أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نقل السفارة بذكرى النكبة … !!!

بقلم : فارس شرعان
25-02-2018 12:36 PM

امتاز عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالمفاجآت التي تقذفها في وجوه الشعوب العربية بين حين وآخر بدءا من منع هجرة المسلمين والافارقة وسكان امريكا اللاتينية الى الولايات المتحدة ووقف المساعدات الاقتصادية ومرورا باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني والتخلي عن الشعب السوري الذي يسومه الروس والايرانيون سوء العذاب من خلال القتل والقصف والتدمير وتهجير زهاء ١٣ مليون سوري قسريا الى خارج الوطن. اما المفاجأة الأخيرة التي قذفتها واشنطن في وجوهنا فتتمثل بقرار الادارة الامريكية نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس في الرابع عشر من شهر مايو آيار «المقبل» بذكرى النكبة او احتفال الكيان الصهيوني بذكرى انشائه قبل ٧٠ عاما بحيث يغدو العيد الصهيوني في عيدين الاول ذكرى زرع الكيان الصهيوني في خاصرة الوطن العربي والثاني نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس … الغريب في الأمر ان اقطار الأمة العربية كلما تتعرض لضغوط امريكية كلما ترضخ للغطرسة الصهيونية والعربدة الامريكية ولا تتجرأ على مواجهة المؤمرات الامريكية والصهيونية انطلاقا مما يعتبر تحالفا عربيا امريكيا رغم ان نتائج هذا التحالف واثاره تترتب على الدول العربية وحدها دون اي مقابل من الجانب الامريكي … ففي بداية عهد ترامب عقدت قمة عربية امريكية اسلامية في الرياض جنت خلالها واشنطن ارباحا طائلة ناهزت ٤٦٠ مليار دولار دون ان تحصل الاقطار العربية على دولار واحد …. فكانت المكافأة اعلان ترامب ان القدس عاصمة اسرائيل مما اخرج الولايات المتحدة عن كونها وسيطا نزيها وشريفا بين الفلسطينيين والاسرائيليين ما اخرج العلاقات العربية الامريكية عن مسارها واخذت واشنطن تمارس المزيد من الضغوط على الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا فاوقفت مساعداتها الاقتصادية عنهم وخفضت من دعمها لوكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين «الاونروا» علما بان الاونروا انشئت لرعاية اللاجئين وتقديم الخدمات التعليمية والصحية والاغاثية لهم وطالما ان قضية اللاجئين لا تزال قائمة ينبغي الاستمرار بالبقاء على الاونروا لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وعلى طريق المفاجآت الامريكية للشعوب العربية اعلنت المندوبة الامريكية في مجلس الامن الدولي نيكي هايلي ان خطة تسوية ازمة الشرق بين الاسرائيليين والفلسطينيين او ما اصطلح على تسميتها بصفقة العصر قد اكتملت تمهيدا لتنفيذها علما بان الصفقة لن تعجب ايا من الطرفين الا انهما لن يرفضانها على حد قول هايلي … الا ان صفقة العصر ستسبقها عقد قمة خليجية امريكية لانهاء ازمة الخليج او ابرام المصالحة بين قطر ودول الخليج الثلاث الاخرى السعودية والامارات والبحرين لأن الموقف الامريكي يتمثل بتوحيد مواقف دول الخليج لتمكينها من الصمود ومواجهة ايران التي تتربص سوءا بدول الخليج وتعمل على التدخل بشؤونها علاوة على المخطط الامريكي باقامة تحالف عربي اسرائيلي امريكي لمواجهة ايران والتصدي لاطماعها في الدول العربية خاصة بعد سيطرة ايران على القرار في اربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن ومحاولاتها للسيطرة على القرار في المزيد من الدول العربية. بعد حل الازمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين واقامة تحالف عربي اسرائيلي امريكي لمواجهة ايران تنطلق عملية التطبيع الكبرى بين الدول العربية والكيان الصهيوني في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية لتقليم اظافر ايران واخراج الميليشيات التابعة لها من الدول العربية وخاصة من العراق وسوريا ولبنان واليمن وخضوع المنطقة بكاملها لاسرائيل والولايات المتحدة حيث سيغدو الكيان الصهيوني القوة الاقليمية الكبرى في المنطقة … !!!


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012