أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 29 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الصبيحي يتساءل: لماذا هذا التمييز بين العمالة غير الأردنية، هل من تفسير يا وزير العمل؟ استكمال إرسال 16 طائرة مساعدات أردنية لتوزيعها بغزة 6 منح دراسية في جمهورية الصين الشعبية ببرنامج البكالوريوس إعلام مصري: لا صحة لتقارير عن اتصال بين ترمب والسيسي مهم من وزارة العمل للعمالة المصرية الوافدة في الأردن العمل توضح حول انتقال العمالة الوافدة بين القطاعات حسان يزور مواقع تنموية وزراعية وسياحية وصحية وشبابية في عجلون - صور العودات: عدم تخطي احزاب للعتبة بالانتخابات ليس فشلا ولي العهد ينشر صورة تجمعه بالأميرة رجوة وصديقيه من بروناي إعلان نتائج تكميلية التوجيهي الخميس المقبل العثور على جثة رجل داخل مركبة في الزرقاء وفاة الشخص الذي أحرقته زوجته في عمان الحنيطي يشرف على استئناف الجسر الجوي الأردني إلى غزة - صور اغلاقات وتحويلات لاستكمال مشروع تأهيل جسور في عمان ابوصعيليك: دمج الهيئات سيحقق وفرا ماليا .. والموظفون إلى التربية
بحث
الأربعاء , 29 كانون الثاني/يناير 2025


عطوان يكتب..4 تَطوّرات في المَشهد السّوري تُؤكّد الانتهاء الوَشيك للأزمة

بقلم : عبدالباري عطوان
15-10-2017 05:45 PM
سورية تتغيّر.. سورية تتعافى.. سورية تَخرج من عُنق الزّجاجة.. وبَدأت تُداوي جُروحها بَعد سَبع سَنواتٍ صَعبةٍ ومُؤلمةٍ، عَدّاد القَتل والدّمار فيها بات يَتثاءب، ويُوشك على التوقّف، وبَعض اللاجئين بَدأوا يَعودون إلى مُدنهم وقُراهم، سواء كزائرين، أو لترميمِ البيوت، ونَصب مأوى البقاء على أنقاضها هَربًا من “بُرودة” الاغتراب ومُعاناته، وظُلم ذَوي القُربى، وإهاناتهم أحيانًا أُخرى.

أربعة تَطوّراتٍ رئيسيّةٍ طَرأت على المَشهد السّوري في الأيام القليلة الماضية، يُمكن أن تُحدّد ملامح التّعافي هذهِ، والصّورة التي يُمكن أن تكون عليها “سورية الجديدة” التي ستَخرج من بين أنقاض الحَرب وسَفك الدّماء الزكيّة الطّاهرة:
الأول: استعادة الجيش العَربي السوري بمُساعدة حُلفائه الرّوس ومُقاتلي “حزب الله” مدينة “الميادين”، آخر أبرز معاقل تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، أو “داعش”، في مُحافظة دير الزور، بحيث لم تبقَ لها أيّ مَوضعِ قَدمٍ في الشّرق غير مدينة البوكمال على الحُدود مع العراق.

الثاني: خُروج مُعظم المُقاتلين السّوريين التّابعين لـ”الدولة الإسلاميّة” من مدينة الرقّة في حافلاتٍ خُضر إلى آخر مواقع “دَولتِهم” شَرق الفرات بعد وساطة لقياداتٍ مَحليّةٍ لحَقن الدّماء، ولم يَبق في المدينة التي اقتحمتها قوّات سورية الديمقراطيّة (قسد) غير جُيوب يَتمركز فيها المُقاتلون الأجانب الذين تم استثناؤهم من التسوية، ويُريدون القِتال حتى المَوت، بعد أن جَرى إغلاق كُل الخَيارات الأُخرى أمامهم.

الثالث: تَجاوب “الإدارة الذاتيّة” الكُرديّة في مناطق شمال شرق سورية مع المُبادرة التي طَرحها السيد وليد المعلم، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيّة السوريّة، قبل أيام أثناء زِيارته لموسكو، وتَضمّنت عَرضًا بالتّفاوض على إنشاء حُكم ذاتي داخل إطار الدولة السوريّة بعد القضاء على تنظيم “الدولة الإسلاميّة”.

الرّابع: مُطالبة السّلطات السوريّة نَظيرتها التركيّة بسَحب جميع قوّاتها من مُحافظة إدلب، ممّا يعني أنها لن تَقبل مُطلقًا بوجود أيِّ قوّاتٍ أجنبيّةٍ على أراضيها، هذهِ المُبادرة السوريّة الرسميّة، ورَد الفِعل الكُردي الإيجابي عليها، يَعكسان تَبلور ملامح سورية المُستقبل، سورية الجديدة، التي تَرتكز أُسس قِيامها على التعدديّة السياسيّة والعِرقيّة في إطار مَبدأ الشّراكة والتّعايش، واعتماد الحَل السّياسي والحِوار كحَلٍّ وحيدٍ للأزمة للوصول إلى الديمقراطيّة الحَقّة التي يَتطلّع إليها الشّعب السّوري بمُختلف تَوجّهاته.

عندما تُطالب السّلطات السوريّة بانسحاب القوّات التركيّة من مُحافظة إدلب، بعد أيّامٍ من الصّمت، اعتقد البَعض أنه دليلُ المُوافقة، فإنّ هذا يَعني أن هذهِ السّلطات تَشعر بالثّقة بالنّفس وبقُدراتها العَسكريّة أكثر من أيِّ وقتٍ مَضى، ولن تَقبل بوجود أيِّ قوّاتٍ أجنبيّةٍ على أراضيها ودون إذنٍ منها، وتَشعر بالرّيبة تُجاه النّوايا التركيّة، خاصّةً أن هذهِ القوّات دَخلت بالتّفاهم والتّنسيق مع قوّات “هيئة تحرير الشام” أو “النّصرة” سابقًا، المُصنّفة على قائمة “الإرهاب”، ودون إطلاق رصاصةٍ واحدة.

هذا التّعافي المُتسارع على أرضيّة الحِفاظ على الوحدة الترابيّة السوريّة، واستعادة الجيش السّوري السّيادة على مُختلف أنحاء البلاد، سيُؤسّس حتمًا للمُصالحة الوطنيّة والانطلاق في مَسيرة الإعمار، بشقيه الإنساني والمادّي.

الشّعب السّوري، أو الغالبيّة مِنه، استوعب الدّورس المُستخلصة من تَجربة السّنوات السّبع الماضية، وأبرزها الوعي بالمَشروع الأمريكي التّدميري لوَطنه، واستخدامه، أو البَعض من أبنائه، كأداةٍ لإنجاح هذا المَشروع.

التفاف الشّعب السّوري، أو غالبيّته السّاحقة، خَلف مُنتخب بِلادهم الذي تَفوّق في تصفيات كأس العالم الكَرويّة، رُغم ظُروفه الصّعبة، ولَعِبه خارج أرضه بعيدًا عن جَماهيره، من دون الفِرق الأُخرى، هذا الالتفاف له معنى رمزي لهم، ويُؤكّد لنا مُجدّدًا أن هذا الشّعب السّوري العظيم، صاحب الإرث الحَضاري الضّخم، يَستحق الحياة، الحياة الكريمة على أرضِ بلاده، وهو أهلٌ لها، وقادرٌ على النّهوض مُجدّدًا، وفي زمنٍ قياسي.

نعم.. سورية تتعافى.. نعم سورية تَتغيّر.. نعم الجُزء الأكبر من المُؤامرة يَتكسّر على أرضيّة الصّمود.. والحقائق على الأرض واضحةٌ للعَيان ولا تَكذب.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012