أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اليوم الثالث من نشأة الكوني العظيم

بقلم : سامي الاجرب
01-10-2017 05:29 PM

فلولا إذ بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ,ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون , الواقعة أية 83 في هذه المقالة نكتب ونتحدث عن اليوم الثالث من الأيام الست التي ذكرت في القرآن الكريم , ففي القرآن لم يفصل لنا مسارات الأيام ومخلوقاتها ومصائرها ودرجات الأحداث المتعاقبة , في الجزئيات والعموميات , فلو على سبيل المثال حدثنا القرآن الكريم بكل تفاصيل الخلق , من اليوم الاول للخلق يوم عالم الغيب , والظلام , واليوم الثاني يوم النور , والحياة , وعن هذا اليوم الثالث القبر , والظلام , ويوم الرابع البعث , من القبور والعودة للنور مجددا , إلى اليوم الخامس يوم الصراط المستقيم , إلى اليوم السادس يوم الحشر , والقيامة , بلا شك سيكون القرآن من الوف الاجزاء , وكل جزء الوف الصفحات , وكل صفحة بطول أمتار , هنا فمن من الناس سيقرأ القرآن ..؟! بهذا الحجم والوزن .

فإن كان القرآن بأيامنا هذه , في متناول اليد سهل وبسيط الحمل بلا أثقال وأوزان , والناس تراه كل حسب رؤيته , لهذا جاءنا القرآن مليء في الإعجاز , وفي شتى المجالات الحياتية وبخطوط وعناوين عريضة , وترك للإنسان حق التأمل والتفكير والإستنتاجات وإستنباط الوقائع وإستشراف الحقائق , ولم يترك شارده وواردة إلا وذكرها , فكان القرآن الإعجاز الفكري والعلمي والعقلي والسياسي والإجتماعي والإنساني , وتحدث عن المعتقدات الوثنية القديمة وقصص الأنبياء والرسل والشعوب والقبائل , فكان القرآن شمولي يشتمل على كل الأشياء والآحياء والأموات والجان وعلم الفضاء والهواء والماء الخ.

ونحن الأن بصدد الحديث عن اليوم الثالث من نشأة الكون والخلق , اليوم الثالث عالم القبر , والعودة إلى الظلام , هو يوم له بداية ونهاية , كأي يوم من الأيام له بداية ونهاية , ويبدأ اليوم الاول للإنسان في القبر من لحظة دخوله القبر تاركا خلفه يوم النور , والحياة , وينتهي اليوم الثالث من لحظة خروجه من القبر مجددا تاركا خلفه يوم ظلمة القبر , والعودة للنور الأبدي , فالإنسان يمر خلال مساره الخلقي بثلاثة مراحل من الظلمة , ظلمة وجوده في عالم الغيب والإنتظار لمليارات السنوات حتى خروجه , إلى أن يأتي دوره ووقت خروجه من ظلمة عالم الغيب لظلمة بطن إمه وهي الظلمة الثانية , وهي ظلمة التكوين والتشكيل الكياني , ثم يخرج ليوم النور والحياة , الذي يبدأ من يوم مولده حتى يوم موته أو مماته, والحقيقة المطلقةِ أن يوم النور والحياة للإنسان بدأ من آدم وحواء إلى أخر الأموات من نسل آدم على الأرض . لكن يوم النور والحياة سيستمر حتى يطوي الله السماوات والأرض كطي السجل للكتاب , ظلمة القبر .

ففي ظلمة القبر , لا يشعر الميت بالعذاب لإنعدام العذاب , ولن يشعر بمرور الزمن قطعيا لإنعدام الزمن , تماما كما لم يشعر بوجوده الزمني من لحظة كتابة إسمه في الكتاب الإلهي المحفوط بعالم الغيب , فهو سجل المواليد البشرية لدى خالقها الله جل جلاله , وقد أخذ كل إنسان تسلسل زمني لخروجه من الأزمنه , وفي أي الأزمنة تبدأ حياته وأيامه وساعته وإسم أمه وأبيه وراعيه من الحكام , وكل دقائق قصة حياته وكيف كتبت عليه , وله الخيارات بما يختار بحياته حسناتها وسيئاتها , وله حراس أثنان من الملائكة خلقوا لأجل حمايته من حيث لا يدري من شرور القوى الخفية . هنا من منا يستطيع أن يحدد عمره بيوم عالم الغيب والظلام , وكم مكث منتظرا حتى يوم خروجه ليوم عالم النور والحياة , لا أحد إلا بشيء من التقديرات والتخمينات والفرضيات والمقاربات والصور التصوريه.

في القبر يأخذ الميت الوقت المقرر أن يبقى في ظلمة القبر , فالكون لم يخلق بيوم وليلة كما تعتقد الناس ثم تنتهي الحياة والكون , فأين المتعة من الحياة , نعم خلق الله الخلق من كن فكان , فكن عندما بدأ القلم الإلهي يكتب قصة الخلق , فكان عندما ينتهي الخلق وتطوى السماوات والأرض كطي السجل , فمن فسروا وحللوا وترجموا الأمر الإلهي كن , وهي الأمر الإلهي الفوري , فهذه تحليلات وتأويلات وتفسيرات خطأ فادح ولا تمت للمنطق الإلهي بصلة , فالمنطق الإلهي شيء والإنساني شيء أخر .

الله جل جلاله لم يخلق الخلق والكون بذات الثانية وبذات الثانية يفنيه وكأن شيء لم يكن , لا , فهذا من هراء الكتاب والمفسرين وفلاسفة الرؤيةِ الضيقه, فلا إنسان يبني قصرا ويهدمه بذات اللحظة, وهذا الخلق والكون له بداية ونهاية وأزمانه ولآجاله , فالأمر الإلهي كن هي شمولية تبدأ من النقطة الأولى من كتابة القلم الإلهي للنقطة الأخير من سيرة وقصة الخلق الكوني العظيم , وهكذا كان وقد مر الخلق والكون بمراحله وأعماره المقررةِ والمكتوبه , وقد أخذت الخلائق وقتها في الظهور والحياة ثم العودة لظلمات القبر , وهذا الإنسان في القبر لن يشعر بالزمن كيف يمر عليه , تماما كما لم يشعر بوجوده بعالم الغيب والظلام .

في القبر سيمكث مليارات السنين , ولن يعذب كما يشاع ويقال من أقوال إرهابيه للنفس البشريه, اللهجل جلاله ليس إرهابيا كما يصفون , ولنا بهذا مثال حي , هنا نسأل هل شعر في عالم الغيب بشيء من السعادة أو التعاسة ..؟! أكيد لا شيء , وفي القبر لا سعاده ولا تعاسة . إنما يجب أن يفهم الإنسان , وهذا شيء كبير على العقل , ولا بأس من أن يعرفه كل إنسان , أن بين الموت ووقوفه يوم القيامة , هي دقيقة واحدة , تماما كما كان في حياته يقف وفي دقيقة يسقط ميتا , وهذا هو دقيقة بين موته وحتى يقف يوم القيامة لا يشعر بها الإنسان لإنعدام الزمن . فهل شعر كم مر عليه من الزمن وهو بعالم الغيب , أكيد لا , إذن الدقيقة من عمر الكون تساوي مليارات السنوات , فكيف باليوم الإلهي الكوني , فلا أحد يقل للناس أن الله جل جلاله خلق الكون بأيام كأيام البشر الإسبوعية , فهذه مقارنات ومقاربات تصوريه خاطئةٍ , خاصة أن الأيام في القرآن لم تذكر مسمياتها وأوصافها وأعمارها .

وهذا هو الحاصل في القبر الإنسان تراب غير حي , والروح لا تمكث معه في القبر , بل تخرج لخالقها تحملها الملائكة التي خلقت لأجلها ورعايتها , فالجسد ماده من تراب , إن وضعنا التراب في مصهر لصهر الحديد , أيشعر التراب بسعير النار , متى يشعر الإنسان بالأوجاع والحروق عندما تكون الروح بالجسد , لهذا الميت بالقبر لا ولن يشعر بشيء , جاء من المادة وعاد للمادة وهي التراب , فإن تعذب بشيء في القبر سيخفف عنه هذا العذاب في يوم الحساب , لهذا لن يعذب طالما لم يأخذ كتابه بيمينه أو يساره لإثبات الوقائع والأدلة والثبوتات والبراهين والمستمسكات التي تدين الإنسان , وبناء على ذلك تجري له المحاكمة الإلهية , لهذا هو متروك في القبر ليوم الدين والقيامه وهناك بساحة القيامه سيكون لكل حادث حديث .

أما في القبر لا عذاب ولا الأفعى الأقرع أو أبو شاليش , ولا مرزبه ولا غير ذلك من تهويل وترهيب وتخويف , على سبيل المثال , الهندوسي يحرق ويضيع رماد جسده في النهر وقد يصل رماده للمحيط الهادي , وقبره كان الماء عائما حتى يندثر , كما إبتلع الحوت وأكل السمك من ماتوا في المياه من البحارة والمسافرين , كيف سيعذبون ورمادهم في كل الأنحاء أو بباطن الأسماك , والاسماك أكلت بعضها البعض وأكلتها الناس , كيف سيعذب من مات بالصحاري وأكلته الوحوش , وهذا دليل لا عذاب في القبر للجميع المؤمن والكافر والمشرك والملحد الكل سواسيه .

ثم أن الله جل جلاله ليس بظالمٍ لعباده , وقد كتب على نفسه الرحمة , فلا سورة من القرآن الكريم إلا وقد بدأت , بسم الله الرحمن الرحيم , وهذه رسالة الله جل جلاله وكلمته الأولى للإنسان أن الله الرحمن الرحيم بعباده , لهذا الإنسان في القبر لن يعذب , والقرآن لم يذكر عذاب القبر , وما العذاب الأليم بعد الفصل بين القمح الإلهي والزوان الشيطاني , فمن كفر وأنكر الله وقال أن لا إله ولا داعي من إله , لهم حق متع الحياة في الأرض فتركهم يعيشون حياتهم كغيرهم دون حساب وعقاب , وفي القبر كذلك , لكن يوم القيامة هناك الفصل بين أهل الجنة والنار .

وعلى هؤلاء إجراء بعض أو شيء من المحادثه الذاتيه , كيف أنهم يقبلون بحكم البشر , وقوانين البشر , ويقبلون السجون والتعذيب والقهر والقمع والإركاع والتركيع وديمقراطية البندقية , وسرقة خيراتهم وأموالهم وهدر دماءهم من دولهم وزعماءهم وشرطتهم وعسسهم , ثم يرفضون يوم الحساب الإلهي ممن أشرك بالله جل جلاله , ويغفر الله ما دون الشرك ذلك لمن يشاء . النساء 48.

نعود للقبر وسكانه من بني البشر , فالروح التي تخرج من جسد صاحبها , قلنا ستحملها الملائكة المختصة بها والتي خلقت لأجلها , فطالما الملائكة في حالة حراك في السماوات السبع , فهي تحمل الروح أينما ذهبت في ملكوت الله جل جلاله , وهكذا تكون الروح في حالة سياحة كونيه لتشهد الروح خلق السماوات والأرض , التي تحدث عنها الله في قرآنه للناس وكذبوه بذلك , ويوحي لهم أثناء هذا التجوال السياحي الكوني , أنظروا هذه السماوات السبع , وإنظروا للأسفل تلك هي الأرض التي كنتم بها بخالقها لا تؤمنون أو تسخرون أو تكفرون وعليها تأكلون وتتناسلون وتتقاتلون وتختلفون .

صوره تصورية في يوم القيامة , ماذا لو دخل كل طرف بعد فصل الناس من هم للجنة أو للنار , ولم يشاهدون خلق السماوات والأرض سيبقى في نفوسهم وأنفسهم سؤال , ويتسألون أين السماوات والأرض , جئنا من يوم القبر ليوم القيامة ولم نرى شيء من الإعجاز الإلهي في القرآن , لذا فلا عقاب في القبر قبل عذاب الأخرة , وروح الميت ستدخل في سياحة كونية لتشهد الإعجاز الإلهي , فإن كان مؤمن سيقول سبحان الله ولا إله إلا الله , وإنا إليه راجعون , ومن كفر سيقول يا ليتني لم أخلق أو كنت ترابا , ويرجو أن يبقى في القبر ترابا أبديا .

في القبر سيمكث جسد الميت حسب الزمني المقرر إلهيا سبحان الله جل جلاله للخروج , فأول من سيقوم يوم البعث من القبور , هو إبن آدم قبل أبيه الذي قتل على يد أخيه , وسيخرج قبل آدم حسب السنوات التي تفصله عن أبيه عندما مات , فإن مات آدم بعد إبنه بمئة عام سيخرج آدم من القبر بعد إبنه بمئة عام , وهكذا حواء من بعدهما , وتبقى تخرج الأموات تباعا وتتابعيا وتدريجيا السابقون السابقون ثم اللاحقون اللاحقون حتى يخرج اخر ميت مات من آخر الأحياء من نسل آدم .

فإن خرج إبن آدم وأبيه قبل أخر الأموات بثلاثين مليارعام , سيخرج أخر الأموات بثلاثين مليارعام , هذا هو العدل الإلهي الذي لا يعرفه أحد بخصوص الأموات , وأخر الأموات سيأخذ السياحة كونية أيضا ليشهد عظمة الخالق وملكوته وإعجازه وسماواته التي سمع عنها في القرآن الكريم والكتب السماوية او من خلال ثقافات الحضارات , فكما شاهد الأموات السابقون هذا الكون العظيم , فالميت الأخير هو الأخر له حق الرؤية للكون الإلهي العظيم والسماوات والأرض .

وعليه أيضا أن يمكث في القبر كما مكث غيره في القبر , إذ من غير المعقول أن يخرج آخر ميت من القبر بلحمه ودمه وشحمه وعطره , كأول الأموات في الارض إن كان أدم وإبنه التي إختفت تربة أجسادهم في تراب الأرض وضاعت وإندثرت , أو الاموات التي سحبتها السيول والأنهر إلى البحار والمحيطات , كما يحدث مع أموات الهند من السيخ والهندوس والبوذيه , وكمن ماتوا في البحار وأكلتهم الأسماك , ومن مات في الصحاري أو القطب الشمالي والجنوبي الثلجي , وحتى يتم تجميع جزئيات الاموات التي ضاعت وإندثرت في مجاهل الأرض , سيؤدي هذا لمليارات السنوات من الجاذبية المادية لكل ميت من الاموات , وعلى أخر الاموات الإنتظار ليأتي دوره ووقت خروجه من القبر فتكون جثته قد أمست غبارا , لتدخل مرحلة إعادت التجميع الذري لجزئياته من كافة أقطاب الأرض , أو من قبره إن ما برحت بقاياه بذات القبر.

فمن كان يعتقد أن الخروج من القبور سيكون فوري , ومرة واحدة , لا فهذا مخالف لنشأة وتوالد مواليد الإنسان , جاءت المواليد تباعا وتخرج من الأرض تباعا , وتقف على الأرض تباعا , تماما كما ينبت القمح في الارض تباعا , ولم يخرج مرة واحدة , ولم لا يموت ويصفر مرة واحدة بل تباعا , إذن هناك المرحلية في النشؤ والإرتقاء والبقاء , ثم مرحلية الإنحدار نحو الفناء , هذه العدالة الإلهية ليأخذ كل ذي حق حقه في الوجود وفي الموت وفي القبر .

وقد يقول قائل ما هذا العناء والشقاء الكبير , فلما لا تكن كن فيكون ..؟! وتخرج الاموات مرة واحدة , للحقيقة هناك كائنات أخرى ستأخذ حقوقها في العيش والحياة ثم الموت بعودة اوبلا عودة , إن كانت الجان والكائنات الدقيقة والمجهرية الحية والبرية التي تعيش على الأرض , والبحرية , والطيور , والنباتات والاشجار , والمياه في المحيطات والبحار والأنهر والبحيرات , لينظر الإنسان كيف تتبخر المياه من المحيطات اليوم , وذلك من خلال الغيوم والسحب والأعاصير , وهذا لتنتهي ولتجفيف المحيطات مرحليا , ومن حيث لا يدري الإنسان أن المياه في محيطاتها آيله للزوال والفناء تدريجيا , ثم لينظر الإنسان كيف يأتي الله جل جلاله الأرض من أطرافها , حيث تأكل الامواج حدود الأرض من شواطئها . سورة الرعد , الآية 41 تقول , أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها .

إذن بعد موت آخر الاموات في الأرض , سـتأخذ الحياة مجالها وأعمارها ودورتها في الحياة والموت , فلو نظرنا كيف تشكلت وتكونت وتهيئة الأرض وكائناتها ونباتاتها ومياهها قبل قدوم الإنسان ليسكنها , فقد إستغرقت حياة الأرض مليارات من السنوات , وهذا ما سيحدث عند موت آخر الاموات , ستبدأ الأرض رحلة العودة من قمة نضوجها إلى الإنحطاط المرحلي حتى نقطة الزوال , يوم يطوي الله الأرض والسماوات كطي السجل . سورة الانبياء , الآية 104 تقول , يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب , كما بدأنا اول الخلق نعيده , وعدا علينا إنا كنا فاعلين .

وهكذا عندما تعود الأرض جرداء لا عرق أخضر ولا نقطة ماء , ولا بكتيريا أو جرثومه حية على الأرض , سيبدأ يوم البعث من القبور , حتى يكتمل خروج الاموات من الأرض تتابعيا وتباعا , فمن مات أولا يخرج من القبور أولا , ومن مات أخير يخرج أخيرا , وهكذا يكون السابقون السابقون , واللاحقون اللاحقون , وكما أشرنا سيستغرق مليارات السنوات ليخرج أخر الاموات , ليبداء اليوم الرابع من نشأة الكون . يوم البعث من ظلمات القبر , يوم البعث والنور الأبدي .
ومن العدل الإلهي العظيم أن الإنسان بعد الموت لا يشعر بالزمن , فقد إنتهى الزمن من لحظة موته ودخوله القبر وحتى دخوله الجنة أو النار وهكذا ينتهي الزمن , تماما كما لم يشعر الإنسان بالزمن قبل مولده , ولن يشعر بهِ بعد موته , وقد يقول قائل إندماج الزمن بالمكان , أي الزمكانية , لا هذا من روائع الهراء والهرطقةِ الفكريه البشريه , فالزمان وجد للإنسان في حياته فقط , فقبل مولده لا يعرف عن الزمان , وبعد موته لا يعرف عن الزمان , فالزمان عند الله جل جلاله صفر , فهو الأبدية والنهاية , لو كان الله أزليا كما يدعي البعض , هنا سيكون للزمن ذات قيمة وقيم ويأخذ بهِ في كل الأزمنةِ , ولأن الله جل جلاله هو الأبدية , فهناك أهل الجنة خالدون فيها أبدا , كذلك أهل الجحيم خالدون فيها أبدا , وهذا دليل أن الله جل جلاله رب الأبدية , ليشرف على ملكوته ومخلوقاتها في الجنة والنار , والملائكة جميعا ستموت الأصفياء والأخيار , ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكبار . وموت الملائكة لا يكون إلا بعد يوم القيامة والفصل بين الناس
وفي وصول الناس إلى ساحة القيامة والحشر وقبل الفصل بين القمح الإلهي والزوان الشيطاني , هناك الكون الكبير وهو السماوات والأرض , ستطوى السماوات والأرض كطي السجل للكتب , وستلقى في الجحيم كل مادة خرجت من الجحيم تعود , النجوم والاقمار والشموس والأرض , ومن إدعوا أن الإنفجار الكوني الكبير أصل الكون , سينظرون بأم أعينهم من ساحة القيامة لهذا الكوني الكبير كيف تأتي بهِ الملائكة ويلقي بهِ للجحيم , كما نحن نلقي أيام الزمهرير الكتب التالفة في نار الموقدة , وتبقى تحت السماء العلا , أي تحت المنتهى الكوني العظيم , أي سقف الكون العظيم , ثلاثة كواكب عملاقة , كوكب الجحيم , وكوكب الجنة , وكوكب الحشر , كوكب الحشر سيبقى مسكن الملائكة ككل بعد إعادت إحياءهم , فلا حي لا يموت , إلا الله جل جلاله الحي القيوم أبديا , وسيجر الشيطان أي إبليس للجحيم ومن إتبعه من الجان والإنس , وهناك من الجان من سيدخل الجنة لوجود من آمن بالله واليوم الآخر , وصدق ما جاء بهِ الأنبياء والرسل وكتبه القديمة .

وأما القرآن الكريم فهو رسول من الله جل جلاله لكل إنسان على الأرض , كون لا أنبياء جدد بعد موت نبي الإسلام العربي والعالمي محمد صلى الله عليه وسلم , وما عودة السيد المسيح عليه السلام إلا لنشر الإسلام الجامع لأهل للشرائع السماويه الثلاثة , بدين إسلامي واحد موحد مع بقاء القرآن , ومن يرفض ذلك فقد كفر وسيحارب , حتى يعم الإسلام والسلام العالمي الأرض لأف عام , وهكذا يكون بعد موت السيد المسيح الكون والخلق قد وصلوا لقمة الهرم , وسيبدأ الخلق بعد ذلك العودة نحو الهاويه تدريجيا حتى وصول البشرية لإنكار الله مجددا ونهائيا , ولا يبقى على الأرض مؤمن , ولا يبقى على الأرض حي من الأحياء , ليبدأ كما أسلفنا اليوم الثالث يوم القبر ومواقيته , ثم يبدأ من بعد ذلك اليوم الرابع وهو يوم البعث من القبور .
بقلم , سامي الاجرب

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-10-2017 08:57 PM

يا حضرة الكاتب:من الغريب انك تنكر عذاب القبر الذي نص عليه القران والسنة,هل لك ان تفسر الاية:النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ..كيف يعرضون على النار قبل يوم القيامة؟؟بالانتظار !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012