أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


القدس تعزل واشنطن.. والمقاومة طريقنا إلى الدولة

بقلم : سلامه العكور
19-12-2017 05:00 PM
هذه الهبة الشعبية الواسعة فلسطينيا وعربيا وإقليميا ضد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها ، قد أثمرت ثمرا يانعا ..فهي بصدد الإستمرار وصولا إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في جميع ارجاء فلسطين التاريخية في إطار المقاومة الباسلة أولا.. وتحقيق وحدة وطنية صلبة ومتينة ثانيا ..وانطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية والنخب والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية من سباتها الطويل للتلاحم عمليا في ميدان المواجهة الشاملة ضد جنود الإحتلال الصهيوني العنصري وبدون تردد أو تلكؤ أوهوادة ثالثا..

وهكذا يصاغ مشهد المواجهة المتصاعدة في مختلف المدن والأرياف الفلسطينية ذودا عن عروبة القدس وإفشالا مدويا لقرار الرئيس ترامب وتطويقا لمحاولات حكومة نتنياهو في مساعيها ودعواتها لدول المعمورة كي تنقل سفاراتها إلى القدس.. إن هذه الهبة الشعبية الفلسطينية التي شملت مناطق الـ 48 وقطاع غزة والضفة الغربية ومناطق الشتات كانت حتى اليوم مكلفة جدا للشعب الفلسطيني ..حيث ارتقى حتى اليوم مئات الشهداء وأصيب آلاف المناضلين ..ولكنها مكلفة أكثر بأضعاف مضاعفة للإحتلال الصهيوني ماديا بقضه وقضيضه ..حيث توظيف آلاف الجنود وزجهم في الميدان لمواجهة فرسان الهبة الشعبية المجيدة ..وحيث زعزعة الأمن والأمان وسيطرة الخوف والهلع في اوساط الصهاينة وقطعان المستوطنين ..ناهيك عن سقوط غطرسة نتنياهو وأركان اليمين العنصري في حزبه وحكومته ..أما إدارة الرئيس الامريكي ترامب فيرشحها المراقبون والمحللون السياسيون الامريكيون والغربيون للوقوع في دوامة الإرباك والتخبط وانفضاض أزلامها الوصوليين والانتهازيين من حولها ..اللهم إلا إذا تراجعت عن قرارها الأحمق ولحست تصريحاتها البلهاء ..وفي ضوء هذا المشهد التاريخي لما انجزته هذه الهبة الشعبية الفلسطينية الباسلة والتي بموازاتها شهدت عواصم ومدن عربية واسلامية وصديقة تظاهرات حاشدة وحراكات نشطة منددة بقرار ترامب ومعلنة تضامنها مع كفاح الشعب الفلسطيني واعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين ..نقول في ضوء هذا المشهد متسائلين : ما العمل ؟..وماذا يترتب على القيادة الفلسطينية من مواقف وإجراءات وبرامج تكون تتويجا لهذه الهبة الشبية المجيدة وتلبية لمطالب مفجريها من فرسان ومناضلين بواسل ؟..حيث أنهم طالبوا بإنجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس وبترسخ نسيج الوحدة الوطنية وبإلغاء اتفاقات أوسلو مع العدو الصهيوني وسحب الإعتراف بدولته العنصرية وإنهاء التنسيق الأمني معه ..والعمل على تصعيد الإنتفاضة وصولا إلى انتزاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على ترابه الوطني المحرروعاصمتها القدس.

أما النظام الرسمي العربي فإن عليه أن يختار بين الاستمرار في إذعانه للإملاءات الامريكية التي هي بالاساس مطالب اسرائيلية والتورط في تنفيذها على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما سميت 'صفقة القرن'أو غيرها من صفقات ،أو اتخاذ موقف جديد بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية ويكون في خدمة المصالح العليا للأمتين العربية والاسلامية بجميع شعوبها ..وفي صالح الأمن القومي العربي بصورة خاصة ..إن على أنظمة الحكم العربية مراجعة سياساتها وانحيازاتها السابقة ومراجعة دورها الذي طالما ألحق أضرارا جسيمة في مصالح أمتها والتنازل عن الكثير من حقوق شعوبها وكرامتها ..والتخلي عن استمرار رهانها على الدور الامريكي في معالجة قضاياها وبخاصة القضية الفلسطينية ..علما أن الشعب الفلسطيني بقيادته الرسمية قد اعتبر الولا يات المتحدة الامريكية غير مؤهلة وسيطا في أية محاولة أو مبادرة لتحقيق السلام العادل في المنطقة ..وذلك لانحيازها المطلق للكيان الصهيوني العنصري ..وإذا ما استمرت عل هذا النهج البغيض فإن مصالحها في المنطقة ستكون في مهب الرياح العاتية ..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012