أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : تغول حكومي وحراك شعبي خجول

07-02-2018 08:00 PM
كل الاردن -

منذ ايام تشهد الساحة الاردنية عودة خجولة ' للحراك الشعبي ' الرافض لفرض مزيد من الضرائب ورفع الاسعار المستمر منذ عدة سنوات دون ان يرافق ذلك اي زيادة على رواتب العاملين في القطاع الحكومي تحديدا والمتقاعدين مما افقدهم الكثير من قدرتهم الشرائية وهو ما ينعكس بشكل مباشر او غير مباشر على مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية في الدولة وبالتالي على مقدار دخل الحكومة من تلك الموارد .

ما يلفت النظر الغياب شبه الكامل للاحزاب والنقابات المهنية والعمالية وحتى العديد من النشطاء عن تلك الاعتصامات او الوقفات الاحتجاجية مؤخرا في خطوة يعتبرها البعض مؤشرا على فقدان الامل بأي اصلاح او تجاوب رسمي مع مطالبهم لعدة سنوات خلت ، دون ان يدرك البعض خطر غياب تلك الفئات عن الحراك ' العفوي ' .

لا استغرب اذا اعتقد بعض من يجلسون على ' كراسي ' السلطة ان غياب مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء مؤشر ايجابي وربما يعتبر بنظرهم نصرا قد تحقق في زمنهم وهم لا يدركون مقدار الخطر الذي قد يحدث في حال انطلاق فوضى' لا سمح الله ' دون سابق انذار وبدون قيادة واهداف محددة لا بل وبدون ضوابط عامة قد تستغل لاشعال فتنة وفوضى ممن يتربصون بالدولة واركانها وثوابتها .

المواطن اليوم بعد ان فقد الثقة بمعظم مؤسسات الدولة والقائمين عليها لا يستطيع ان يمنع تفكيره من الذهاب الى فكرة ' المؤامرة ' التي تستهدف الدولة والشعب ، والاخطر ان يبلغ الاعتقاد لدى المواطن ان تلك المؤامرة يمكن ان تكون برعاية رسمية مدروسة تمهد الارضية والساحة لتقبل قرارات سياسية مرفوضة اردنيا ولا يمكن تمريرها بدون فوضى واضعاف لمؤسسات للدولة وتهيئة شعبية .

المتابع للسياسات العامة في الدولة وطريقة اختيار الرؤساء والوزراء والمدراء وطريقة تشريع القوانين وفرض الضرائب وحتى الرسائل الاعلامية يتأكد ان هناك خللا كبيرا في نهج ادارة الدولة ولا يمكن اعتبار كل ذلك الا للسير باتجاه واحد ' وهو مستقبل مجهول ' للمواطن .ومسؤولون في معظمهم غير مسؤولين يتولون امورهم واستهداف وابعاد لكل من يدرك ويحذر مما يحاك وينتظر.

ماذا يعني ان تستمر الحكومة بتغولها على الشعب وعدم الاكتراث بردود الفعل حتى وان كانت خجولة ومبعثرة ؟ بالتأكيد لا يمكن اعتبار ذلك ثقة بقراراتها وصحتها ، ولا يمكن اعتبار ردود الفعل الخجولة ايضا تقبل الغالبية الشعبية لتك اللقرارات ، والحقيقة الوحيدة ان الكل ينتظر ربما كما يقال لانطلاق وانفلات سندفع جميعا ثمنا غاليا لا احد يستطيع معرفة نتائجه .

النصائح لم تعد مجدية والرسائل اصبحت مهملة ولا يلتفت لها اي مسؤول ، ولعلي هنا ادرك اسباب ' استسلام ' معظم مؤسسات المجتمع المدني وقيادات الحراك والفاعلين والامل الوحيد المتبقي هو صحوة وطنية قد تنطلق لاي سبب خارج اطار التوقعات الرسمية وحتى الشعبية .
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012