أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الذنيبات وملف الفوسـفات

بقلم : د. مهند مبيضين
03-09-2017 12:21 AM
أكثر من مرة أحاول الاتصال بالدكتور محمد الذنيبات، بعد العاشرة ليلاً، فيرد على موبايله مدير مكتبه، ويكون في اجتماع، وغالباً ما يعاود ويتصل وتكون الساعة بحدود منتصف الليل، ويقول: انا للتو خارج، وأحياناً اتصل به وغالباً ما يكون متاخراً ومعه المدراء والمسؤولون بالشركة.فأقول له بلغة بسيطة أنك تكرر نهج وزارة التربية والعمل لساعة طويلة، فيقول الله المستعان.
لكن ماذ يفعل الذنيبات؟ الحق أنه في كل اجراءاته قد يكون مصيبا وصادقا، وقد يجتهد فيخطئ لكن ملفات الشركة كبيرة وعسيرة، ومنها على صعيد المثال ملف التأمين الطبي إذ كانت تكلفة تأمين المتقاعدين 6 ملايين و400 ألف دينار، وعددهم مع عائلاتهم نحو 5 آلاف منتفع مع عائلاتهم. في حين عدد المنتفعين العاملين 16 ألف منتفع مع عائلاتهم، وبكلفة 5 ملايين و300 ألف، فما كان منه إلا أن ألغى عقد التأمين الذي أبرم مع شركة تأمين خاصة، وبذلك يكون الوفر حسب التقديرات نحو 3 ملايين.
من اجراءات الذنيبات إقالة أطباء الأسنان العاملين في الشركة للتقاعد بداعي أن هناك تأمينا طبيا خاصا، كما تنازل عن مباني مدارس الفوسفات لوزارة التربية وسيعمل على وضع سقف لساعات صرف الكهرباء في المدينة السكنية.
الذنيبات يعاني من مشكلة عدم اعطاء الفوسفات امتياز حق التنقيب لخامات جديدة، وبظهور المنافسة السعودية في مدينة وعد الشمال التي بدأت بالتصدير للعالم وأخذت معظم الخبرات من الأردن يكون التحدي في كيفية استعادة الفوسفات لرشاقتها ودورها الوطني. خاصة في ظل وجود كتلة داخل الشركة ترفض الإصلاحات وتعمل ضدها.
في المقابل الموظفون مهما كانت اعداهم، هم أهل الفوسفات، يجب الحفاظ على امتيازاتهم وحقوقهم، فعرقهم يضرب بالأرض كل صباح، وتعينهم تمّ على يد مسؤولي الشركة، ولهم بيوت وأسر وفيهم كفاءات تعمل في ظل قدم المعدات والآلات المتهالكة ومع ذلك ينتجون، أما الفساد والفشل في الإدارات التي ضربت الفوسفات بمرض عضال، لا دخل لهم بهما. وفي الوقت نفسه هناك اقسام وداوئر تم تجميدها واستبدلت بمتعهدين من قبل الإدارات السابقة، فالسؤال إلى متى تبقى التعدهات التي تأكل الشركة وخيراتها.
أخيراً، ما يقال عن الفوسفات والأخطاء والترهل سابقاً لا تحيط مجلدات بها، لكنها اليوم شركة تجهد لتحسين حالها ولملمت ما تبقى منها، وضبط الانفاق فيها، ومحاسبة الذين أضروا بها والحقوا بها ديونا كبيرة، ولعل قرار الحكومة الأخير هو عين الصواب إحقاقاً للحق وللعدالة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012