أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الإستفتاء الكردي والدفع الإسرائيلي

بقلم : أسعد العزوني
23-09-2017 09:00 AM

باديء ذي بدء يتوجب التأكيد على أن خلافنا كعرب ليس من الأخوة الكرد الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير وتربطنا بهم وشائج شتى ،ولنا في صفوفهم صداقات نقدرها ،ولكن خلافنا مع قياداتهم وخاصة مسعود البارزاني ،الإبن البكر للعميل الإسرائيلي المتجذر الملا مصطفى البارزاني، الذي اوكلت له مهمة إشغال العراق بعد منتصف القرن الماضي، بدعم من مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية وبرعاية من شاه إيران المقبور البهلوي.

لا ننكر أن البارزاني الأب المدعوم والموجه من قبل الصهاينة قد أنجز مهمته على أكمل وجه ،وشكل ألما مزعجا ومتواصلا في خاصرة العراق حتى العام 1974 على الأقل ،وأذكر أنهم تجرأوا على مواجهة مسلحة مع الجيش العراقي في ذلك العام ،إستمرت شهرا كاملا ،لكن النهاية لم تكن لصالح العصابات الكردية ،بعد أن تنبهت القيادة العسكرية العراقية للخطة الكردية ،وإنقلب السحر على الساحر.

كان محسوبا وبدقة أن يحصل الكرد على مكافأة تساوي الجهد المبذول ، الذي قاموا به لمشاغلة العراق وثنية قدر الإمكان عن مواصلة التنمية والتقدم،وكان ذلك بالتخطيط والتنفيذ مع كافة أعداء العراق وفي المقدمة مستدمرة إسرائيل والشاه المقبور وأمريكا والمتصهينين العرب الذين تكشفوا مؤخرا بإرتباطهم المتجذر مع مستدمرة إسرائيل،ولا يخطر على البال أن أول من دعم الأكراد العراقيين هو عبد العزيز آل سعود الذي باع فلسطين للصهاينة عام 1916 ،إرضاء للسير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب آنذاك.

لوحظ أنه وبعد إحتلال العراق عام 2003 أن الأكراد قد منحوا حكما ذاتيا ،وأن دستور العراق الطائفي بعد الإحتلال أجاز لهم بطريقة أو بأخرى الإنفصال لتكوين كيان خاص بهم يشبه الكيان الصهيوني ،وبذلك تدخل مستدمرة إسرائيل رسميا في تنفيذ مشروعها القديم المسمى 'خنجر إسرائيل' ،وهو التحالف مه المسلمين غير العرب للإجهاز على ما تبقى من العرب ،ونذكّر أن هذا المشروع سيمتد ليشمل سوريا وتركيا وإيران لاحقا ،وربما تكون سوريا هي المرشحة بعد العراق لمنح الأكراد فيها كيانا ذاتيا حسب ما هو مخطط لسوريا .

إتسمت ردود فعل البارزاني الصغير بالتعنت رغم اللهجة الناعمة التي تحدث معه بها رئيس وزراء العراق حيدر العبادي ،ولم يأت هذا التعنت من فراغ بل جاء بدفع إسرائيلي لإستكمال المشروع الصهيوني ،ولست مبالغا إن قلت أن الخطة الإسرائيلية في هذا المجال تستهدف توريط تركيا الرافضة وبشدة للمشروع الكردي في العراق لأنها تعلم علم اليقين أن أكراد تركيا سيتحركون جديا بدعم أمريكي-إسرائيلي لفنفصال.

لم يأت هذا التوجه الإسرائيلي من فراغ ،بل هو رغبة إسرائيلية ملحة للإنتقام من تركيا ،التي هجرت العلمانية وإنغمست مجددا في المشروع الإسلامي ،وزد على ذلك مواقف الرئيس التركي المتميزة السيد رجب الطيب أردوغان، في مواجهة مستدمرة إسرائيل في المحافل الدولية ،ناهيك عن دعمه لغزة خصوصا وللقضية الفلسطينية عموما ،وإطلاقه أسطولا بحريا لفك الحصار عن غزة ،جرى إعتراضه من قبل الجيش الإسرائيلي البلطجي،علما أن الوضع التركي لم يصل حد قطع
العلاقات مع مستدمرة إسرائيل كما فعلت الثورة الإيرانية أواخر سبعينيات القرن المنصرم.

هناك إجماع في رفض التوجه الكردي يضم بغداد وطهران وانقرة ،ويبدو الموقف التركي أنه الأكثر نضجا من غيره ،لأن السيد أردوغان رفع سقف المواجهة إلى مستوى الصدام العسكري والإجتباح في حال ركب البارزاني الإبن رأسه ،وأصر على تنفيذ المشروع الإسرائيلي القاضي بفصل إقليم كردستان رسميا عن العراق ،وهذا يعني أن المخطط الإسرائيلي يتضمن كما أسلفنا ، توريط تركيا مع الأكراد لإضعافها ،إنتقاما من مواقف السيد أردوغان المعادية لمستدمرة إسرائيل.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012