أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدولة الناجحة هي التي تبني هيبتها من حب الشعب لها !!!

بقلم : هاشم نايل المجالي
18-02-2018 06:20 AM

خلق الله الانسان وكرمه على كافة الخلائق الاخرى، وميزه بالعقل والفكر اللذين باستخدامهما، تسخر جميع ما تحتويه الارض من خيرات، وكل من يستفيد منهما يعرف كيف يتعامل معهما، فمن خلالهما يعرف الانسان القدرات والمواهب التي يتمتع بها ويعرف ايضاً ما هو اعمق من ذلك اي كرامته وقيمته وانسانيته ووجوده، فاصبح يسعى ويناضل من اجل ذلك، فهما قيمتان عظيمتان تستحقان التضحية، وهما احترام لهذه الروح قبل الجسد وقبل كل شيء وفقدانهما يعني فقدانا لانسانيته وبالتالي سيتحول الى شخص آخر اكثر عدوانية وعنفاً ، وكرامة الانسان لا تتجزأ وحق كل مجتمع ان ينال حقه من خلال توزيع مكاسب التنمية والتحضر والتطور، والكرامة هي القيمة الفعلية للانسان وهي تعطيه ميزات وصفات تميزه عن غيره وتندرج قيمة الانسان وتكمن في انسانيته ونظرته للاخرين كنظرته لنفسه وبكرامة محفوظة ومصونة لا مساس بها من اي كان او دون وجود مبرر او حجة لذلك، والمشكلة الكبرى تكمن في الشخصيات السياسية او الاجتماعية التي تستغل الناس خاصة الاضعف في المجتمع ضمن اجندتهم السياسية والشخصية ولتحقيق مصالح ذاتية لتسجيل مواقف ومصالح من خلال دفع بعضهم للتظاهر ومن ثم التخريب، هؤلاء يستهدفون من وراء شراء الناس وبعد تجييشهم ودفعهم في مسارات ومنزلقات خطرة تحقيق مصالح ذاتية حتى ولو كانت على حساب كرامة هؤلاء المحتاجين من الناس لدعم مالي او عيني، وهؤلاء ضحايا الحاجة والمعونة لم يكونوا يوماً عرضة للمزاد العلني لولا الفقر والجوع والمعوزة والحاجة والمعاناة المعيشية والواقع الاليم الذي يزداد يوما ًبعد يوم ليصبحوا ضحايا اجندات المتلذذين على معاناتهم وعلى حساب كرامتهم بسبب فقرهم وحاجتهم المادية، شخصيات نرجسية تتلاعب بمشاعر الناس وحاجاتهم ويستغلونهم بسبب ظروفهم الصعبة التي يعيشونها، وبالتالي يكونون ضحايا لهؤلاء النرجسيين بسبب عدم تفرغ الجهات المعنية لحل مشاكلهم المعيشية او ايجاد فرص عمل لهم ليصبحوا بالمزاد للحصول على شهادة بالعنف والسرقة والتخريب والتظاهر والشتم ومن ثم الخلو من الضمير، كله بسبب بؤس الممارسة النظرية للسياسات والخطط والاستراتيجيات التي لم تقرن بالعمل والعطاء والانتاج؛ لانه كان هناك خواء فكري لكثير من المسؤولين، واعتمدت على الاستقواء في حماية نفسها من الفشل ولم يعد هناك معنى للتوصيف الوظيفي سواء لتلك الشخصيات المسؤولة او لدور الاحزاب الفعلي والحقيقي بالمجتمعات التي اصبح نضالها التقرب من اصحاب القرار بحثاً عن المناصب وغالبيتها اصبح للمتاجرة بهدف الاستفادة منهم بحثاً عن الحصانة خوفاً من المسأءلة بدل ان تقدم مشاريع فكرية بمفاهيم تشاركية مع كافة الجهات المعنية بحق الواجب الوطني وبقيم الحرية المسؤولة وليس بالعلاقة العامودية التي تربط المتنفذين بالفقراء والمحتاجين لاستغلالهم عند صناديق الانتخابات بالمال الفاسد على اعتبار انهم كبار والباقي صغار، اذ ان حكاية التمكين والتكوين والبرامج الهادفة والمشاريع المنتجة قد اندثرت من برامج الممارسة لتحقيق التنمية ومحاربة الفقر والبطالة وان شعارات النقاء والعفة ونظافة اليد والتضامن ومصلحة الوطن وخدمة الصالح العام اصبحت مجرد وقود للاستهلاك وللحملات الدعائية الانتخابية ولتجييش البسطاء من ابناء الشعب.
كلما اقترب موسم البيدر وتحقيق الغنائم قُصر بحق المواطن الفقير والضعيف وبحق المناطق الاقل حظاً، فكل من قصر في عدم تحقيق التنمية لينتج مواطنين ضعفاء بلا هوية ولا بوصلة ومواقف على ان يلعب دور البلطجة هم مقصرون بحق وطنهم وقيادتهم وهم نرجسيون بحق مواطنيهم واوصلوا الوطن الى الوضع الخطر والحرج من اجل ان يجعلوه في مهب الريح واوصلوه الى المسلك الوحيد للعلاج وهو الحراك الاجتماعي لتتسع الهوة بين الطبقات لتندمج الطبقة المتوسطة والفقيرة بنفس حجم المعاناة بسبب ارتفاع الاسعار دون هوادة او رحمة لتصبح القاعدة العريضة، فطبقة الاغنياء لا خوف عليهم حيث تتوفر لديهم الامكانيات لمغادرة البلاد خاصة من امن نفسه خارج الوطن بودائع مالية او مشاريع استثمارية ومسكن خاص به لتبقى الطبقات الاخرى هي الطبقة الوطنية المتمرسة في هذا الوطن خلف قيادتها وعنوانا للولاء والانتماء مهما كان تعبيرها عن الغضب بسبب التقصير بحقها وبسبب مخلفات الفساد فهي الطبقة التي تعلق آمالها بقيادتها لانصافها وتحقيق العدالة التنموية لمناطقها بكل تواضع وعدم تهميشها وعزلها عن بقية المناطق التي تم التركيز عليها لرفع مستواها حضارياً.
والشيء الاساسي والهام هو المحافظة على العلاقة المبنية على الثقة بين المواطن والدولة؛ فالدولة الناجحة هي الدولة التي تبني هيبتها على حب الشعب وتزيل كل المعوقات التي تحقق التنمية وتحول دون الوصول اليها من فقر وبطالة ومرض وجهل؛ اذ ان من يتتبع الحقائق ميدانياً عن كثير من المناطق الاقل حظاً يجد انها دون المأمول في حل الكثير من المشكلات التنموية والمعيشية والصحية والتعليمية وغيرها التي اوصلت الكثيرين الى التعبير عن ذلك باسلوب او بآخر.

hashemmajali_56@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012