أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كلب العمدة!

بقلم : محمد أمين
27-02-2018 10:52 PM

اهتزت الأوساط الشعبية والرسمية فى تل أبيب، بعد نعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لكلبته.. تأثر الرجل حزناً على فقد كلبته، وكتب نعياً مؤلماً على مواقع التواصل، وقلبه يتمزق من الحزن.. وفى الغالب تموت الكلاب فلا يشعر بها أحد.. إلا إذا كانت لها حيثية.. وفى المأثور الشعبى أن كلب العمدة إذا مات مشيت فى جنازته عائلات القرية، وإذا مات العمدة لا يمشى فى جنازته أحد!.

شوف واتفرج على حنيّة رئيس الوزراء الإسرائيلى.. شوف الرحمة.. ينعى كلبته «كايا» ولا يذرف دمعة واحدة على قتل آلاف البشر!.. يقيم مأتماً لكلبة ولا يتأثر إنسانياً بسقوط مئات الضحايا على يديه!.. الجنازة حارة والميت كلب.. كما نقول فى الأمثال.. والكلبة هنا لها حيثية.. وتنتمى لعائلة حاكمة.. والآن الكلاب تعيش عصرها الذهبى.. تأكل وتشرب وتعيش فى فنادق فئة خمس نجوم!

ومع هذا فإن كلبة نتانياهو ليست أشهر كلبة.. فالكلبة «لايكا» كانت أشهر كلبة فى التاريخ.. ولدت فى الأرض وماتت فى السماء.. أطلقها الروس حول الأرض ولم تعد، وظلت تدور فى أحد الأقمار حول الأرض.. وحزنت عليها الشعوب المحبة للكلاب.. وهى أول رائد فضاء من فصيلة الكلاب.. طبعاً الكلاب وصلت القمر.. ولم تعد هرباً من ظلم «سكان الأرض».. و«فضلت البقاء فى السماء»!.

وقد ذكرتنى كلبة نتانياهو بقصص كلاب لفنانين ومشاهير وكتّاب وأدباء.. لكنها أيضاً استدعت إلى ذاكرتى قصة كلبة فى الدرب الأحمر، نالت شهرة عظيمة حالياً.. وهى من فصيلة الكلاب البوليسية.. لا تنتمى لعائلة حاكمة، وليس لها حيثية، ولا تنتمى لناس مشاهير.. إنما لناس طيبين.. يحبون الكلاب ويعتبرونها أحد أفراد الأسرة.. قصتهم الآن على السوشيال ميديا باسم قصة «الكلبة هيرا»!.

والمثير أن ثقافة تربية الكلاب انتشرت حالياً فى مصر.. وتحولت إلى تجارة رائجة.. فهناك مزارع للكلاب.. وهناك نوادٍ صحية وفنادق راقية لزوم الاستجمام وتغيير الجو.. البعض يعتبرها بديلاً للأبناء.. أما أشهر تمثال لكلب فهو «هاتشيكو» فى اليابان وكان صاحبه أستاذاً جامعياً، وكان ينتظره كل يوم على محطة القطار حتى يعود.. فلما لم يعد انتظره حتى مات، فصنعوا له تمثالاً ومزاراً!.

والقصة لا تقتصر على الكلاب والقطط فقط.. فهناك من يربى الطيور ويكلمها ويلاعبها.. وقد رأيت بعينى من يتحدث مع ببغائه.. ويطلب منه حركات فيؤديها بدقة.. وفى الإمارات يربون الصقور أيضاً.. وهى غالية جداً.. أما نحن فنربى الحيوانات لنأكلها.. على طريقة اللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع.. ولله فى خلقه شؤون!.

وفى النهاية، أعرف أن العِشرة لا تهون.. ولا اعتراض لى على نعى الكلاب والقطط.. ولكن وجه الاستغراب: إذا كان نتانياهو بهذه الرحمة ناحية الكلاب، فعلى الأقل أن يتمتع بهذه الحنيّة تجاه البشر!.. هكذا ينبغى أن تكون الحكاية.. فهل تربية الحيوانات دليل على الرحمة؟.. ليس شرطاً!.
محمد أمين - المصري اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012