أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قرار مقابل قرار

بقلم : د. فهد الفانك
08-01-2018 09:55 AM
لخص الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقف العربي المطلوب تجاه القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة أميركا إليها. الموقف الذي يقترحه الأمين العام هو أن يصدر العرب قراراً مقابل القرار الأميركي ، وأن يعترف العرب بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية مقابل اعتراف أميركا بأنها عاصمة إسرائيل.
في الظاهر يبدو هذا الحل منطقياً ومتوازناً ، فما تفعله أميركا وإسرائيل يمكن الرد عليه بنفس الطريقة: قرار مقابل قرار ، الفرق الوحيد الذي لم يشأ أن يلاحظه الامين العام هو أن قرار أميركا وضع موضع التطبيق ، في حين أن القرار العربي المطلوب لا يزيد عن تأكيد قرارات المجتمع الدولي ، وهي أقوى من القرار العربي الذي لا يضيف جديداً.
هناك فرق بين قرارات أميركية على الأرض وقرارات عربية على الورق ، خصوصاً وأن القرار العربي بهذا المعنى لا يأتي بجديد فهو يكرر أو يؤكد قرارات دولية بقيت على الورق سنوات طويلة لغياب من يحولها إلى واقع ، كما تفعل إسرائيل.
وإذا كانت القرارات الدولية لم تنفذ بل بقيت على الورق فلماذا يعتقد الأمين العام أن القرارات العربية سوف ُتنفذ ، من ينفذها وكيف؟.
يقال أن العرب يجب أن ينتدبوا قوة أخرى غير أميركا للقيام برعاية السلام ومحاولة الوصول إلى حل عادل. والواقع أن القرار الأميركي الأخير يعني عملياً أن أميركا تخلت عن دور الوسيط النزيه واختارت أن تقف إلى جانب إسرائيل بالحق والباطل.
السؤال إذن ما هي الجهة البديلة المقبولة للجانبين؟ يخطر بالبال قوتان هما أوروبا وروسـيا ، أما أوروبا فقد اختارت حتى الآن موقف من يدلي برأي له وزن سياسي وأخلاقي ، ولكنها ليست متحمسة للتورط عملياً في حل معضلة غير قابلة للحل. وأما روسيا فمن الأرجح أنها ليست مقبولة لإسرائيل.
ليس هناك حل قريب في متناول اليد، والحد الأقصى لفائدة التحرك الرسمي والشعبي الراهن لصالح القدس أنه يخدم غرضاً مهماً هو قطع
التقادم على احتلال القدس أو تهويدها بانتظار تغير الظروف العربية والدولية.
وبانتظار ذلك لا بد من دعم عرب القدس ليتمكنوا من الصمود ، فالمعركة على القدس بعد الآن ديمغرافية بامتياز.

(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012