أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 05 شباط/فبراير 2025
شريط الاخبار
الحكومة: 46% نسبة الفاقد من المياه في 2024 ترمب: أريد رؤية الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة أمانة عمان تعلن "الطوارئ المتوسطة" غدا استحداث 10 تخصصات جديدة في مجال التعليم التقني والمهني الملك والسيسي: إدامة التنسيق الوثيق حيال تطورات القضية الفلسطينية الملكة تدعو الأوروبيين لزيارة الأردن: بلدنا لديه شيء يناسب الجميع محافظة يشرح التوجيهي الجديد ويكشف سبب إخلاء سكنات العقبة أردوغان يستقبل الشرع ويناقشان خطوات مشتركة قائمة محدثة بأسماء المناطق التي قد تشهد تساقطا للثلوج الخميس في المملكة الملك يبحث مستجدات المنطقة مع رئيس لجنة فرعية في الشيوخ الأمريكي الملك يشيد بجهود الجيش العربي في حماية حدود الوطن وصون مقدرات نواب يطالبون بالسماح للمواطنين بالاعتراض على المخالفات المرورية الفراية: الأردن لن يتهاون مع من يبث الكراهية والعنصرية محافظة: 1600 معلم إداري بلا مبرر و1500 يعانون نقص النِصاب الضمان: إصابة عمل كل 35 دقيقة في الأردن
بحث
الأربعاء , 05 شباط/فبراير 2025


ضحايا الميرمية

بقلم : صالح أحمد عربيات
18-02-2018 06:01 AM


لا يوجد شعب يخاف من المرض أكثر من الشعب الاردني، فهو اذا شعر بألم معين لا يمكن ان يذهب مباشرة الى الطبيب قبل ان يغلي ويشرب كل حشائش الارض، والكارثة ان كل من حوله يصبح طبيب اختصاص، فالزوجة التي لم تكمل الاعدادي تشخص الحالة على انها مجرد برد وسيذهب بعد شرب الميرمية، بينما الجار الذي يعمل فني تكييف يصف له رجل الحمامة كعلاج فعال لمعظم الامراض، واذا ما زاد الالم فإن لدى ابن عمه صاحب محل كل شيء بدينار وصفة كان الرومان يستخدمونها وأثبتت فعاليتها وهي أن تأتي بنحلة لتلدغ مكان الألم ولن تشعر بعدها بشيء.
جميعهم ليسوا بحاجة الى صور اشعة، او فحوصات دم، او حتى قياس الضغط، ليحددوا ان كانت الميرمية ام رجل الحمامة هي العلاج المناسب، فرجل الحمامة صرفت لارتفاع الحرارة والمغص والكسور وآلام الولادة والتهاب القولون وبعضهم رأى انها تغني عن اجراء عمليات القلب المفتوح.
فكان ضحايا رجل الحمامة في الاردن اكثر من ضحايا عيد الاضحى المبارك، بينما كان عدد الأردنيين الذين ناموا في ثلاجات الموتى بسبب الميرمية اكثر من عدد الدجاج والاسماك التي نامت في ثلاجاتنا.
العالم صرف ملايين الدولارات حتى يخترع الروبوت الآلي وذلك لاستخدامه في العمليات المعقدة التي يصعب على الأطباء البشر التعامل معها، ونحن ما نزال نبحث في البراري عن نحلة لتلدغنا ومعالجة اكثر الامراض تعقيدا!
نعم نحن من يبحث دائما عن البدائل حتى لانصل الطبيب، فلنا تجارب مؤلمة مع القطاع الصحي العام، الذي يعالج معظم المرضى بإبرة فولترين او حبتين بنادول، فاذا لم يتحسن المريض وكان في العمر بقية عاد اليهم مرة اخرى ليخبرهم ان الفولترين لم يجدِ نفعا فتجرى له الفحوصات اللازمة، بينما اذا لم يكن في العمر بقية فان اكثر من نصف اموات الاردن غادرونا وكانت آخر ذكرياتهم في الدنيا حبتين بنادول!
لا ينقص القطاع الصحي العام الكفاءات الطبية، ولكن الطبيب الذي يعالج اكثر من ستين مريضا في اليوم لا يستطيع ان يعطي كل حالة الوقت الكافي من التشخيص، كما ان نقص الاجهزة الطبية المساندة يقف عائقا امام عملهم؛ فموعد الحل النهائي في سورية قد يكون اقرب من موعد صورة اشعة في الاردن.
ان كان تصليح مصعد في مستشفى حكومي احتاج الى زيارات عديدة من مسؤولين كبار في الدولة حتى تم اصلاحه وربما اليوم تعطل، فكيف تغامر الحكومة بأرواح مرضى السرطان وترسلهم لمستشفيات الصحة التي تفتقر صيدلياتها الى أدوية الضغط، فكيف العلاج الكيماوي.
ان كنا نخاف من ان نجري عملية مرارة في مستشفيات الصحة لضعف الامكانيات، فكيف لا نخاف على مرضى السرطان من العلاج في تلك المستشفيات وقد لا يجدون من يقيس لهم درجة الحرارة.
هذا المرض الخبيث لا يصلح معه البنادول كمسكن، ولا راجعنا بعد ثلاثة اشهر، هذا المرض بحاجة الى مراكز متخصصة وكفاءات طبية واجهزة متطورة توفرت جميعها ولله الحمد بأنجح مشروع طبي في الاردن الا وهو مركز الحسين للسرطان.
هذا المركز الذي نباهي به العالم لتطوره وحسن ادارته بكفاءات اردنية نريد أن نفقره بعدم تحويل مرضى السرطان اليه. ما نزال ندفع دينارا على فاتورة الكهرباء للتلفزيون حتى يعرض لنا فوائد الميرمية، أليس هذا الصرح الطبي أحق بالدينار فهو على الاقل يعالج ويبعث الأمل ولا يرسل للمقابر ضحايا فولترين وميرمية!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012