23-12-2017 05:15 PM
كل الاردن -
*ملحوظة
في ظل الأحداث التي تجري حاليا في الشرق الأوسط وتجلي الأبتزاز الأمريكي لبعض الدول لاسيما العربية والإسلامية منها،ارتأى موقع 'كل الأردن'، إعادة نشر مقال الزميل خالد المجالي الذي نشرفي تاريخ 3/4/2017.
{سأتحدث فقط عن دور الأنظمة العربية اليوم وهي تسعى جاهدة للتقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة، وهي تدرك تماما حجم الابتزاز الأمريكي لها، خاصة بعد أن سمحت سنوات طويلة لروسيا وإيران بدخول المنطقة وتهديد أمنها ثم تدميرها حتى تأتي اليوم الإدارة الأمريكية كمنقذ لما تبقى من تلك الدول والأنظمة المرعوبة كما فعلت عندما 'شجعت' بطريقة غير مباشرة دخول صدام حسين للكويت}
المتابع للسياسة الامريكية الخارجية منذ منتصف القرن الماضي وحتى نهاية العام الماضي يدرك تماما الأهداف الواضحة للسياسة الأمريكية الخارجية وخاصة ما يخص منطقتنا العربية وربما شمال امريكا الجنوبية وبعض الدول الآسيوية، حيث حددت الأهداف الاستراتيجية بشكل واضح بحيث تدعم اقتصادها أولا ثم تخدم الكيان الصهيوني ثانيا وعملائها من الأنظمة في تلك الدول.
السياسة الأمريكية اعتمدت على 'القوة العسكرية والمالية' أولا ثم انطلقت بعد ذلك لجني الأهداف الاستراتيجية من المناطق والدول المستهدفة، حتى أصبحت تحكم معظم تلك الدول من خلال سفرائها وضباط الارتباط فيها، دون الإعلان بشكل رسمي عن ذلك وبدون التصريح عن الابتزاز الكبير لتلك الأنظمة ونهب خيرات تلك الدول وبالتأكيد التدمير الممنهج لصالح الكيان الصهيوني الذراع العسكري والأمني المتقدم لها في منطقتنا.
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد لم تعجبه تلك السياسة واستخدام المصطلحات السياسية المهذبة نوع ما بالتعامل مع الأنظمة العربية وبعض دول العالم الثالث، فقد قرر أن يتعامل بصورة علنية متحديا العرف الداخلي الأمريكي المتحفظ بالإعلان بشكل رسمي عن السياسة الأمريكية، ضاربا بعرض الحائط أي ردود فعل عربية أو دولية على الإعلان رسميا عن سياسة الابتزاز الأمريكي والأهداف الاستراتيجية مثل دعم الكيان الصهيوني.
لن ادخل بنقاش حول ما تسرب من معلومات عن لقاءات ترامب مع قادة عرب أو الاتصالات التي تمت معهم، خاصة تلك التي تتحدث عن إلزام بعض الدول بدفع عشرات المليارات للدولة الأمريكية وصفقات الأسلحة القادمة ودعم المشاريع الداخلية في أمريكا على اعتبار كل ذلك 'ردا للمعروف الأمريكي' في خدمة المنطقة أو بالأخص الأنظمة الحاكمة، وكان ما قد تم دفعه خلال السنوات السابقة لم يكن من أموال وثروات تلك الدول؟.
سأتحدث فقط عن دور الأنظمة العربية اليوم وهي تسعى جاهدة للتقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة، وهي تدرك تماما حجم الابتزاز الأمريكي لها، خاصة بعد أن سمحت سنوات طويلة لروسيا وإيران بدخول المنطقة وتهديد أمنها ثم تدميرها حتى تأتي اليوم الإدارة الأمريكية كمنقذ لما تبقى من تلك الدول والأنظمة المرعوبة كما فعلت عندما 'شجعت' بطريقة غير مباشرة دخول صدام حسين للكويت
نتذكر قبل أيام مؤتمر القمة العربي وبيانه الختامي المكرر وكأن حكامنا خارج السياق التاريخي ولم يتعلموا طيلة سنوات حكمهم غير البحث عن من يستغلهم ويفرض شروطه عليهم، وكم كنت أتمنى أن يكون هناك صوتا واحدا في القمة يرفض الانصياع والهرولة للغرب وخاصة الولايات المتحدة ويطلب موقف عربي موحد يؤكد أن التضامن العربي فقط هو الطريق لحل قضايا المنطقة والدفاع عن مصالحها وحتى تحرير المحتل من أرضها، فالتاريخ اثبت أن الأعداء هم شركاء من الكيان الصهيوني والغرب الساعي لتدمير هذه الأمة ونهب خيراتها.
ولعل اختصر مقالي بالقول بأن الضعف والهوان للأنظمة العربية ولن أقول الشعوب هو السبب الأول الذي سمح للإدارة الامريكية بهذا الابتزاز المعلن، لا بل أخشى أن تصل الأمور إلى التسابق من قبل أنظمتنا الحاكمة لدفع ما هو أكثر من خيرات الأوطان 'للكاوبوي' الأمريكي فقط من أجل بقاء تلك الأنظمة وما يحصل اليوم من تحول الموقف الأمريكي في الملف السوري ما هو إلا أكبر برهان على السياسة الأمريكية التي لا تخدم إلا دولتها وربيبتها إسرائيل.