أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : الترقيع الوزاري لحكومة الملقي

21-02-2018 08:00 PM
كل الاردن -



من المعروف للجميع ان مصطلح 'الترقيع ' يستخدم لاطالة عمر ما يتم ترقيعه ، وعندما نتحدث عن ترقيع وزاري يعني البحث عن وسائل لاطالة عمر الحكومة نتيجة فشل او اخفاق ادائها وعلى الاغلب فان عملية الترقيع لن تحسن الاداء لا بل قد تزيد من التراجع والفشل في احيان كثيرة لان الخلل اصبح في الاصل وكما يردد البعض لا يصلح العطار ما افسده الدهر.

قضيتنا في الاردن ليس بالاسماء مهما كانت ولا بقدرتها على العطاء او الفشل لاننا ببساطة لا نملك ادوات قياس حقيقية يمكن من خلالها الحكم على اي شخص او حكومة ، مشكلتنا الحقيقية ' بالنهج ' الذي يتم من خلاله اختيار رئيس الحكومة والوزراء ، وغالبا ما تكون عملية الاختيار تخضع للمزاجية والمناطقية والمنافع الشخصية وهذا ما ظهر جليا خلال العقدين الاخرين من عمر دولتنا.

حكومة هاني الملقي لم تختلف كثيرا عن ما سبقها من حكومات فلم تأت باختيار شعبي ولا حتى نيابي او حزبي ، ولم يكن لها برنامج عمل محدد تم اختيارها بناء عليه ، وشابها الكثير من الملاحظات الشخصية على اختيار اعضائها منذ لحظة تشكيلها مرورا بعدة تعديلات اجريت عليها خلال عام وصولا الى ما يتوقع من تعديل خلال ايام .

اذا اردنا ان نتحدث بشكل مباشر نقول ان الخلل اصلا في رئيس الحكومة فهو من يختار معظم وزراء حكومته ولن اقول جميعهم ، وهو صاحب القرار الاخير في الاداء الحكومي لان الرئيس في الاردن كما جرت العادة قراره ' مركزي ' بامتياز ونادرا ما نجد وزيرا يعارض توجهاته او رغباته حتى يضمن بقاءه في الوزارة وعدم خروجه في اول تعديل ، فهل بعد ذلك نحمل المسؤولية للوزير فاقد الولاية ونترك صاحب الولاية الحقيقي؟ .

قبل ايام تم التصويت على حكومة الملقي وحصلت على الحد الادنى من الاصوات التي تمكنها من الاستمرار بالرغم من معرفتنا بكل ظروف النواب وادوارهم ، وهذا اكبر مؤشر على فشل الحكومة وعدم قدرتها على الانجاز لا بل ورفضها ومع ذلك يلجأ الملقي لاجراء تعديل حكومي في محاولة بائسة لكسب مزيد من الوقت وتوجيه سهام الفشل لوزراء ربما يكونون افضل من رئيس الحكومة في الاداء .

كمواطن متابع لما يتسرب من اخبار تتحدث عن دخول ' شخصيات سياسية واقتصادية وربما امنية ' في التعديل المرتقب ، هنا نسأل رئيس الحكومة ان كان قادرا على تقديم كشف عن انجازات الاسماء التي سيختارها لاصلاح حكومته قبل انهيارها بشكل كامل ، وهل يستطيع ان يقنع الشعب بسبب خروج وزراء التعديل وكشف بمواقع فشلهم حتى نتأكد ان الرئيس متابع جيد لاداء حكومته ويملك القدرة على محاسبة وزرائه ويبرر للشعب اسبابه لاجراء التعديل حتى لا يعتقد الناس ان ما يحصل هو مجرد مضيعة وقت وحقل تجارب سيدفع الوطن والشعب اثمانا جديدة لفشل الحكومة ونهجها وقدرتها على الانجاز ؟.

لعلي ما اكتبه اليوم يدركه كل ابناء الوطن ، قالقضية ليست رئيس حكومة وزراء فهم ' يدعون انهم اصحاب ولاية عامة ' وهم يدركون ان ولايتهم منقوصة ولا يملكون ادنى ضمانه لبقائهم يوما اضافيا في مواقعهم فهم ليسوا خيار الشعب ولا برنامج ، وهم اقرب لموظفي الحكومة يراقبون ' تقاريرهم ' كل نهاية يوم عمل ،فهل بعد ذلك ننتظر منهم اداء وانجازا ومحاسبة حقيقية ؟ .

الترقيع سيبقى ' ترقيعا ' مهما حاولنا تجميله وتبريره ' قضيتنا في النهج وليست بالاشخاص ' وحتى يتغير النهج سنبقى نرقع حتى لو غيرنا الحكومة برئيسها ومراسليها
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012