أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


بين ويكيليكس وتلفزيون الجزيرة

10-09-2011 07:32 AM
كل الاردن -



أحمد الحاج محمود الحياري

هل يمكن القول إن منشورات ويكيليكس الخاصة بالسفارة الأمريكية في عمان ، جاءت في وقت اسودت فيه سمعة و مصداقية محطة الجزيرة في أذهان الأردنيين ، بعد الفضائح التي تم تسجيلها لمذيعي القناة ، والأساليب التي ثبت أن تلفزيون الجزيرة وهو مأخوذ بهبته الهوجاء ضد الأنظمة العربية ، صار ينافس هوليود في الإخراج والتأليف ، ليذكرنا بهوليوديات السي إن إن أثناء حروب أمريكا لاحتلال العراق ؟

في نفس الوقت الذي تنشر الجزيرة خبرا عن انشقاق طلائع البعث في إدلب عن حزب البعث السوري ، والسوريون ينفجرون ضحكا وهم يعلمون أن طلائع البعث ما هي إلا مسمى خاص بالأطفال دون العاشرة من العمر ، فينشرون في تعليقاتهم ما يجعلك تقهقه لساعة رغم أنك تعيش الألم على ما يجري .. تطلع علينا كل يوم وثيقة ويكليكسية ، تطرح رجوعا بالذاكرة سبعة أو ثمانية سنوات ، لتغير رؤانا عن وجوه أردنية لم نكن نظن أنها تفعل ما كانت تفعل ، ففي يومين بعد إعلان الإخوان المسلمين أنهم لا يتصلون بجهات خارجية ، طلعت علينا وثيقة تذكر لقاءهم بالسفير الأمريكي ، واعتذار أحدهم بعذر أقبح من الزيارة لو أنه شارك فيها ، .. ثم تطلع وثيقة تشير لباسم عوض الله ، وقبلها عن حكومة سمير الحاصدة للقمح والشعير ، وبينهما عن مدراء المخابرات ، وبعدهما عن الهوية الفلسطينية ... حتى صار البديل لتلفزيون الجزيرة .. تلفزيون ويكيليكس.

لو أننا رحنا لويكي نفسها ، وتصفحنا باختيار كلمة ' الأردن ' وقرأنا ، سنجد أن الطريقة الصهيونية في طرح تاريخ الأردن ، واضحة جدا ، ربما يعتبرها البعض بأنها الفهم الفلسطيني لتاريخ الأردن ... على أية حال .. يمكن لأي باحث أن يختار كلمة الأردن ويقرأ عن المملكة الأردنية الهاشمية ، وسيجد أنه إن كان مواطنا أردنيا منتميا لوطنه ، سيصفق بيديه ويلعن ويكي ومصداقيتها بالجملة ، هذا من ناحية ، ثم إنه لو اختار ' الحسين ' التي هي في ويكي اختصار للملك حسين رحمه الله ، سيقرأ أيضا ما يزيده غيظا ، ثم إن اختار وصفي التل ، سيقرأ أكثر.... وينظر لتشويه تاريخ الأردن المعاصر ماثلا أمام عينيه في ويكي ..

ويكي الوثائق ، تكتفي بما يصل إليها ، هل كان مؤلفا قبل قليل من المخابرات المركزية الأمريكية ليتم تمريره كوثائق تلعب دورا في التأثير على الساحة الأردنية ، أم كانت فعلا وثائق مؤرخة لتقارير تم إرسالها فعلا.

الأغلب أنها على ما اعتمده الكاتب ناهض حتر وثائق حقيقية  وذلك في تحليلاته التي أكدت على أن هناك رؤية استعمارية قاصدة بخبث للنظر إلى الأردن نظرة استعمارية مبنية على أقلية شرق أردنية مسيطرة وأغلبية فلسطينية مسحوقة الحقوق كما تريد الوثائق أن ترى المشهد الأردني ..

ولكن ، ورغم أن انتقاء خيار أنها حقيقية مرجح ، فإن كون تلك الوثائق المنشورة نفسها انتقائية مما لا مجال ليه للشك ، فبالتأكيد هناك آلاف الوثائق الأخرى التي أراد السي آي إي ألا يراها الأردنيون ولا الفلسطينيون في الأردن لأنها لا تحقق أهداف العرض والنشر ..

إذن نحن أمام طريقة موازية لطريقة تلفزيون الجزيرة ، بدأت تأخذ منحاها الطبيعي في كل الصحف الإلكترونية الأردنية ، لتغطي على العيب المسلكي والفني الذي أعطب الثقة بمحطة الجزيرة في الأردن.

ونحن إزاء هذه الطريقة الجديدة ، نحتاج أيضا إلى حقنة وطنية مضادة للعدوى الجديدة ، ومناعة رأي عام أردني لا يستجيب لتلك الأهداف المرجوة من طرح وثائق منتقاة .. ويأتي هنا السؤال  : ما هي النتائج المرجوة من محتوى محدد في مضمون ما تم نشره ويتم .. وفي انتقاء ذلك المضمون في وثائق بدأت تطرح في هذا الوقت  لتنتشر في الصحف الإلكترونية الأردنية كالنار في الهشيم وتتناولها مئات المقالات من الكتاب والصحفيين ؟

لننظر إلى المحتوى نفسه ، فنحاول تلمس مسار التأثير المراد له أن يتفاقم في الشارع الأردني ، معظم تلك التقارير تناولت محورا واحدا وإن كان بمختلف الأوجه والمواضيع ، ألا وهو محور الأردن والشعب الفلسطيني المقيم فيه ، ومعظمها تم طرحه لإثارة تفاعلات محددة في هذا الجانب على الوجهين الأردني والفلسطيني المكونان البشريان الأكبر في الشارع الأردني ، .. معظم الوثائق يميل إلى اعتماد التظلم الفلسطيني داخل الوطن الأردني ، والهم الأمريكي بتبني صفقة الوطن البديل كحل عادل على جزئين الأول ينتهي بالمحاصصة والتساوي الكامل في السيادة والسياسة في مواطنة الأردنيين مع مواطنة الفلسطينيين الذين انتهت مسألة تجنيسهم ومرت مرحلة السنين عليها لتبدأ حلقة أخرى في المخطط الأمريكي الصهيوني وهو التثبيت الكامل للوطنية الفلسطينية على أنها وطنية أردنية نهائية لا رجعة فيها لوطن آخر ، وإن بقيت الاشتياقات وظل الحنين فهو ليس محورا تعتمده آليات الفعل في الواقع والتطبيق بدءا من جواز السفر وانتهاءا بالوزارة ورئاسة الوزراء وربما أكبر من هذا .. من يدري؟

محتوى تلك الوثائق ، ظل على طول الخط يطرح الأسماء ، ويعرض بصراحة مواقف الشخوص المذكورين ، لكي يلقي بظلال مهمة جدا في نتاجها المطلوب على الحراك الأردني.

بلا شك ، فالحراك الأردني ، لا يمكن أن يقف على رجل واحدة ، حيث أن الأردن مكون بشريا من هويتين ، أردنية وفلسطينية ، فإن أي حراك أردني للإطاحة بهرم الفساد ، لا يمكن أن يعتمد على مكون واحد ، لأنه في تلك الحالة ، فإن التصادم في الشارع سيكون النتيجة ، أكثر من مصادمة هرم الفساد نفسه لا أقول بوحدة وطنية ولكن أقول بوحدة هدف لشعبين أحدهما تجذر في تراب الأردن وطنا وهوية ، والآخر تم بيعه في مخططات التهويد لوطنه الأصل - الأول والأخير - فلسطين ، وإرضائه بجواز سفر وهوية بديلة ، وفيما بعد تم طرح شعار ' الأردن أولا ' لكي يقف بين ضميره الفلسطيني وعيشه في الأردن ويختار ' الأردن أولا ' فينسى أن فلسطين الوطن المقدس لا يمكن أن يحل محلها حتى شعا ر ' مكة أولا ' لما كفله الله لأهل الأوطان من حقهم في أوطانهم بآيات مقدسة كثيرة جدا ، ولوجود العدو الصهيوني على قرب ماثلا في سفك دماء الأهل في فلسطين ، وهو منهم ، وفي حقائق التاريخ عن مؤامرة توطين الفلسطينيين في غير وطنهم الأول ' فلسطين ' وتحت شعارات المنطق والأمر الواقع التي تكاد تنتصر على المبدأ والهوية والأمانة وشرف القضية في النهاية عند احتكاك الإنسان بهموم الحياة اليومية وأوهاقها وأرزاقها ومصالحها ثم ومكاسبها ومنافعها التي تريد في النهاية أن تثبته في أرض هي ليست الوطن .. ولا يمكن أن تكون أولا .. قبل الوطن.

لقد تناقشت مع أصدقاء فلسطينيين كثر من حولي ، حول مهزلة شعار الأردن أولا ، لأنها تنطبق علي كأردني من جذور الأردن ، وكانت بالتأكيد تنطبق على صديقي ابن الكيلاني الذي ولد جده الأول في الأردن قبل احتلال فلسطين .. ولكنها لم تنطبق على ابن نابلس ليقول لي : هذا شعار .... ، شو يعني الأردن أولا ، ولك سوق السكر بنابلس عندي اياه أهم من كل الأردن .. قال الأردن أولا قال ، فكان ان ارتفع في عيني وزاد احترامي له كثيرا ، وفيما بعد أخبرني الكثيرون ، إنهم يتماشون مع هبل الدولة وشعاراتها ، وهم يعلمون أن كل المطلوب منها هو الجنسية والعيش المتساوي ، ولو أن فلسطين تسهلت أمورها ، وتساوت خيارات المنفعة والرزق ، فلن يبقى أحد ليمنحك مواطنة منه ، ووطنه بخير ، وأرضه بخير ، وأهله أولى بعمله وكسبه وتعبه ، ..

لكن الخيارات أمام الفلسطينيين في وطنهم الأول فلسطين غير مطروحة ، ويكاد ينعدم الأمل ، فتقوى فيهم مشاعر التقبل لشعار الأردن أولا ، إرضاء لخاطر الأمر الواقع ، .. وتماشيا مع متطلبات الدعاية والإعلان.

أما هنا ، ومع تفرقع الربيع العربي في شباب العرب من كل الأقطار ، فإن الخيارات البديلة الكثيرة أصبحت مطروحة بشكل أكثر واقعية ، وأبعد أملا ، .. لا يقول الفلسطينيون حملة الجنسية الأردنية ، بأن الأمل أصبح كبيرا في تحرير فلسطين والعودة للوطن من دون مشاق ، وقد اكتسبوا مزايا وتسهيلات وطريقة حياة أصبحت مصدر رزق الأولاد والبنات من ذرياتهم ، ومعارف وزبائن وعلاقات ، ولكن يقولون إن مصالح لم يكونوا قادرين على المطالبة بها ، قد آن لها الأوان في جملة المنافع المطلوبة من حراك الربيع العربي لشباب العرب بالدرجة الأولى.

تلك الحراكات التي يحاول في كل قطر عربي أن يركبها العجائز بحكمتهم القديمة ، ومعرفتهم الطويلة ببواطن الساسة الكبار ، لم تنطل بعد ستة أشهر من الكادر العسكري المصري لتحمي سفارة بني صهيون في القاهرة ولو بسور عازل ، هي نفسها طريقة ركوب الكبار التي تنطبق تماما على تكوين حراك المتقاعدين وعلى مرائي المهندس ليث شبيلات وهو يخاطب دولة السيد أحمد عبيدات ، بأن يحملوا أمانة التوجيه والنصح لحراك الشباب ، .. وكأن الحراك العشوائي لجموع حاملي الهم الوطني من شباب الأردن على اختلاف هويتهم الوطنية ، يحتاج إلى ليث شبيلات وأحمد عبيدات وغيرهم فعلا ، بل إنه لا يحتاج لأي من الوجوه القديمة ، فضلا عن أن يقبل بتمثيل غير شبابي يختاره الشباب أنفسهم فيما بينهم ودون أن يدري الساسة أو يعلمون إلا عند خراب قصر روما ... كما حصل أخيرا مع القذافي الذي لا زال يطارد الجرذان بين التلال والوديان.

الذين يسيرون في شوارع عمان ويهتفون ، ليسوا سوى شباب الوطن ، بأخطائه ، بعثراته ، بتقلباته المزاجية ، بعفويته ، بطريقته في محاولة التفاهم مع رجل الأمن ، بطريقته في الهرب ، في الضرب ، في التصرف .. هذا الشباب ، بدأ يتحرك ، يتململ ، وفي كل يوم ، ودون أن يتم توجيه حركة قوية جدا في الإصلاح ، تناسب تطلعاته ، لن يتردد الشباب كل يوم عن المزيد من الحراك والمزيد من التأثير ، فكرة الثلج الأردنية ، بدأت بالتدحرج البطيء .. والإصلاحات في الأردن تتناسب مع الكبار والصحفيين والمتخاصمين على السلطات والكائدين لبعضهم والطامحين لمكان في الحكم والإدارة ، ولكنها لا تنطلي ولا هي مقبولة أمام المحرك الأول والفاعل في الربيع العربي .. الشباب بما يحملون من أفكار تكاد تكون من عالم آخر في فهم الحكوميين لها .. بل تكاد تكون كلمة ' الآن فهمتكم ' نهاية طبيعية تشمل كل الأقطار العربية .. لأن الأب نفسه في معظم البيوت لم يكد يفهم أبناءه حق الفهم .. فلكل جيل .. لغته الخاصة وطريقته الخاصة وما الفيس بوك إلا كوكب خاص بالشباب .. من يقربه من الكبار والعجائز سيخرج منه على ملل ودون أن يتحمل ..

في عقول هؤلاء الشباب ، تضيع مسائل الكبار حول الهوية الفلسطينية والهوية الأردنية ، ضياعا يحتاج إلى إعادة توجيه ، بوجود شباب كثر آخرين يحملون الهوية الأردنية حملا عنصريا ، ووجود شباب فلسطينيين يحملون الهوية الفلسطينية مع حق المحاصصة الأردنية حملا مشوها غير متصالح مع العقل والمنطق ، وبوجود آخرين يركزون على المصالح والإطاحة بالحكوميين والفاسدين والاقتصاديين الكبار معا جملة واحدة ، يخلص كل ناظر للقواسم المشتركة ، بأن المآل سيكون لتأجيل النظر في الهوية والوطنية ومن أنا ومن أنت ، وتشكيل حالة ثوران بين مجتمع مقهور وحكوميين قاهرين له ، بين وطن منهوب وشعب منكوب ، وبين حكام فاسدين وعلية منتفعين مسيطرين .. أمام هذه القواسم الكبرى ، تطلع وثائق ويكليليكس لكي تلخبط حصحصة الحراك وتصفيته عبر الأيام إلى مصبه الوحيد ' محاربة الفساد والفاسدين والإطاحة بهم ' وتحاول تلك الوثائق أن تلخبط الأوراق بما فيه مصلحة النظام الأردني بالدرجة الأولى ، في إعادة بث الفتن والفرقة والنزاع بين المكونات البشرية في الأردن الشعب الأردني والشعب الفلسطيني ، لكي لا يتحرك التيار ممزوجا من كليهما نحو هدم هرم الفساد والإطاحة بلصوص الوطن وناهبيه والمنتفعين فيه على حساب الشعبين الكادحين المكنوبين في وطن صار مفصلا على مقاسات التوريث السياسي والطبقية والمصلحية في معظم دوائره حتى النيابية منها.

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-09-2011 09:22 AM

هذا كلام منطقي وجميل واكثر ما اعجبني ان الشباب ليسوا بحاجه لا لاحمد عبيدات ولا لليث شبيلات ليقود حراكهم فهم يملكون وطنيه خاليه من الحسابات النفعيه والضغوطات الخارجيه وحساباتها

2) تعليق بواسطة :
10-09-2011 03:43 PM

اتفق معك تماما, فبالتأكيد هذه التسريبات مقصودة في هذا الوقت بالذات. هناك عشرات الموضوعات المهمة التي تغطيها تقارير السفارة الامريكية, والتي لم ولن نراها. الهدف هو إشغال الناس بشرق اردني وغرب اردني, لا اعرف لماذا ولكني متأكد انها مؤامرة خبيثة من الموساد والسي آي إيه.

3) تعليق بواسطة :
10-09-2011 04:58 PM

يا سيدي مهما حاولتم الاردن اولا اولا اولا وعند الجد كلتا فدا الوطن والعرش، الحياة بدون كرامة ما بدنا ايها ومحاولات تقليد الاخرين محاولات تافهة لأنو كرامتنا محفوظة من بداية ما تأسس الاردن السياسي اما تطريز الاهداف الخبيثة ببرواز انها حركات شبابية لاا يا سيدي انا شب ووطن بين عيوني ونظرتي للاصلاح غير ما الحركات الاطفالية بتحكي..نظرتي للاصلاح اصلاح النفس وثم الاصلاح لمكونات الدولة..حالات الانفصام في الواقع الاردني كثيرة ومن كل المنابت والاصول فما في داعي نفتح ملف الاضطرابات النفسية عند الشباب الاردني..امثلة متدين في رمضان(لانه صايم) لكن يسب الدين، محافظ لكن همه الاول (تزبيط)بنت،اول واحد بعرف ناس في الدولة وبتوسط لكن لعنة الله على الواسطة، ما معاه حق دخان بس ما بدخن الا مارلبور مهرب، بدل خط تلفون معاه ثلاثة(باوروبا) ما رأتها عيني،بدو ما يزرع ولا يقلع بس بدو كلشي رخيص، بجيب العامل الوافد بلعن ابو صباحو وبروح يقول عنهم في الفضائيات شعب عظيم،بدو يجوز بس ما بدو يفتح بيت ويربي ولاد، مرتو تشتغل برا وجوا البيت بس هو يسهر، بدها اظل تشتغل حتى لو جوزها مقتدر مشان تحافظ على استقلاليتها (ليش اجوزت) شوفو كم حالة خلع، !،اكمل والله انا زهقت...يا ناس الاصلاح يبدأ من النفس...لا يغير ما بقوم

4) تعليق بواسطة :
10-09-2011 06:34 PM

الأستاذ طارق الغساسنة الموقر ، ما تفضلت به يذكرني بالدور التاريخي الذي لعبه ساطع الحصري في المملكة العربية السورية إبان الملك فيصل بن الحسين عام 1918 بعد أن ظن العرب أنهم بالثورة العربية الكبرى ، وانتصار الحلفاء انتهوا مما عليهم وحق لهم أن يكونوا أحرارا في تكوين مملكة العرب ، ولكن وأمام هذه الاستقلالية كان هناك عدوان استعماري جديد حقير كاذب وخائن لكل العهود فتم احتلال سوريا واستشهاد يوسف العظمة وزير الدفاع ، وانتهى العرب بمقررات مؤتمر سان ريمو وسايكس بيكو ولا ننسى وعد بلفور.
الشباب العربي في حياته الخاصة بالتأكيد يعيش تناقضات ، ليس في الأردن وحدها بل في مصر وتونس وكل بلد عربي أيضا ، لكنه أمام موضوع آخر ينبثق له كل يوم من غياب العدالة وولوغ الساسة في تدمير البيت شبه الآمن ، وهم على تناقضهم أعظم حملا من أن يتركوا الأحوال تستشري لما هو أكثر من النظر لإصلاح العيوب الذاتية كترقيع الملابس وعلاج جروح اليد بينما العمارة تحترق واللصوص ينهبون حتى لمبات الأدراج وخزانات الأسقف فوق الأسطح .. بل إن حالات تكرار ما يتعرض إليه الشباب من اعتداءات تمتهن كرامتهم فوق المثل ، فاللصوص وصلوا داخل المنازل - تشبيه أرجو ألا تنظر إليه بأنه سخيف فلا يوجد سطو على المنازل يشكل حالة فوضى - فما قصدته التشبيه بين الدول والعمارة وبين البيت والمدينة وبين الجروح والتناقضات الشخصية وبين الملابس والحالة النفسية الهزيلة لكثير من الشباب.
أ

5) تعليق بواسطة :
10-09-2011 06:34 PM

بصفتك شابا سأحاول أن أنظر إليك نظرة كل قطر عربي هبت فيه ثورات الربيع لصنف من الشباب المستقل الذي لا تهمه السياسة ولا الحياة الاجتماعية فهو لم يتعرض من ورائها لهزات ضمير ، لم يضطر للنوم بين المقابر ، لم يجد الظلم الحقيقي أمام اجتهاده بلا فرصة سوى لوم الواسطات على قولتك أنه يتوسط ويلوم الواسطات .. هل تعلم كم من الشباب الحائر في الأردن يعرف طرق الواسطات حتى ينطبق عليه المثل ؟ فئة المصلحيين القادرين غير.
الشباب هم نفس شريحة المجتمع ولكن تم انتقاء الأعمار لخصوصية العطاء والحماسة ،وبالتالي فشرائح المجتمع الذي يتكون من نسبة حقيقية حسب الإحصاءات العالمية هي 30% بطالة ، و 14% تحت خط الفقر ، و 80% ينفقون أقل من 10% بينما 20% ينفقون ال 90% والشباب يرى أولئك ال 20% كيف يعيشون ويبذرون ويشترون في بلد يلاحظون فيه فقراء يبحثون في حاويات القمامة عن لقمات تسد الجوع.

6) تعليق بواسطة :
10-09-2011 06:35 PM

أنت شاب ، هنأك الله بالراحة من مشاكل الحياة ، لا يهمك أن تفكر في مصائب الدولة وما جنته عليك ، لا بأس .. هل حاولت أن تمتزج بشباب الفيس بوك وعمل بحث تحليلي لهمومهم ومطالبهم ؟ هل الأردنيون مقلدون ؟ فهم يتخيلون كنوز زين العابدين ومليارات مبارك وفساد الأسرة الليبية ويسحبون تلك الحالات التي هي حالات وهمية مع مجد الأردن العظيم الذي يفخرون به بحيث أصبح الأردن مثلا في الرفاه والعدالة والأمن الاقتصادي ووو ؟
وبمنظر آخر ، هل أظن أو تظن أن شباب الفيسبوك نفسهم بجموعهم وقضهم وقضيضهم هم جماهير ميدان التحرير ؟ بالطبع فإن الإنترنت نفسه فضلا عن الفيس بوك لا يمثلات سوى عشرة بالمائة فقط وهي الفكرة التي طرحها الدكتور ممدوح حمادة في مسلسل الخربة بنجاح ساحق في مطابقة تفاصيل قرية الخربة على الواقع العربي في معظم المفاصل وأختار منها فيما يتعلق بالفيس بوك تحديدا ، فقد زاد شباب الفيس بوك في تحريض الأكثرية التي لا تستخدمه مما أدى في النهاية لتحييد مختاري بومالحة وبوقعقور وهم الحكام العرب لما جنوه على شعوبهم من خلل بنيوي مس حياة الشباب بشكل مفصلي.
أنتهي للقول بأن جموع الشباب العربي الممثل لشرائح المجتمعات العربية ، تعرض لانتهاكات خطيرة في الأوساط العربية مما أفرغ عليه حالة الاستنساخ الطبيعي لثورات الربيع نظرا لما يعانونه ، .. إن كنت ممن لم يعاني فإني أهنئك بهذه النعمة ، وأقول لك أخي طارق الغساسنة : لست أنت ومن في حالتك من سيقومون بالتغيير الفعلي ، هناك من تنطبق عليهم النسب العظمى من متضرري السياسة والإدارة والاقتصاد الحكومي وحالة النظام الحاكم ممن يتحركون ويتعرضون لأخطار ، وبالتأكيد أنت لم تتعرض لهراوات كي تسأل نفسك ما الذي جاء بي هنا للصياح في تجمهرات والشعب بخير والحكومة بخير ..

7) تعليق بواسطة :
10-09-2011 06:37 PM

لا بد أن تصلك رسائل كثيرة عن أحوال شباب أردنيين هم الغالبية .. في يوم ما .. ربما في الحلقة الأخيرة من مسلسل الخربة .. أنصحك بمشاهدته وتطبيق حالة كل أسرة تم عرضها في المسلسل على شريحة اجتماعية في الأردن ، .. لا تنسى فياض راعي الأبقار الخائف من بقرة معلمو لأكرم .. بأنه الشخصية والأسرة التي تمثل أكثر من 50% من المجتمع الأردني ، والمعلم صياح 15% والحيادي صاحب الدكان هو الشخصية التي نظرتك إلى وجهة نظرك من التعليق فيها ، وربما تكون أحد الطبيبين فيما جرى في مخيلتي لتحليل ردك الذي يصب في النقد الذاتي الشخصي.

بقي أن تسألني عن دور ساطع الحصري ؟ بلا شك عليك أن تقرأ له كثيرا ، وتنظر في سيرته ، فقد تعمدت ألا أورد المقارنة وأن أدعك تبحث عنها.

مع تحيات أخ عجوز لك ، عاش شبابه وهو يرى
أحمد الحاج محمود الحياري - جدة
osamaalhiyari@gmail.com

====
أتوجه بالشكر للأخوين أبو نهاش وأبو خليل على التفضل بالقراءة والتعليق وللأخ أبي نهاش على الثناء المشجع للعطاء ، وأرجو أن تسامحني كل الأردن على التفاعل مع القراء والتعليق والحوار بطريقة لم تعتدها الصحافة الإلكترونية بين الكتاب والقراء .. وشكرا.

8) تعليق بواسطة :
10-09-2011 07:33 PM

اذا كانت الوثائق مفبركة ومقصود منها الفرقة وايقاف حركة الحراك كما تزعمون. فليقم كل من ذكر اسمة في الوثائق بانكار ما نسيب الية وليقم بمقاضاةالسفارة الامريكية. اقرؤا التعليقات بعنايةالتي اتحفنا بهاالاخوة الفلسطينيين بان الاردن لهم وهم يشكلون 65%من السكان واننا بعناهم ارضنا واشترينا سيارات للتفحيط وان الاقتصاد بيدهم.كل ذلك ما تفوة بة اليهوداثناء الانتداب .على كل حال لقد ورث الفلسطينيون حقد العرب وبالعيش مع اليهودورثوا مكرو نجاسةونذالة اليهود ومن الانجليز اكتسبوا دهاءوخبث الانجليز فاجتمعت بهم صفات الحقد والنذالة والنجاسة والمكر والخبث ونكران الجميل وعدم المرؤءة وانعدام الاخلاق والخيانة والعمالة ..........

9) تعليق بواسطة :
10-09-2011 08:09 PM

جزاك الله عنا خير الجزاء على المقال وعلى الرد...ولتتحفنا في مقالاتك وتحليلاتك الواقعية الرائعة...شكرا

10) تعليق بواسطة :
10-09-2011 08:56 PM

من أسميت نفسك بالخوالدة ، الخوالدة أحرار أخي ، ويحسنون النظر والحديث عن الشعب الفلسطيني الشامخ الأصيل ، أنت تمثل اتجاه عنصري في تعليقك ، ، وهذا دور مطلوب جدا من قبل الموساد الصهيوني لخدمة أهدافه ، في طريقتك ، أنت تخدم الموساد الصهيوني تماما ، وأنا أشك هل أنت معلق متخصص ببث الفتنة وإيقاع الشرخ والمصادمة داخل الأردن بدل أن تكون الهجمة من كل المجتمع على هرم الفساد ،فتصبح الفتنة بين الناس أنفسهم ؟
إننا نحاول أن نزيد الوعي في الشارع الفلسطيني داخل الأردن بألا تنطلي عليهم مؤامرة الوطن البديل التي هي لهزيمة فلسطين والفلسطينيين مهما تم تغليفها بالحلوى المسيلة للعاب ، ..يسأل الكثير لماذا يراد إيقاع فتنة بين الناس ؟ والجواب : لأن الحكومة سائرة في مخطط الوطن البديل ، وأي خلل يقع في تركيبة النظام وطريقة تشكيل الحياة السياسية والإدارية في الأردن ، ينعكس كليا على الاتفاقات المعمول عليها في برنامج الوطن البديل الذي يضر بكل من الشعب الأردني والشعب الفلسطيني معا.
لقد تعايشنا منذ 1967 " حسب تجربة عمري" وتعايش آباؤنا منذ 1948 مع الفلسطينيين في الأردن ولم يعرفوا عنهم إلا الأصالة والشرف العظيم مثلهم تماما مثل الأردنيين ، وأما النخب الانهزامية التي تتفرقع هنا وهناك ، فهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني ، وأنصحك أن تقرأ مقالة الأستاذ بشار مخلد الغمار على هذا الرابط
http://www.allofjo.net/index.php?option=com_content&view=article&id=16555:2011-09-09-23-28-17&catid=45:2010-06-06-04-19-21&Itemid=254
لكي تفرق بين الشعب الفلسطيني الأصيل والنخب السياسية المشوهة التي لا تمثله ولا تمثل طموحات وهمومه ، بل هي جزء من هرم الفساد في السياسة والإدارة والحكومية الأردنية.

11) تعليق بواسطة :
10-09-2011 09:02 PM

دايم السيف العبادي ، يجعلك دايم السيف يا مكرم الضيف ، ويبارك فيك ، وحيا الله عباد نخوة البلاد.

12) تعليق بواسطة :
11-09-2011 07:57 AM

الى الاخ الحياري العزيز لقد صورتني وكأني ممن ولد في فمه ملعقة من ذهب و(شطحت) في تحليلك لسطور كتبتهامن حكم واقع انا اعيشه على الارض بينما انت تعيشه في عالم افتراضي من بلاد الحرمين الاخ الحياري لست ممن يدعون بانهم خرجوا في مظاهرات ولست في وارد ان افتح حقلي السياسي وتجربتي في الحياة سواء ايام ما كنت طالباً في الجامعة ومم تلا من سنين العمر الاخ الحياري اعود فأؤكد بأن الشباب يجب ان يبدأوا باصلاح انفسهم ونفسياتهم لننتقل للمرحلة العامة لابد عند البناء من اساس واضح ومتين وسليم اذا الاساس هو المهم اما بإعجابك الشديد بمسلسل خربة فأنا لست من عشاق هذه المسلاسلات ولاغيرها ولا احب ان اعيش حالة الانفصال عن الواقع واذا اعتبر الفن وسيلة راقية لايصال صورة مجتمعية واقعية إلا ان النسلسل بحد ذاته ارهاصات مجتمع على كاتب وضعهافي سطور ومثلها الفنانون، الاخ الحياري شعار الارد من سن5 الخمسين هو وحدة حرية حياة افضل، دائماً النظرية صحيحة انما التطبيق هو الخطأ ومن هو الذي يطبق انهم الاشخاص اذا صلح الاشخاص صلح التطبيق للنظريات اذا الاشخاص وهم مكون الشعب الذي يريد الاصلاح اذا صلحوا فقد استقام الامر اما بنظريتك التي احترم ولكن اعارضها فهذه تسمى مراهقة سياسية مع قليل من التقليد الذي لا داعي له، الاصلاح يبدأ من النفس وحل العقد المجتمعية ثم الانتقال الى الاصلاح السياسي والذي سينعكس اقتصادا ارجو ان لا تكون ممن يرى نفسه الاقدر والافهم والاكثر شعوراً والتصاقاً وتعبيراً بنبض الشارع المسحوق اخيراً اتمنى لك عودة هنيئة من بلاد الاغتراب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012