أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما أحوجنا إلى الوسطية و الاعتدال فكيف السبيل إليهما ؟

بقلم : احمد الخالدي
23-02-2018 10:31 AM

بعد تعرض المجتمع الإسلامي إلى العديد من المؤثرات السلبية و التي كادت أن تطيح به من سما العلياء بسبب ما أدخلته عليه من فتن و مضلات الفتن و طائفية مقيتة و نعرات عنصرية و عصبية مذهبية و تبعية قبلية جعلت هذا المجتمع في حالة من التشرذم و التناحر المذهبي و الاقتتال الطائفي و التعصب المذهبي
فأصبح كل فرد يرى فيما يتعبد به هو الأصلح و الأفضل من غيره و هو الأقرب إلى سعادة الدارين و هنا وقع ما لا يحمد عقباه إذاً كيف السبيل للخروج من هذه الدوامة التي دخلت فيها الأمة ؟
لابد من حلول جذرية وليست سطحية تكون ناجعة و كفيلة في نفس الوقت في انتشال واقعنا المرير مما هو فيه و يعيد وحدة الصف بين المسلمين و ينشر بينهم قيم الوسطية و الاعتدال فيكونوا حينها كالإنسان الواحد المتحد و الغير قابل للتجزئة و التقسيم ، ولا نجد أفضل طريق من العقل و التعقل و الرجوع إلى القيم و المبادئ النبيلة التي خطها لنا النهج الإلهي الرسالي عبر الرسل و الأنبياء بما شرعوا من تعاليم و أحكام تحفظ مقدسات الأمة من كل شر و داهية خبيثة و كذلك الأفعال التي تُعد مدرسة ذات أسس و قواعد متينة كانت وما تزال علينا الحجة الدامغة في السير بنهجها الرصين.
فمثلاً وفي بدايات عصر الإسلام لم توجد وسائل الإعلام من فضائيات و إعلام مرئي أو مسموع بل اعتمد المنبر و مجالس الذكر التي كانت تُعقد في الجوامع و المساجد و الحسينيات ومنها المسجد النبوي الشريف و كيف استطاع الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و خلفائه الراشدين و صحبه المنتجبين ( رضي الله عنهم أجمعين ) من تهذيب النفوس و إعداد الناس إعدادا جيداً يليق بسمعة الإسلام وكذلك تربيتهم تربية صالحة قادرة على تخريج رسل السلام الذين يقع على عاتقهم مهمة إيصال رسالة الإسلام إلى أبعد نقطة على وجه المعمورة .
و هذا الدور العظيم يتجدد اليوم من خلال اعتماد الأساليب الأكثر تأثيراً في الناس ومنهم شريحة الشباب قادة المستقبل و المعول عليهم قيادة الأمة نحو تحقيق العدل و المساواة و نشر مبادئ الوسطية و الاعتدال وكما رسمتها السماء لا التي خطتها الأيادي الآثمة التي تعتاش على الدينار و الدرهم التي باعت آخرتها بأبخس الأثمان ، فالشباب ذات ميول متنوعة تصب كلها في رافد واحد لا غير فتلك الشريحة تهوى المظاهر البراقة الخداعة و التي تغرر بهم فتصبح فريسة سائغة لذئاب الطائفية و الإغواء و الانحراف.
لذلك لابد من حفظ تلك الشريحة من خلال صقل المواهب المبدعة بما يتماشى مع قيم و مبادئ السماء فنجد أن حضور مجالس الذكر و الشعائر الدينية و ترغيبهم في حضورها و الاستزادة منها و كذلك دعم تلك المجالس بأناشيد و قصائد تبنى على أطوار و مقامات محبذة لدى نفوس الشباب و التي تستسقى من أصول و فروع ديننا الحنيف و تقوم على أسس و منهجية إسلامية بحتة تؤمن بالاعتدال و الوسطية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012