أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب...شكرا دونالد ترمب

13-12-2017 07:15 PM
كل الاردن -


{جاء الربيع العربي بصورة غير متوقعه ونجح في بداية الأمر حتى قلب الطاولة كما يقال على كل الحسابات الغربية، ولكن هيهات أن يترك الصهاينة وأعوانهم من الغرب المتصهين ذلك الربيع، فقد استطاعوا أن يحولوه إلى جحيم عربي اراح جيوش الغرب والصهاينة وعلى نفقة العرب من مهمة التدمير الممنهج لدولهم وافساح المجال للخطوات السياسية التي كان الصهاينة ينتظرونها عقودا من الزمن}


منذ اليوم الأول لإعلان الرئيس الأمريكي لقرار بلاده نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والاعتراف بأن القدس العربية العاصمة الموحدة للكيان الصهيوني، 'كان أول تعليق لي' على هذا القرار هو 'رب ضارة نافعة' ويجب أن نشكر ترمب على قراره التاريخي في نظره وحسب اعتقاد قادة الكيان الصهيوني، ولكن الحقيقية هي غير ذلك فقد أعاد ترمب 'البوصلة' العربية والإسلامية إلى اتجاهها الصحيح بعد الانحراف الخطير لعدة سنوات خلت.

بعد الغزو الأمريكي والصهيوني للعراق الشقيق بدا واضحا أن الهدف ليس ازالة الرئيس صدام من الحكم، بل البدء بتدمير الأمة العربية وخاصة الدول ذات التأثير العسكري والاقتصادي واستهداف والعمق الاستراتيجي لمعظم الأقطار العربية وتفكيك تلك الدول وخلق صراعات عرقية وطائفية لا تنتهي بانتهاء النظام الحاكم كما يعتقد عامة الناس في ذلك الوقت، بل لتمهيد الأرضية لقرارات مصيرية تخدم الكيان الصهيوني واستنزاف خيرات هذه الأمة لعشرات السنين القادمة.

جاء الربيع العربي بصورة غير متوقعه ونجح في بداية الأمر حتى قلب الطاولة كما يقال على كل الحسابات الغربية، ولكن هيهات أن يترك الصهاينة وأعوانهم من الغرب المتصهين ذلك الربيع، فقد استطاعوا أن يحولوه إلى جحيم عربي اراح جيوش الغرب والصهاينة وعلى نفقة العرب من مهمة التدمير الممنهج لدولهم وافساح المجال للخطوات السياسية التي كان الصهاينة ينتظرونها عقودا من الزمن.

عندما اعلن ترمب قراره لم يخطر في باله ومستشاروه أن يكون هناك رد فعل عربي وإسلامي وحتى دولي بهذه الصورة، لا بل لم يعتقد أن القضية العربية والإسلامية ما زالت حية في ضمير الشعوب العربية والإسلامية وحتى الانسانية، ولو كان يعتقد غير ذلك لما أقدم على قراره العنصري وترك الأمر ربما لسنوات قادمة على أمل أن تنسى الشعوب مقدساتها كما هي الأنظمة الحاكمة في معظمها.

اليوم وبعد أن أعاد ترمب 'قضيتنا الأولى إلى الصدارة فلا بد من توجيه شكر للإدارة الأمريكية فما قامت به تعجز عنه كل الأنظمة العربية بعد أن فقدت مكانتها أمام شعوبها ومصداقيتها سنوات طويلة، وتاجر البعض بقضيتهم من أجل البقاء على عروشهم، وبنفس الوقت يلتهم الكيان الصهيوني الأراضي العربية ويهود المقدسات ولا يجد غير الاستنكار الرسمي والتخدير الشعبي من قبل انظمتهم.

اليوم ترتقي الشعوب العربية وتترفع فوق خلافاتها الداخلية وتضطر معها الأنظمة الحاكمة لإعادة توجيه البوصلة تماشيا مع الشعوب، ولا استبعد أن يكون هناك تغيرات كبيرة في المواقف الدولية مع القضية العربية الفلسطينية خاصة مع بروز قوى دولية مؤثرة في الملفات الخاصة بمنطقتنا مثل روسيا فلاديمير وتباعد في الموقف الأوروبي الأمريكي والذي بدا واضحا من التصريحات الأخيرة على قرار ترمب.

اخيرا لعلي اتمنى أن يستمر الزخم الشعبي العربي والإسلامي كدافع لكل الأنظمة العربية والإسلامية حتى لا تتراجع أمام أي ضغوط خارجية عليها وحتى تؤثر في القرارات الدولية في قادم الأيام، ولا استبعد أن تكون تلك التطورات سببا في لملمة الشأن الداخلي لبعض الأقطار العربية كون الخطر القادم اليوم لا يتوقف عند فلسطين والمقدسات بل يستهدف الأمة بكل مقوماتها وتاريخها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-12-2017 08:28 PM

عاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
14-12-2017 05:12 AM

لقد قال روزفلت أحد ركّاب الباخرة كوينسي في البحيرات المرّة بأنه " لا يوجد في السياسة شيئ إسمه صدفه " , فالربيع العربي الذي جاء على إثر أحداث 911 وإحتلال العراق وظهور الإرهاب مجددا بإسم مجدد كان من وسائل التسخين و الطرق لتسوية أقسى المعادن المقاومة للطرق مع المعادن الليّنة المعتدلة لطراوتها مثل الالمنيوم والزنك و الرصاص المكتشفة في الخليج العربي منذ مطلع القرن العشرين , ولهذا رأينا القرون تتلاقي في القرن الحادي والعشرون مع صفقة القرن تنبعث من قرن الشيطان الذي جنّد أول المجندين للذهاب الى القدس ( أدهم وانور ) وليس الى تل ابيت لتوقيع رأس المسبحة على إتفاقية مع العدو الصهيوني الذي ساند قيام المشيخات لتسود من ذاك القرن في هذا القرن بناء على تقارير غزوات جحافل المستشرقين الذين أسلموا في الوثائق العربية وبرعوا في المعابد الصهيونية .

3) تعليق بواسطة :
14-12-2017 05:29 AM

ولذلك نرى البيان الختامي لمنظمة التعاون الاسلامي قد ركّز على المبادرة العربية التي نُسجت في منطقة القرن لتكون وثيقة أهم من وثائق الامم المتحدة الذين يدركون النتائج قبل إدراجها , وان اهم المطالب الرئيسية لحل تلك القضية قد غاب من سطرها ألا وهو عودة اللاجئين والحق الذي لا يمكن التنازل عنه مهما طال الزمن بغطاء من المشاريع ونيوم ونحن ندرك ان ذلك مجرد دخُان في العيون وإصطناع غيوم .. وهم يرون انهم قد ينجحون بعد إطالة مدة الإفقار والتجويع المرسوم .

4) تعليق بواسطة :
14-12-2017 09:17 AM

ما قام به ترامب هو بطلب من الحكام العربان المتصهيمين ودفع له المال ايضا حتى يقوم بهذا العمل واكثر .. من اجل ان يبقوا في مناصبهم وكراسيهم ويحكموا .
غدا ستراهم يتقاطرون ليحجوا الى واشنطن وبحجج واهية .

5) تعليق بواسطة :
15-12-2017 05:03 PM

نتاىج قمة اسطنبول لا تختلف عن مضامين المبادره السعوديه بقمة بيروت واللتان تباركا للصهيوني سيطرته على فلسطين وما قام به ويقوم به من قضم للاراضي وهدم وسجن وقتل وطرد ومخططات اخرى . الجواب الصهيوني سيستمر بمخططه بالاستيلاء والطرد والسجن والتجويع. يا امة الضعف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012