أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عن انتصارات إيران في المنطقة وحقيقتها

بقلم : ياسر الزعاترة
21-01-2018 11:11 AM
تحدثنا في مقال سابق عن زفة “القضاء على داعش” التي شارك فيها أركان النظام الإيراني، ومعهم بقية الأتباع والأذرع في المنطقة، وهنا في هذه السطور نتحدث عن زفة أخرى، لكنها تضم هذه المرة الكثير من المحللين الأجانب، إضافة إلى أركان النظام الإيراني وبقية الأتباع.
لسنا نبيع الوهم إذا قلنا إن الانتصارات المذكورة لا تستحق الاحتفاء إلا بمنطق تعويض بعض الخسائر، وهي تنبني على أوهام أكبر.
مشكلة إيران هي أن ما تحقق لها هنا وهناك، لا زال يغريها بمزيد من العدوان، من أجل مطاردة أمل كاذب بإنجاز مشروع التمدد والهيمنة، وإعادة النظر في حقائق التاريخ والجغرافيا في المنطقة، وصولا لاستعادة ثارات تاريخ قديم لا صلة له بالحاضر إلا في العقل المذهبي المريض.
من يحاول أن يتذكر حال إيران في 2010، مقارنة بالحال الآن، هو وحده من يمكن أن يتعامل مع كلامنا بهذا من دون القول إننا نبيع الوهم.
في 2010 كانت إيران تسيطر على العراق عمليا، وقبِل العرب السنّة الدخول في العملية السياسية مقرّين بزعامة الشيعة للدولة، والذين كان أكثرهم حينها موالين لإيران؛ بخاصة رئيس الوزراء حينها (المالكي).أما في سوريا فكانوا سادة البلد، وفي لبنان لم يكن الأمر مختلفا بعد اغتيالهم للحريري.
جاء ربيع الشعوب العربية، فوصفه خامنئي بأن صحوة إسلامية، وما إن وصل إلى سوريا حتى تحوّل في خطابه، وبقية الأتباع إلى “مؤامرة أمريكية صهيونية”.
لم يحكّم خامنئي العقل، فدفع المالكي نحو مزيد من الإقصاء والطائفية، فاندلع الحريق في العراق من جديد، فدُمّر البلد واستنزفت ثرواته. وليس هذا كل شيء، فقد أدرك كثيرون في العراق تبعا لذلك أن البلد لن يعرف الاستقرار في ظل تبعيته لإيران، وما تأسيس الحشد إلا لتكرار تجربة حزب الله في لبنان، مع فارق الأقلية هناك، والنسبة الأكبر بكثير هنا.
اليوم هناك كثيرون في العراق يرفضون التبعية لإيران، والتحالفات الانتخابية الجديدة تشير إلى شيء من ذلك، ، فأين كان الحال في 2010، وأين صار الآن؟!
في سوريا تورّط الإيرانيون؛ ليس في نزيف كبير جدا أكل من ثروات شعبهم المتعب الكثير الكثير (شعارات الاحتجاجات الأخيرة تأكيد على ذلك)، بل في عداء واسع النطاق مع غالبية الأمة، حتى بالكاد صار بالإمكان إقناعهم بتقديم عداء المشروع الصهيوني على المشروع الإيراني. ومن يعادي غالبية الأمة لن يكسب بأي حال، ولو امتدت المعركة مئة عام.
كان بوسعهم أن يتصالحوا مع الشعب السوري بالوقوف على الحياد؛ لكنهم أشعلوا حريقا صبّ في صالح الصهاينة، وهم من عسكروا الثورة بقرار واضح لتسهيل اتهامها بالإرهاب، وحين فشلوا جاؤوا بروسيا. فهل ستعود سوريا بعدما جرى تابعة لإيران كما كانت من قبل؟ واهمٌ من يقول ذلك، وواهمٌ من لا يرى علاقة بوتين الحميمة بالكيان الصهيوني، وحساباته التي تختلف عن حسابات إيران، بخاصة فيما يتعلق بضرورة الإسراع بوقف الحرب. ولا تنس هنا وجود أمريكا العسكري، والذي جاء نتاج الحرب أيضا.
سوريا لن تستقر أبدا من دون حل يرضي غالبية الشعب، وفي زمن العنف الرخيص سيبقى النزيف متواصلا في ظل ثارات لا تنتهي، ولا تسأل قبل ذلك وبعده عن طول المعركة، ولا عن مشكلة الأكراد، ولا مطالب الصهاينة وغير ذلك، وفي المقدمة قصة الإعمار، ومن الذي سيدفع كلفتها؟!
الخلاصة أن انتصار إيران في المنطقة هو انتصار بطعم الهزائم والنزيف، وبطعم العداء مع غالبية الأمة، وهو لن يكتمل بأي حال، وجل ما سيفعله هو إطالة النزيف حتى يتجرّع خامنئي كأس السمّ، ويقبل بكلمة سواء تحفظ مصالح شعوب المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية، وبعيدا عن خدمة مصالح الصهاينة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-01-2018 01:58 PM

وكأنّك الأفهم والأروع والتقي وانت عكس ذلك --- كلنا بقر ما عدا حضرتك يا شروة ماء آسن

2) تعليق بواسطة :
21-01-2018 10:32 PM

- المتأسلمون لا يسمعون الا صوت انفسهم . لا يقرأون الواقع - هم لا يرون الواقع على الاطلاق .

- يظهر انهم يجهلون ان هناك فضائيات وانترنت ولم نعد نعيش مع ابي جهل وابي لهب.

3) تعليق بواسطة :
22-01-2018 07:53 PM

إلى مزابل التاريخ الخونج ومن لف لفّهم من جماعات الإسلام السياسي. طعم الهزيمة والإنكسار مُر يا ياسر زعاترة أليس كذالك؟ لولا إيران لكانت بقية أهلك في فلسطين في خيم في كندا وصحاري نيفادا! لولا إيران لما تحررت غزّة وجنوب لبنان! هذا وأنت فلسطيني تقول عن من يناصر قضيتك وقضية أهلك هكذا، أو يُؤتمن من هم على من شاكلتك على الأردن الذي يستضيفون من هم على شاكلتك كلاجئين؟! هذا جزاء إيران التي سحبت إعترافها بالكيان الصهيوني منذ ما يقرب الأربعين عاماً، والشعب الإيراني المنهك الذي تتهكم على إنهاكه وعذابه، هو نتيجة المقاطعات والحصار الدولي عليه لموقفه من القضية الفلسطينية ورفضه الخضوع والخنوع للهيمنة الأمريكية. لم لا تذكر لنا محاسن المبادرة العربية للسلام وتسليم القدس كاملة للكيان الصهيوني؟! أهي أيضاً من أفعال إيران؟! ما رأيك بال ٤٨٠مليار التي لهفها ترامب من السعودية؟! أتحصل مهازل كهذه مع إيران؟! بينما جماعتك تتراكض لإستمرار المفاوضات بعد تسليم كامل القدس وترتيبات الكيان الصهيوني لتهويدها كاملة مع الضفة، إيران تتواصل مع الداخل الفلسطيني لتسليحهم وتثبيتهم في أرضهم! فلسطين برآء منكم يا هَمل!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012