أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هزّاع يُجيب...!

بقلم : د. صالح سالم الخوالدة
31-08-2017 05:23 PM

لأن هزّاع لم يمت في قلوبنا، تسللت إليه البارحة في ذكرى موت جسده، فعانقت روحه السامقة، وضممت قلبه الأسدي، وخاطبت عقله العبقري، فدار بيننا سؤال محيّر منّي وجواب مختصر شافٍ منه:

ما رأيك يا أبو أمجد بأغانينا الوطنيّة ولعب الإذاعات بها صباحا ومساء؟

هزّاع: هي محظ مشاعر، وفرصة مؤقته للنجاة تشوّش على وصول الأردن إلى رؤية واضحة، فمعظمها تنظير و(هبلنه)
فكرية، وتعبّر للأسف عن طقطقة ركيكة ونطنطه في نفس المكان.

الأردن عظيم فهو من المقدس واكناف بيت المقدس، يُحبّ ويستحق منّا الموت...؛ فالسؤال يا أبو أمجد: اين هو؟ وكيف يبدو لك الآن؟ وماهي وجهة نظرك فيمن سقطوا شهداء من أجله؟

هزّاع (مرتبكاً من السؤال): أم...أم..، كل ما كان يبدو على وقتنا عاديّاً وبسيطاً، صار على وقتكم معقداً، فالموت وحب الأردن لديكم أصبحا وجهات نظر، فلتحدد لي أولاً طريقة حب للأردن، ومن ثم أعطيك وأحدد وجهة نظري فيمن سقطوا شهداء على ارضه! وهنا أختصر وقال: النفاق تسيّد كل شيء، وللأسف أصوات بعض الداخل أضحت هي أسوأ من أصوات الخارج، إنكم تعيشون خلطة خطيرة مريرة قضت على كل شيئ.

هل تقصد النفاق يا أبو أمجد؟

هزّاع: نعم! فالنفاق في وقتنا كان ضروريّاً لهدف أو غاية مشروعة تفيد الأمّة، إذ استخدمناه لتلميع القيادات فقط، ولكن للأسف صار عندكم تصفية للجميع داخل حظيرة واحدة حالمه، يحلم كل واحد فيها بالقطعة الأكبر في كعكة عيد ميلاد السّلطة، وكل من يتبنى مبدأ لفت نظر السلطة إلى الأخطاء والبلاوي والفساد، للأسف يُذبح بالشبهة وبمناسبة وبدون مناسبة!

كنّا أقوى من إعلامنا، لكنكم وبكل صدق أضعف من إعلامكم الآن بكثير، وهو ما يعني فرحكم لمناسبات (العوعوه) الجماعية، وقلقكم من مناسبات التفكير الجماعيّة!

أرى مما تفضلت به يا أبو أمجد، وبدون نفاق! أنك مُطّلع وتعلم بأن أردننا يواجه تحدّيات كثيرة وخطيرة في شتّى مجالات الحياة، والخوف أن يكون القادم أسوأ لا قدّر الله...؛ فكيف لنا أن نساعده ونبذل الغالي والرّخيص لأجله؟ وهل صحيح أن النساء بالأردن لم يلدن لا هزاع ولا وصفي؟

هزّاع (ههههه، آآآهخ ... آهخ): إن أردتم ذلك...؛ فدعني أوضح لك أمرا مهماً...، أنتم الآن لديكم رجال يمكن الوثوق بهم والإعتماد عليهم في كل مجال، ومنهم من هو هزّاع ومنهم من هو وصفي...، (هنا قاطعته وقلت: طيب أين المشكلة؟) قال: المشكلة أن إختيار الرجال لديكم أصبح بمواصفات لا بكفاءات، ليكونوا غير مؤثرين وجسداً بلا روح، مما يدل على الثقة الضعيفة إن لم أقل معدومة، فهناك مسافات فارغة بينكم وبين مؤسساتكم، عليكم بملئها بنظم ومأسسة قوية، وحكومات جريئة، وبرلمان طموح، وقيادات متنوره ومفكرة، وإعلام نظيف مستنير، بدلاً من أن يشغلها من هو أقل، أو من ليس له ناقة ولا جمل، أو تملؤها الخرافات والفزعة والصوت العالي، فهذه المسافات الفارغة هي بالمحصّلة ثغرات مغرية، تسلل منها أصحاب المصالح والأفكار الفاسدة.

واستطرد قائلاً: إن مُلئت هذه المسافات بما يجب، وبما يُراد لها أن تكون، فهي درع حصين للأردن ضد أي مهدد، داخليّاً كان أم خارجيّاً، فإن صَلُحت صلح الوطن كلّه، وإن فسدت، فلن تصلحها الملايين من الأغاني العَسْكَرْطَنَيّة!

شكراً أبو أمجد...؛ نراك العام القادم إن شاء الله، وسلّم على حابس وصايل ومشهور وعبدالحميد وكايد، وأبو الفول، و(بوسه) على (خْدِيدْ) وصفي...!







التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012