أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


هل ينتقل الأردن من "مثلث البقاء" إلى مثلث الثراء ؟؟

06-09-2011 02:53 PM
كل الاردن -

المهندس كمال جريسات
تصنّف الدول إلى صنفين فالصنف الأول يقبع في ما يعرف ' بمثلث البقاء ' حيث تعاني هذه الدول من عجز كبير بموازناتها السنوية ومديونية عالية تفوق قدرتها على السداد، وكذلك ارتفاع كبير في معدلات البطالة وفقر مدقّع وتدنّي معدلات الدخل لدى أفرادها وغياب العدالة الاجتماعية، مما يقود إلى تفشّي الفساد المالي والإداري في قطاعاتها العامة والخاصة، وُيعزى ذلك إلى غياب الديمقراطية وضعف دور البحث العلمي التطبيقي والتخلف التكنولوجي.  ولعل أحد العوامل المؤثرة في هذا المجال عدم الاستفادة من خاماتها الطبيعية فلزية كانت أو لا فلزية بالطريقة المثلى أي عن طريق التصنيع المحلي لخلق سلسلة من الصناعات المرتبطة بهذه الخامات لتعظيم الاستفادة منها بما يحقق أكبر قدر ممكن من المردود المالي الذي يعكس خيراً على اقتصادياتها الوطنية لمحاربة الآفات السالف ذكرها.  
أماّ الدول التي تعيش في 'مثلث الثراء' فتمتاز بوفرة مواردها الطبيعية المتنوعة ووجود صناعات حيوية متطورة ومتنوعة ومعدلات نمو سنوية مرتفعة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات دخل الأفراد  فضلاً عن  وجود ديمقراطيات حية وناضجة والقاعدة العريضة من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يواكب روح العصر.  تلك الدول لديها ولاء مطلق لأوطانها.
 
( هكذا الميكادُ  قد علمّنا                        أن نرى الأوطان أماً وأباً )

تعرّضت في مقال سابق إلى احتمال العثور على معدن الذهب بكميات مؤملة، وكذلك واقع الحال بالنسبة لمعدن النحاس والمؤكد جدوى استغلاله بكميات تجارية وكذلك معدن المنغنيز.  وأود أن أشير هنا إلى خام الحديد الموجود في شمال الأردن في قرية ُبرما وبالتحديد في ' مغارة وردة'  حيث أظهرت أعمال التنقيب التي أجرتها سلطة المصادر الطبيعية بالتعاون مع خبراء البعثة الجيولوجية الألمانية التي عملت في الأردن في الفترة ما بين 1961 – 1968 وجود نصف مليون طن من خام الهيماتايت بنسبة معدن حديد تصل إلى 40 % وهي نسبة مرتفعة.
إن خام الهيماتايت الأردني يعتبر من أجود الخامات المعدنية في العالم، ولكن لتدني نسبة الاحتياطي المؤكد منه لم يجر استغلاله حتى الآن صناعياً، ولكني أنصح بصهر الحديد بمصهر صغير لتصنيع السيوف والخناجر والرماح  لإغراض سياحية.  
 


لقد لعب الحديد دوراً مهماً في حياة الشعوب والأفراد، ويمكن القول أنه من أهم المعادن التي عرفتها البشرية.   قال تعالى في الآية رقم 25 من سورة الحديد: ' لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ '
تشير المراجع التاريخية أنه قد استغل الحديد في الأردن منذ أقدم العصور لأغراض تصنيع الأسلحة كالسيوف والرماح والتروس وأدوات الدفاع عن النفس الأخرى في أوقات الحروب ( المؤابيون والكنعانيون والفلسطينيون).   أما الفينيقيون، فقد استغلوا خامات الحديد الموجودة في شمال لبنان.  تعاظم استعمال الحديد بشكل كبير جداً في الأردن زمن الفاطميين، الذين استغلوه لصناعة مختلف أنواع الأسلحة لاستعمالها في الحروب.   ولعل أهم ما ُيفتخر به من انجاز في التاريخ العربي هي تلك الجهود الفائقة الوصف للقائد الفذ صلاح الدين الأيوبي، طيّب الله ثراه، الذي اجتث جذور الفرنجة من بلادنا وحررّ القدس الشريف.   ولعّل الله يجود علينا بمثله لتحرير الشعب الفلسطيني المقهور وتخليصه من هذا التنين الجاثم بصلف على قلوب الفلسطينيين.

أما كيف سينتقل بلدنا الطيب من ' مثلث البقاء' إلى ' مثلث الثراء ' فالأمر منوط هنا بحسن استغلال ثرواته الطبيعية وبالطرق المثلى كالفوسفات مثلاً  الذي يجـــــب أن نتوقف عن تصديـــــره كمادة خـــــام لتصنيعه محلياً . إذ أننا نبيع هذا الخام إلى كل من الهنــد والباكستان اللتــان تقـــومان باستخلاص اليورانيـــوم ( الكعكة الصفراء  ( Yellow Cake منه لاستعماله كوقود نووي في مفاعلاتهم الذرية مقابل تزويدنا بأنواع الشاي المختلفة وأمور ثانوية أخرى.   وبهذه المناسبة فإنني أستطيع الجزم بأن قراري خصخصة شركتي الفوسفات والبوتاس كانا قرارين غير صائبين ويضرّان بالمصلحة الوطنية العليا، إذ أننا نستطيع أن نقيم وننشئ سلسلة من الصناعات الوطنية الهامة والمطلوبة إذا قمنا بالاستفادة من الفوسفات والبوتاس وكربونات الكالسيوم النقية الموجودة بكميات هائلة في وسط وجنوب الأردن معاً، مما سيمكّن من إنشاء سلسلة طويلة من المنتجات الصناعية الهامة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بالإضافة إلى الصناعات المحلية المجدية الأخرى والموجودة حالياً.  ولأن مثل هذه المنتجات مطلوبة على المستوى العالمي، لذا فإنها ستكون ذات انعكاسات هامة وايجابية على الاقتصاد الوطني.

ومن الجدير بالذكر بأن هناك خامات أخرى لا تقل أهميتها عن خامات الفوسفات والبوتاس وكربونات الكالسيوم وهي خامات الرمل الزجاجي النقي جداً وباحتياطيات تقدر بمليارات الأطنان في منطقتي رأس النقب ووادي اليتم.  وقد جرت محاولات متواضعة في عام 1976 لتصنيع ألواح الزجاج منه بطريقة السحب (وهي طريقة قديمة) لإنتاج 12 ألف طن ( سنوياً ) في معان وهي حاجة المملكة السنوية آنذاك.  ولكن شركة مصانع الزجاج الأردنية تعثّرت جهودها لسوء الإدارة أولاً ولرفض وزارة الصناعة والتجارة في عامي 1977 و 1978 الموافقة على إقامة صناعة موازية لصناعة الألواح الزجاجية وهي صناعة العبوات الزجاجية  لمختلف الأغراض في نفس الموقع في معان، مما كان سيعزز من موقف الشركة وتحقيق الفائدة المرجوة من ذلك المشروع الوطني.
 
يصلح الرمل الزجاجي الأردني لاستغلاله لعدة أغراض صناعية كإنتاج الزجاج الملون واستعماله في حفر الآبار البترولية العميقة لمقاومة تأثير ارتفاع درجة الحرارة داخلها بالإضافة إلى صناعة رقائق الكمبيوتر وشاشاته وشاشات التلفزيونات، وكذلك يصُلـــح أيضاًَ لصناعة الكريستال الطبيعي.   ومما تجدر الإشارة إليــه أن رملنـــــا الزجاجـــي فيهــا يمــاثل رمــل وادي السليكــون فــي أمريكـــا ( Silicon Valley ) من حيث الجودة والوفرة.  ويمتلك الأردن ثروات طبيعية كثيرة ومؤملة.  وهناك خامات أخرى بإذن الله مؤملة سأتعرض لها في مقال لاحق إن شاء الله.

 في عام 1984 اطلعّت على فحوى كتاب لكاتب أمريكي عنوانه ' الأيام العصيبة لا تدوم بل الديمومة للناس الأشدّاء '  ' Tough times do not prevail.  Tough people do '  يتحدّث الكتاب عن الظروف المعيشية القاسية والأحوال المتردية التي مرّت بها أمريكا في زمن الكساد العظيم في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن الماضي وكيف انقلبت الأحوال عندهم من جحيم إلى نعيمإننا في الأردن ُأناس أشداء وجادون بالفطرة ونتمتع بنظام حكيم عادل ومستقر ويتولى الأمر فينا ملك شاب يتمتع بقدرات متميزة من حيث الحكمة والعقلانية وبعد الرؤى والمبادرات الجادة والهادفة دوماً.  حيث تتفوق قدراته على قدرات جميع العاملين بمعيته في الأجهزة التنفيذية المختلفة ولذا فإنني واثق كل الثقة بأن الغلبة ستكون لنا في نهاية المطاف بإذنه تعالى.




 

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-09-2011 03:10 PM

خلاصة كلامك هم اربع اسطر مقاله انشائيه المواطن زهق من هالمقالات
إننا في الأردن ُأناس أشداء وجادون بالفطرة ونتمتع بنظام حكيم عادل ومستقر ويتولى الأمر فينا ملك شاب يتمتع بقدرات متميزة من حيث الحكمة والعقلانية وبعد الرؤى والمبادرات الجادة والهادفة دوماً. حيث تتفوق قدراته على قدرات جميع العاملين بمعيته في الأجهزة التنفيذية المختلفة ولذا فإنني واثق كل الثقة بأن الغلبة ستكون لنا في نهاية المطاف بإذنه تعالى.

هل ينتقل الأردن من "مثلث البقاء" إلى مثلث الثراء ؟؟
انتقلنا وخلصنا هلا على راس المثلث من فوق زي الخازوق العثماني قعددونا على الخازوق من زمااااان .وما بشيلنا عن الخازوق الا ربنا عز وجل .

2) تعليق بواسطة :
06-09-2011 04:11 PM

قال محمود درويش "على هذه الارض ما يستحق الحياة..."

وانت تبشر....
بأن في باطن هذه الارض، وما عليها، ومن عليها.. ما يستحق النضال والحياة....كان إسمها الاردن....وسيبقى إسمها الاردن.

وتقولها عن علم ودراية، وهذا ما يجعل لمقالاتك وزن وقيمة تحث اليائسين على إعادة التفكير بواقعهم الصعب، والتفاؤل والعمل. وهذا هو الانتماء.

أحسنت يا أستاذ كمال وبارك الله فيك

3) تعليق بواسطة :
06-09-2011 06:08 PM

لقد عطشت الابل ولا نرى بصيص امل

كيف لي ان اؤمن بالحديد والنحاس والذهب وأنا علموني طوال السنين ان استجدي حقي ولا احصل علية فقد ذهب ........ وعندما اطالب بة والح اتهم بالعداء للدولة ومن من!!!!!!!!من الدولار والدينار












































































































د

4) تعليق بواسطة :
06-09-2011 07:13 PM

ومن قال أن .. عندنا يريدنا أن ننتقل إلى الثراء ..افقار المواطن هو سياسه عليا بامتياز حتى يبقى تابعاً ومسبحاً بحمد......ا

5) تعليق بواسطة :
06-09-2011 09:25 PM

يا حبيبي الاردن سينتقل لكن الى مثلث الفناء هو قلة فساد ومفسدين عندنا .

6) تعليق بواسطة :
07-09-2011 02:33 AM

ENG. Jreaisat,I have no doubt that you are an excellent and highly respected honest Engineer and a Carrier technocrat but forgive me for rejecting all the projects you have mentioned as non of them has commercial value

7) تعليق بواسطة :
07-09-2011 10:33 AM

سنبقى في مثلث البقاء لان ابناء الاردن الشرفاء بعيدون عن صنع القرار للتخطيط لمستقبل الاردن وطنا ومواطن واستبدلوا بالذين نزلوا بالبرشوتات الذين لا ينتمون لتراب الوطن باي رابط امثال باسم العوض على الله وامثاله كثيروت الذين باعوا ثروات الوطن الطبيعيه واقعدونا على البلاطه لتفكيك اركان الدوله حتى اصبح الدين العام ارقام فلكيه من وراء فسادهم وافسادهم

8) تعليق بواسطة :
07-09-2011 01:40 PM

مقال المهندس كمال جريسات فيه إنارة كبيرة ومعلومات مثرية وتفاؤل جم.
ويظل السبب في عدم تحقيق أي من تلك الآمال كامنا أيضا في الأسطر الأخيرة من المقال ، فهناك من لا يريد ..

يقول تيسير السبول :

وأبعد .. أبعد من كل ما قيل .. ما لا يقال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012