أخي بسام .
حلمتُ بأن الناس من نسلِ آدمٍ ... وأن جميع المسلمين سواسيهْ .
وأن أباهم كان في الأصل طينة ... وقد عُجنت في دقةٍ متناهيه .
تشكل منها آدم من أديمهـــا ... فأصبح صلصالاً من الجوف خاويه .
فها هو تمثالا من الطين واقفا ... وليس به شيء من الروح ساريهْ .
ومن نفخة الرحمن جاءته هزة ... فسار به سرٌ بلمحــة ثانيــــــــهْ .
وقيل لكل الناظرين له اسجدوا ... وكان جميع الحاضرين زبانيــهْ .
ومن بينهم إبليس ما كان ساجدا ... وصاحب نفس للثرى متعاليــهْ .
يتبع
هو الطين والصلصال كالطبل أجوف ... وإني من النار التي هي حاميهْ .
فقال له رب الوجود عصيتنــي ... وإني جعلت الكبرياء ردائيـــــهْ .
ومن يرتدي ثوبي يبوء بذلــــة ... تتابعــه في كل ركـــــن وزاويهْ .
فأصبح مطرودا على غير رجعة ... إلى يوم بعثٍ للخلائق ثانيـــهْ .
نعود الى الطين الذي صار ناظرا .. وصار له سمعٌ وحس وعافيه .
وصار له رأسٌ وقلــب وأضلـع ... يسير بجنات العلا المتراميـــــهْ .
وكان وحيدا يطلب الأنس قلبـــه ... ويبحث عن شيء به النفس لاهيه .
يتبع
ومن ضلعه المحنيُّ جاءت أنيسة .. فكانت أنيساً للقلوب وحانيــــهْ .
هو النشأة الأولى ومنها سلالـــــة ... تناسل منها أنفس متساويــــــه .
تتابع فيهــا نطفة بعد نطفـــة ... إلى يوم نفخ الصور في الارض باقيه .
فيا أيها الانسان ما زلت نطفة ... معلقة في بيضة متهاويــــــــه .
قرار مكينٌ قد تهيأ مسكنــــــا ... تطور فيه مضغة متعافيــــــــه .
تخلق منها العظم واللحم كاسياً ... وأسرار حبل السرِّ فيه بواقيه .
ومن بين أحشاء الصفاق ورحمها .. أتيت إلى الدنيا وأمك باكيه .
يتبع
ومن بين أحشاء الصفاق ورحمها .. أتيت إلى الدنيا وأمك باكيه .
ترعرعت في أحضانها متغذياً ... وسخر منها قلبها وهي راضيهْ .
وألقى لكم ظلاً على كل خلقـــه ... وذلل أنعامــاً إليك ثمانيــــــهْ .
فطورْتَ من عشق إليها سلالة ... تناسل منها كل باغٍ وباغيـــه ْ .
لتحمل ما بين الأنــــام قذارة .... ونفسك من خبث بها متعاليه ْ .
إذا كان لا شيء وصار كما ترى ... فما هو إلا آية منه باقيـه .
تراها على طول الزمان نواظرٌ ... وتدركها أذنٌ على السمع واعيه .
يتبع
فلما انتهى حلمي وعادت قرينتي ... علمت بأن المستحيل أماميه ْ .
فما زال عصر الجاهلية ظاهراً ... ولا زالت العنقاء في الناس باديه .
ولا زال فرعونٌ على النيل جالساً .. يراقب أوتاداً من الذل جاثيه .
ولا زال هاروتٌ ببابل نافخــــا ... وأسحار ماروتٍ بهم متتاليه .
ولا زال فيها عتبــةٌ وأميــة ... ولا زال حجاجٌ على الارض طاغيه .
ولا زال يزهو في المواكب قيصرٌ .. ولا زال يمشي في الجموع معاويه .
يتبع
ولا زال داوود على المُلك مالكـــاً ... يقدّر في أيدٍ من السرد قاسيه .
ألانَ له صلب الحديــد مطاوعــــا ... ليشبك أزراداً من الحرب واقيه .
له الخيل إن رفعت يديها صوافناً ... ليمسح أعناقا لها وهي جاريــــه .
وقال اعملوا يا آل داوود شأنكم ... على الأرض إن صرتم عليها دواهيه .
جنود سليمان من الجـــنِّ بعده ... تحوم على ارض الطهارة ثانيه ْ .
لتبحث عن محرابها وجفانهـــا ... وتنبش عن تلك القدور الرواسيه .
فما زال فيها هدهد مترقــــــب ... وما زال فيها نملـــــة متشاكيـــه .
يتبع
فما زال فيها هدهد مترقــــــب ... وما زال فيها نملـــــة متشاكيـــه .
وما زال في بعض الفساد بقية ... لتعلوا علواً في الخلائق ثانيــــــه .
وما زال مسرانا يئــنّ بحسرة ... وقد خطرت بلقيس في الماء حافيه .
فما زال فينا من يفوق على جحا ... وموقعه فوق الجبال الرواسيه .
ومن قدّم الفرد الخسيس أمامــه ... يؤخر نفساً في الورى متفانيــه .
يتبع
وإني على شؤمي ولؤمي وحسرتي .. أراقب أركاناً لنا متهاويــــه .
مساجدنا في العصر دوما حزينة ... وفي الظهر لا بأس وفي الفجر خاويه .
ومغربنا بعد العشاء مُعاتبــــــاً ... وما بعده وتراً ولترا وهاويـــــه .
وفي الجمعة الغراء صوت ولجّة .. ولكنها رغم التكاثر خاليــــــه .
فما زال سحبان بن وائل خاطباً .. ومستعرضاً فوق المنابر داعيه .
له خُطب من نار سمٍ يؤجهــــــا ... ويرسلها ريحاً على الناس عاتيه .
على كل محتلٍ وباغٍ وظالــــــم ... تكون صواريخاً من الجوّ شاتيه .
يتبع
على كل محتلٍ وباغٍ وظالــــــم ... تكون صواريخاً من الجوّ شاتيه .
وما الصوم إلا أكلــة بعد سكرة ... وليل سحور بين عود وغانيــه .
وليس على الدنيا زكاة بأسرهــا ... فكيف على ضلعٍ وزرع وخابيه .
ومن حج عاماً ثم عاد ملبيـــــاً ... ليخرج مولوداً من الرحم ثانيــــه .
فقد ملّ من تكرار حج مقامـــه ... وقد ملّ محراب وركن يمانيــــه .
وقد صار دين الناس ثوب ولحية ... وشيخ وسروال وشعر وناصيه .
يتبع
ومسك ومسواك وتمرٌ وخمرةٌ ... ومسبحة حباتهــــا متساويه .
إذا طال حبل الكذب فينا فإننا ... تزيد سوارينا على كل ساريه .
وقد صارت الحسناء تنثر شعرها .. على عرض أرداف لها متلاقيه .
وأجيالنا تمشي على غير وجهة ... تكلم أرواحا لها وهي ماشيه .
وليس من الاسلام فينا بقيـــــــة ... فكيف تعود القدس والنفس خاويه .
فلا زال تيــه بعد تيـــــه يقودنا ... إلى كل صحراءٍ لنا متراميــه .
ولا زال بسام يغنـــي لوحده ... وليس له من سامع غير ذاتيــــه .
مع الشكر
وليعذرني أخي بسام إن وجد بعض الأخطاء
فقد كُتبت دون تدقيق .
الشكر الكبير ; للكبير بسام الياسين ,فدوما أجد في هذا الرجل لسان حالنا.
فعلا لقد أسلمنا مفاتيح نجاحنا الى نخبة منحطّة ,وتركناهم وقد اداروا المشهد السياسي ,فكتبوا لنا أجندتنا الوطنية بكل مفرداتها وكانوا ممن اوصلوا البلاد الى ما هي عليه,وبكل صفاقة نجدهم اليوم في خانة "المعارض السياسي" يعتلون منبر الواعظ ويلبسون ثوب الاصلاح ,أصلاح ماذا ؟!
لا ادري ما هي ضالتهم المنشودة ؟! هل هي محاولة غسيل النفس ؟
أم استمراء دور الصبي "الكارنغي" ؟
أم يسيل لعابهم على ما تقدمه ألـ (NGO's)؟
أم كلها مجتمعة ؟
استاذنا الكبير:
سيبقى هؤلاء القاسدون واللصوص يتعاملون معنا بصلف وغرور وقلة حياء ما دمنا نستقبلهم ونجاملهم وندعهم يتصدرون مجالسنا بل ان بعض الرعاع التافهين يلتقطون الصور معهم فرحين .... فكيف تريد لهؤلاء اللصوص ان يرعووا بل انهم سيستمرون بمقارفاتهم بل وبتربية ابنائهم ليمارسوا نفس ادوارهم وعلى حساب ابنائنا اذا لم نبادر الى نبذهم ومعاملتهم بمستوى لصوصيتهم وفسادهم على الاقل حتى يتعلم ابناؤنا ولا يتعرضوا لما تعرضنا له على ايدي ابناء هؤلاء اللصوص الفاسدين.
((( الاحترام كله لشاعر فلسطين المبدع ، شاعر الاردن الكبير...شاعر الصحراء...صاحب الكلمة الطلقة والقصيدة الاغنية والتحايا المقرونة بالمحبة للمهندس عمر ابراهيم على كلماته الجريئة والشوق الكبير لاخي وصديقي ابو نهار الوطني الغيور...سلم الاردن لاهله والعار للفاسدين الاشرار )))