإدراكيةِ للحسيات الأرضية والكونية , والعدم لا له حسيةٍ ولا وجوديةٍ أرضيةٍ وكونيه , وهو بلا مكان لنقول كان في مكان ما يوجد العدم , ثم ما قبل الزمن البائد القديم لم يكن العدم , فلو وجد العدم لما وجد الكون البائد القديم التمهيدي لهذا العصر الوسيط , ولا شك سيكون هناك أكوان جديدة تتولد لكائنات أكثر رقي من الإنسان , بعد زوال هذا العصر الوسيط . هكذا كانت الديانات على الأرض , اليهودية البدائية , والمسيحية التمهيدية , والإسلامية الشمولية وما عبادة البعض من الشعوب والمجتمعات للعبادات الوثنية إلا ليعلمهم الله جل جلاله الفرق مما يصنعون ويعبدون , وبين عبادة الله التوحيدية الروحانية الإنسانية الرحمانية .
العدم والتجربة , في العلم هناك النظرية والتطبيق , وهنا تحدثنا عن نظرية العدم وقدمنا كل الإدلة المنطقية العقلانية والموضوعية , وفي التطبيق , دعوننا ننتج من العدم شيء لنرضي الجميع , الجماعات العدمية والطبيعية والوثنية واللادينية والشكية , لعجزهم عن إثبات عدم وجود إله , سيقولون أنت إثبت لنا الله , لنأخذ كرة زجاجية بحجم جرة غاز الطبخ , نقوم في شفط الهواء من جوفها , ونقوم في تعقيمها بالأوزون لقتل البكتيريا والجراثيم والأحياء المجهرية , ثم نقوم في تجفيفها الحراري العالي , ونقوم في تغليفها بدهان أسود قاتم , ونقوم في لفها بلفائف من قماش أسود كتاني , ونقوم في لفها بلفائف واقي الرطوبه والحرارة من صوف صخري , ثم يصب حولها فوم رغوي ليحميها من الكسر والعوامل الطبيعية , ثم نتركها لعشرات العقود , ونشكل لجنة من الشباب المهتم صغار العمر , وعند بلوغ أكبرهم سنا , نوصي من يفتحها أن يشرح للناس ماذا وجد في هذه الزجاجة العدمية من شيء , إن كانت الذرة الكربونية , أو الخلية الحية , بلا شك وحتما لن يجد شيء , لا ذرة ولا خلية . وهذا هو العدم لا ينتج إلا العدم , والطبيعة لم تتشكل في داخل الزجاج العدمية لتعطينا نتائجها ومكوناتها من نجوم وشمس وأقمار والارض والحيوانات والنباتات وأنهر وبحار ومحيطات وأسماك بأحجام يناسب حجم زجاجة التجربة حتى وإن كانت بدائية , كبداية الخلق
هنا ماذا وجدنا الله وحده لا شريك له . كيف وجدنا الله جل جلاله ..؟!
هو أن المواد التي صنعنا بها زجاجة العدم وما يحيطها من الأشياء هي من صنع الله جل جلاله , وليست صنع زجاجة العدم اوالطبيعة , فالذرة الكربونية لتتكون هي بحاجة , للمادة , والنار , والدخان , ومن النار والدخان يتولد الماء , ومن الماء تتولد الخلية , والخلية بحاجة للروح فمن يملك الروح إلا الله ليهبها لمن يشاء , سنتحدث عن هذا في فصل القلم والأيام الكونيه الست والجحيم وتشكل النجوم لاحقا .
العدم .. والإنفجار الكوني الكبير
لقد أشاع علماء وفلاسفة الغرب , أن الكون .. تشكل وتخلق من جراء الإنفجار الكوني الكبير , أي أن الكون بعظمته وسماواته السبع ونجومه التريليونيات التي لا تحصى , كان قد تكون اوتولد من كرةٍ عملاقةٍ وتفجرة وتناثرت في الكون , ومن مكوناتها تشكلت نشأة الكون الأولى , وهذه النظرية لا تستحق أن نطلق عليها النظرية عيب مخزي , كون النظرية يوجد بها شيء من الحقيقة وتنتظر النضوج على مر الأعوام إلى أن يأتي العلماء بعد , ويأتون بحقائق تدمغها بما لا يدع مجال للشك فيها لتصبح وتتحول لقانونية , إنما هذه فرضية لما فيها من الشك والشكوك والظن والظنون والهستيريا الفكريه الغوغائية , خصوصا أن الغرب يعشق الغوغائية والضجيج الإعلامي , على مبدأ خذوهم بالصوت كي لا يغلبوكم, لنرى ونقارن ونفكر جيدا بعقل منفتح إيجابي .
جاءت لنا هذه الفرضية الغربيه بمدارسها الفكرية المتعددة , أن الكون لا إله له , بل الكون تكون وتشكل وتخلق من جراء الإنفجار الكوني الكبير , هذا ليتهربون من نظرية العدم التي لم يستطيعون إثباتها بعد , كما الطبيعة في النشؤ والإرتقاء دون إله , هنا إبتكروا لنا نظرية الإنفجار الكوني الكبير , دون أن يدركون عيوب هذه النظرية , وإنهم سقطوا سقوطهم المروع بهذه النظرية , وفي شر وشروا أفكارهم وأعمالهم الوهمية الوهية , فالكرة الكونيةِ أو كما يصفونها بالذرة الكونية الكبرى , لم يقدمون للرأي العام العلمي العالمي , كيف تكونت , ومن أين جاءت وتولدت , ومن أي المواد صنعت , أهكذا كل هذا من العدم ..؟! قمة المستحيل
هؤلاء العلماء والفلاسفة وتلاميذهم ونافخي أبواقهم وحاملي مباخرهم , لم يحددون لنا من أين جاءت المادة التي تشكلت وكونت الذرة الكربونية الكونية الكبرى , هكذا القوا الحجر في البئر البشري , ومليون عالم وفيلسوف شرقي لن يقنعهم أنهم على خطأ وخطيئة وباطل فكريا وعلميا , ثم لم يقدمون للبشرية كيف إنفجرت الذرة الكونية الكبرى وأسبابها .
1- هل من الحرارة .. ؟! 2- هل من الزمهرير البرد القارص السقيعي ..؟! 3- هل بتفجير نووي أو هيدروجيني ذاتي .. ؟! 4- وكيف تقف الذرة الكونية الكبرى في الفراغ الكوني قبل الإنفجار الكوني الكبير دون أعمدة تحملها ..؟!
ثم لم يذكرون لنا بهذه العناصر الأربعة , كي لا يسألهم احد من أين جاءت لتفجر الذرة الكونية الكبرى , القوا نظريتهم كما القت أم قشعم رحالها , ثم لم يحددون لنا أشكال وأحجام القطع المتناثرة من جراء الإنفجار الكوني
1- هل هي قطع كرويه ..؟! وما أحجامها 2- هل هي قطع مستطيلة ..؟! وما أطوالها وأبعادها 3- هل هي قطع مربعة الشكل ..؟! وما هي مساحاتها 4- هل هي ذات أطراف مدببة وشظايا صفائحيه ..؟! وما سمكها وماهي قياساتها 5- هل هي كتل مختلفة صخرية كبرى ووسطى وصغرى وحمصية وعدسية وناعمة وذرية والكترونية كربونية..؟! وعندما ننظر لسماء والأرض فإننا نراها كروية الشكل , هنا كيف أصبحت كروية الشكل , وفي الإنفجار لأي صخرة عملاقة كما نرى في الكسارات , تلقائيا تأتي نتائج التفجير مختلفات الأشكال والأحجام والأوزان والغبار , ولم يذكرون لنا كيف أصبح لكل مكون حركة محورية , وحركة مدارية , ولم يقولون لنا لماذا هذه الأجزاء المتفجرة لم تسقط لقاع الكون على مبدأ الجاذبيه أو تساقط الأثقال نحو القاع ..؟! وكيف وجد الماء في الأرض دون نجوم السماء ,وكيف توجد حياة على الأرض لكل الأحياء , ولا حياة على نجوم السماء , ومن أين تولد تلألىء النجوم , ومن أين جاءت حرارة وضوء الشموس , ومن أين جاء النور والضوء , ومن أين جاءت الروح للإنسان والحيوان والطير والأسماك وكل الأحياء , وهل هذا الإنفجار الكوني الكبير أيضا خلق الروح والماء والهواء والغازات الكونيه وكيف ..؟! هل يستطيعون وضع الروح في ربوتاتهم المادية .. ؟! ستتحرك كمخلوقات العصر البدائي الأول البلورية , وسيضعون لها الأصوات كأصواتنا , وسيضعون فيها العقل الصناعي , ولن يستطيعون صناعة كائن من الخلية الحية , وينفخون فيها من روحهم . ومن هنا كانت الآية وفي أنفسكم آيات , ومن الآيات الروح القدسية , والروح الأرضية الأوكسجين التي تعطي الروح القدسية غذاءها.
هنا صمت العقل الغربي المتعالي وإنزوى خلف غرف الاعلام , وإدعى أنه لا يسمع ولا يرى , لإنعدام القدرة ليس على الرد , بل لم يجدوا لهم مخارج , وذرائع , وحجج , وبراهين ليفندوا ويحاججوا مقالات الرأي الآخر , وهذا يؤكد أن الإنفجار الكوني الكبير أكذوبةٍ فلسفية غربيةٍ جوفاء خرقاء , ليدعي الغرب وعلماءه وتلاميذه أنهم ألهة العلم والمعرفة الوجودية , وأنهم اصحاب العقل اللاهوتي الدنيوي وليس السماوي , وإنهم على درية بكل شيء لنبجلهم ونصفق لهم كلمهابيل , وما هم إلا أدعياء بما لا يفقهون من الحقائق الكونية وإعجازها , وإن نظرياتهم بعدم وجود إله سقطت كأوراق الخريف عند الفحص والتمحيص والقياس والتدقيق والتشريح والتوضيح والنشر على حبل الغسيل العلمي , ولن ننسى من هنا لا بد أن نسأل كسؤال خاتمة القول , تلك الذرة الكونية الكبرى , التي جرى فيها الإنفجار الكوني الكبير , هل كانت معلقة في الفضاء ..؟! أو كانت تقف على شيء يحملها حينما إنفجرت وتناثرت كونيا ..؟! وهكذا وبهذا أثبتنا لكل صاحب عقل عاقل وحكيم حليم عليم أن الله هو مطلق كل مطلقات , وإن العدم والطبيعة والإنفجار الكوني ما هي إلا إرهاصات ليلة صيف لبعض العلماء وفلاسفة الوجودية الإلحادية , دون ذكر الأسماء إحتراما للكرامة الشخصية لهم , أما ذاك السيد ستيف هوكنغ ببريطانيا الذي يجلس ويجالس كرسيه القائل , ليس هناك حاجة لوجود إله , كون الإله ليس ضروريا لخلق الكون , نقول , لماذا عندما نقطع أجزاء من الشجرة ينبت بديلا للأغصان , وعند فقدان جزء من الجسد , يد أو رجل أو قدم لا ينبت بديلا لها كما الأغصان ..؟! . وهنا الفرق بين علماء وفلاسفة العدمية والوجودية والطبيعة والإلحادية , وبين علماء وفلاسفة الحقيقة الإيمانية التي لا تقبل التأويل .
فبأي الآء ربكما تكذبان , خلق الإنسان ,علمه البيان , وهل من النشؤ والإرتقاء ومن العدم والطبيعة والإنفجار الكوني تعلمنا البيان واللغة وإستمطرنا الامطار , لنستنبت النبات نأكل منه ثمارا شهيا , ونعصر العنب خمرا ونبيذا معتقا , ونطعم الحيوانات لنأكل منها لحما طريا , وصنعنا من العدم والطبيعة والإنفجار الكوني الكبير بحارا , ومن المحيطات نبتكر ونخترع الأسماك منها نستخرج كفيارا , ونأكل شواءا لذيذا , وننام على الحرير والجواري تحيطنا طوافا . ألا إتقوا فإن الله لايقبل إشراكا , سبحان ربك رب العزة عما يصفون . بقلم , سامي الاجرب
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|