أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المأزق العربي!

بقلم : عبدالحميد المجالي
01-03-2018 07:37 AM

هناك اجماع لاخلاف عليه، ان الامة العربية تمر في هذه المرحلة من تاريخها بمأزق متعدد الابعاد و المواصفات. ورغم الاجماع على حالة الجزر المتفاقمة في الحالة العربية، الا ان هناك اختلافا وتفرقا بين التيارات الفكرية والسياسية العربية حول تحديد طبيعة هذا المأزق التاريخي واسبابه وكيفية الخروج منه في الواقع الراهن والمستقبل المنظور.
ومع ذلك فان هناك نقاطا مشتركة بين هذه التيارات المتباينة ربما تتحدد اهمها فيما يلي:
اولا: غياب رؤية وموقف عربيين موحدين سواء على مستوى النظم او الحركات الشعبية من القضايا الجوهرية ذات الطابع القومي المستند الى المصالح المشتركة للامة العربية ككل، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الموقف من القضية الفلسطينية.
ثانيا: تفاقم الانقسام بين البلدان العربية وتغليب الصراعات والخلافات الجانبية على الصراعات الاساسية مع الغير سواء كانت دولا كبرى او إقليمية.
ثالثا: ضعف النظام العربي او على الاصح غيابه نهائيا عن التفاعل مع الواقع العربي، والانتقال في هذا التفاعل من اطار النظام العربي الى اطار النظام الشرق اوسطي الذي تتحكم في مجرياته واطره الدول الكبرى والاقليمية، إذ تتسابق الدول العربية الى كسب ود او التحالف مع الدول العظمى والدول الاقليمية في اطار تبعية ظاهرة للعيان تلقي باثارها على الواقع العربي بمجمله.
رابعا: غياب المشروع النهضوي سواء على الصعيد العربي او على الصعيد الداخلي في كل دولة؛ ما يعزز دخول الواقع العربي في حلقات من التخلف الشامل بالقياس مع دول العالم الاخرى، وعدم الاخذ باسباب الانتقال الى عصر الحداثة بعد ان دخلت معظم دول العالم الى عصر ما بعد الحداثه في مجالات التقدم العلمي والحضاري والتخطيط للمستقبل.
خامسا : الوطن العربي اصبح يخضع وبصورة سافرة لاتجاهات الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، والى فعالية الصعود والطموح المتنامي للدول الاقليمية المحيطة بالوطن العربي كايران وتركيا واسرائيل واثيوبيا، وعجز الدول العربية عن مواجهة اطماع هذه الدول في النفوذ والهيمنة.
سادسا: الافتقار بدرجات متفاوتة لمناخ ديمقراطي صحي وحقيقي يمكن معه اطلاق مبادرات المواطنين للمشاركة في تقرير شؤون الوطن المصيرية من خلال حوار واسع ومسؤول تتوافر فيه ضمانات الحرية والموضوعية دون قيود.
ورغم هذا التشخيص الجزئي وغير الكامل للواقع العربي، فان الاهم هو ان الاسئلة الكبرى حول كيفية الخروج من هذا المأزق مازالت هي التي تضفي على العقل العربي حيرة وظلالا؛ لان الاجابة عليها تشكل في حد ذاتها مأزقا صعبا.
والاسئلة الاهم هي: ما هي الاسباب التي دفعت الوطن العربي الى هذا المأزق؟ هل هناك سبب واحد او مجموعة اسباب؟
ما هي كيفية الخروج من هذا المأزق في ظل الظروف الموضوعية المعقدة الراهنة لخلافات الدول العربية وعلاقات القوى الاقليمية والدولية؟ ثم ما هي نقطة الانطلاق الرئيسة المشتركة التي يمكن واقعيا بناؤها فكريا وسياسيا واجتماعيا، بهدف ايقاف هذا التردي واستعادة زمام المبادرة المنتجة والخلاقة على كل المستويات؟.
باختصار نحتاج الى البدء بثورة فكرية وثقافية شاملة، فبهذه الطريقة نهضت اوروبا قبل قرون، بعد ان وضعنا العقل العربي في الثلاجة ومازال!.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012