أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سـفـر الشــرف الأردنــي

بقلم : محمود الزيودي
17-02-2018 06:39 AM


كتاب أصدرته جامعة العلوم الإسلاميّة العالميّة بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربي ) حقّقه الدكاترة عبد الحليم الهروط ومحمد الخوالدة، والسادة مراد الشياب وأحمد العلاونة من عمادة البحث العلمي في الجامعة ...
يحوي الكتاب أسماء أول مئة شهيد للجيش العربي ... تبدأ حسب تاريخ الاستشهاد بالسلطي مفلح الدباس الذي احترف الجندية مع تأسيس الأمارة عام 1923 واستشهد عام 1938 .. يختم السفر المفخرة بالإربدي أحمد قاسم العثامنة الذي ترجّل نهاية عام 1948 ...
الأسماء والمعلومات منقولة من سجلات الجيش العربي .. تبدو المعلومات للقارئ العادي وثائق وأرقاما تحاكي سجلات دائرة الأحوال المدنية، ولكن الدارس لتاريخ الجيش العربي والمعارك التي خاضها في حرب عام 1948 يجد في الكتاب وثيقة تاريخية عن أوطان الجنود ضباطاً وضباط صف وأفرادا من أغلب أصقاع الوطن العربي . ولعلّ اسم الجيش العربي كان ولم يزل اللائق بهذه القوة التي تشكلت من حملة البندقيّة في الجيش العثماني والجيش الشمالي للثورة العربيّة الكبرى بتعداد 1920 عسكريا ( رقم الجندي الشهيد مفلح الدباس ) تنامى إلى 8956 ( رقم الجندي الشهيد أحمد العثامنة ) بالإضافة للضباط ... نجد في سفر الشرف جنوداً من المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا واليمن وفلسطين،بالإضافة إلى جميع أبناء القبائل الأردنية ومدنها وأريافها .
كان الملك المؤسس عبدالله الاول بن الحسين أكثر الزعماء والعسكريين العرب خبرة في قوة اليهود قبيل الحرب ، حشد المقاتلين المدنيين بالنخوة ... بركات طراد الخريشه بسرية من المناضلين قاتلت في القدس أنفق إبراهيم منكو كل تكاليفها من جيبه ... هارون الجازي بسرية قاتلت في باب الواد ، علوش داغش أبو تايه بسرية قاتلت في صفد ... أفرغ مخافر الشرطة والبادية من نصف مرتباتها ودفع بهم إلى فلسطين بما في ذلك قائد شرطة العاصمة حكمت مهيار الذي شارك عبدالله التل معركة كفر عصيون، وأرسل أول قافلة أسرى يهود إلى أم الجمال ...
يدلنا سفر الشرف على تسارع وتيرة الحشد بالتجنيد في الجيش منذ عام 1941 حيث زاد العدد من 5009 إلى 9051 خلال عامين ، وزيادة عدد الشهداء في الأسبوع التالي لانسحاب بريطانيا من فلسطين 15 أيار 1948 . ففي ذلك الأسبوع والذي يليه حدثت معارك طاحنة بين الجيش العربي والعصابات الصهيونية في دير الأرمن والشيخ جراح وباب العمود في المدينة المقدسة ، وخلال أقل من أسبوعين استشهد أكثر من ثلاثين جندياً وضابط صف وضابطا ... لم ترد أسماء بعضهم في السفر مثل رشيد البركات وسلامه المصاروه ( توثيق سليمان موسى – ايام لا تنسى ) ، والبعض ورد اسمه محرفاً مثل الملازم الأول الشهيد عيد ( آدليم ) والصحيح عيد أديلم كما ورد في ثلاثة مراجع عربية وأجنبية عن تلك الأيام المشرقة في القدس الشريف ... وهذا لا ينقص من جهود الباحثين والمعدّين الذين أخرجوا تلك الأسفار في زمن الصراع السياسي على المدينة بمقدساتها الإسلامية والمسيحيّة ...
يأتي كتاب أول مئة شهيد ضمن سلسلة الأوائل في الأردن التي تصدرها جامعة العلوم الإسلامية العالمية ، أول مئة موظف وأول مئة معلّم ، وهي جهود نبيلة ربما نعود للحديث عنها مستقبلاً .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012