أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرد الصريح على توجه "كارنيغي "الصهيوني القبيح

بقلم : أسعد العزوني
17-10-2017 05:32 PM
بدأت 'تقابيح'صفقة القرن التي ناقشها الرئيس الأمريكي ترامب في قمم الرياض قبل نحو أربعة أشهر،بالظهور وبكل صفاقة ،ويتبناها ما يطلق عليه 'معهد كارنيغي للسلام'الأمريكي،ولعله أوغل في تزوير الحقائق وأولى جرائمه التزويرية أنه اطلق على نفسه صفة السلام ،مع انه يتبنى الطرح الصهيو-ماسوني ،وينحاز عن جادة الصواب ،ولو أنه وجد عينا'حمراء' عربية أو إسلامية لعدّل من مساره ،إنطلاقا على الأقل من ثقل العرب والمسلمين الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا بتأثير وزن القطمير.

اتحفنا هذا المعهد الصهيو-ماسوني بالأمس بمقال منحاز حتى النخاع للفكر الصهيوني القاضي بالسيطرة على فلسطين ،على أساس انها ارض بلا شعب لشعب بلا أرض، وصاحب المقال المستدمر الصهيوني هيلل فريتش الذي تحدث فيه عن حل صفقة القرن الذي يعطي فلسطين رسميا بتوقيع عربي –إسلامي صريح هذه المرة للصهاينة ،وإيجاد حكم ذاتي للفلسطينيين في الأردن ،أي أنه أعاد فتح ملف ما يطلق عليه 'الخيار الأردني'،الذي يتيح للصهاينة بسط نفوذهم على فلسطين.

جاء هذا المقال المسموم مليئا بالمغالطات التاريخية والمنطقية ،ويتحدث بلسان هيرتزل وجابوتنسكي وبيغن وشارون والنتن ياهو ،ولا يخجل صاحب المقال من نشر أكاذيبه وبثها في أوساط الرأي العام الأمريكي وأكثرها خبثا ونجاسة ان الحركات الفلسطينية فشلت في التقدم نحو حل الدولتين ،ولو ان هذا الصهيوني الأفاق يعلم أن هناك بعض الحيوية في أوساط الرأي العام الأمريكي ،وأوساط صناع القرار في أمريكا ،لما تجرأ على إجتراح مثل هكذا كذبة قبيحة تسيء لصاحبها ومن يمثله ،ولكنه يعلم علم اليقين أن الرأي العام الأمريكي موجه بإتجاه الخديعة الصهيونية بفعل مراكز الضغط اليهودي في واشنطن ،وعدم إستجابة الشعب الأمريكي لنداء الرئيس الأسبق قبل مئة عام فرانكلين روزفلت ،الذي ناشد فيه الأمة الأمريكية بعد فسح المجال لليهود كي يبسطوا نفوذهم على أمريكا حتى لا يتحول الأمريكيون إلى عبيد عندهم ،وها هي نبوءة روزفلت قد تحققت .

ألا يعلم هذا الكاتب الذي فتح له معهد كارنيغي الصهيوني الأبواب مشرعة للكتابة ،أن منظمة التحرير الفلسطينية قد وقعت إتفاقيات اوسلو سيئة الذكر وإعترفت بمستدمرة إسرائيل ؟ ثم هل يقنعنا هذا المستدمر المحارب بالقلم المسموم أنه لا يعلم من أبطل إتفاقيات اوسلو وجمدها حد الإلغاء؟وكذلك هل يعقل ان مثل هذا المستدمر المثقف لا يعلم ان حركة فتح في البدايات طرحت مشروع حل الدولة الواحدة ،وأنه تم رفضها من قبل قادته الإرهابيين؟

ولأنه يعي أنه يخاطب رأيا عاما مخدرا فقد إرتكب جرما لا يغتفر عندما قال أن طغيان نسبة اليمين في المجتمع الصهيوني بفلسطين يعيق الحل السياسي ،لأن اليمين الصهيوني يرفض بقاء الفلسطينيين في ديارهم ،ولعل هذه مخالفة إنسانية تتطلب عقابا دوليا لو كان هذا العالم طاهرا من الرجس الصهيوني.

وثالثة الأثافي يقول أن الظروف مواتية لأن المملكة منفتحة على هذا الخيار ،ولاأادري كيف خرج بهذه النتيجة ،لكنه يشطح في التحليل أن دليله على ذلك هو عدم قيام الحكومات الأردنية بتعديل دستوري بعد فك الإرتباط ،وحديث بعض الشخصيات الأردنية المتواصل بين الفينة والأخرى عن الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية ،وربما أعذره في هذه النقطة بالذات لأن هناك شخصيات أردنية فعلا من الباحثين عن 'هليلة 'تعيدهم إلى الأضواء ،يروجون للكونفدرالية.

وللإنصاف هناك رسالة واضحة مقصودة تدل على ما يتعرض له الأردن من شح في المساعدات الخليجية له في الفترة الأخيرة ،بتعليمات من واشنطن بطبيعة الحال ،ويقول المستدمر هيلل أن الخيار الأردني سيعيد الدعم المالي السعودي للأردن لإنشاء تحالف وكيان سني متاخم لسوريا،ولعل هذا المستدمر ما يزال يعتبرنا أغبياء لا نفك الحرف ،واننا لا نعرف أن المصائب علينا بدأت تنهال علينا بعد قمم الرياض .

أما التشكيك بالعلاقة بين النظام والشعب في الأردن ،فهذا مردود على أصحابه مجتمعين ،فمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية تروج لنفسها أنها واحة الديمقراطية الوحيدة شرق المتوسط،وان امريكا تدعي هي الأخرى انها المدافع الحقيقي عن الديمقراطية ،ولكننا نرى العكس على أرض الواقع ،وإلاماذا يعني تأليب الشعب الأردني على قيادته ،والضغط على النظام أن يتخلى عن 'الريعية '،وعتبنا ليس على أمثال هذا المستدمر او على معهد كارنيغي الصهيوني ،بل نعتب على وزير خارجيتنا الأسبق د.مروان المعشر الذي يحتل منصب نائب رئيس معهد كارنيغي ،وكيف سمح بنشر مثل هذا المقال الذي يعج بالترهات.

أختم أن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين ،والأردنيون إرتضوا بقيادتهم الحالية وتوافقوا عليها ،وهم الذين يحق لهم الحديث في هذا المجال ،كما ان الفلسطينيين لن يقبلوا بالحديث عن التقارب مع الأردن إلابعد عودتهم جميعا إلى ديارهم ،وعندها يشرفهم أن يكونوا اول طرف عربي يمارس الوحدة الحقة على أرض الواقع ،أما كونفدرالية صفقة القرن فهي مرفوضة حتى لو أبيد الجميع.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012