أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السيستاني فقيه العراق

بقلم : د. فهد الفانك
20-12-2017 11:33 PM
رئيس وزراء العراق (العبادي) حقق نجاحات مهمة على الصعيد السياسي أو العسكري، وكان آخر تصريحاته يعلن تطهير العراق بأكمله من داعش الإرهابية، والسيطرة على جميع الحدود.

هذا النجاح أعطى الرئيس العراقي قوة وقدرة على اتخاذ القرارات والصمود في وجه الضغوط من أي مصدر جاءت. آخر المصادر الضاغطة كان أية االله علي السيستاني، الذي طلب شمول المليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) في الجيش العراقي وأجهزة الأمن، أي أن المقصود هو السيطرة على الجيش العراقي نفسه الذي ما زال له نفس قومي عربي لا يمكن طمسه.

في رسالة إلى رئيس الحكومة، طرح السيستاني، نفسه هذه المرة كآمر للحكومة ليقوم بدور الفقيه الذي يتمتع بسلطة مطلقة لا يعرف مصدرها وترقى فوق سلطة المسؤولين المنتخبين.

نموذج الحكم في إيران يراد الآن تعميمه على المناطق العربية الواقعة تحت هيمنة إيران ، ومن الطبيعي أن يأتي العراق في المقدمة، ليس فقط بسبب الاغلبية الشيعية بين السكان، بل أيضاً لأن إيران هي الأقرب جغرافياً من العراق، الذي ينظر إليه باعتباره الساحة الخلفية التي تتحرك فيها الرموز الإيرانية.

من بعيد يبدو كأن الحكم في إيران رئاسي ديمقراطي برلماني. فهناك انتخابات رئاسية ومجلس نواب منتخب، ولكن الترشح ليس متاحاً إلا لمن يرضى عنه الفقيه، مما يعني عملياً أن الفقيه هو الذي يختار الرئيس وباقي المسؤولين، وله حق الفيتو، ويعتبر سلطة نهائية مسؤولة أمام االله فقط على طريقة حكام العصور الوسطى. إذا انصاع الرئيس العراقي لفتوى الفقيه فإن ذلك يعني وضع العراق بأكمله تحت وصاية الحشد الشعبي الذي أعطى نموذجاً للحكم يقوم على الانتقام والعنف.

إمكانيات نجاح السيستاني في العراق موجودة، ولكنها ليست مفتوحة بدون مقاومة، كما أن نظام الفقيه ليس من المحتمل أن ياخذ فرصة في سوريا، ومن هنا اتجهت الأنظار إلى اليمن الذي تخدم السيطرة عليه عدة أهداف، الاول طرح بديل لأنظمة الحكم الراهنة، والثاني محاصرة السعودية من الجنوب والوصول إلى حدودها، والثالث توسيع رقعة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها القوة الإقليمية التي يجب أن تؤخذ بالحساب.

يقول العراقيون إنهم لم يتخلوا عن العرب ولكن العرب تخلوا عنهم ، بل إن البعض قاطع العراق باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من إيران ونظام حكمها. السيستاني يقدم نفسه فقيه العراق ليس دينياً أو طائفياً فقط بل سياسياً أيضاً.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012