أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : فقاعات نواب وثقة الشعب

01-03-2018 07:28 PM
كل الاردن -


منذ سنوات يتفاجأ الشعب الاردني أكثر من مرة بنائب ' يهدر ' تحت قبة مجلس النواب ، ويهدد ويزمجر ويتوعد بأنه سيكشف المستور وينتصر للوطن ويفضح الفاسد ويملك الملفات والوثائق ، وكما هي العادة ايام ويذهب صدى صوته تحت القبة في غياهب الجب وكأن شيئا لم يحدث .

المصيبة ان بعض النواب لا يتوقف عن مثل هذه المسرحيات الهزلية في كل دورة لمجلس النواب ، لا بل لعلي اؤكد ان الشعب الاردني يعلم تماما ما هي الغايات من صراخ نائب وتهديده للحكومة او لاحد الوزراء ، ومع ذلك كثيرا ما يستجاب لطلباتهم من قبل الحكومة ويتم اغلاق الملف الذي لم يفتح اصلا .

عندما يهبط مستوى اداء أي نائب الى هذا الحد ، وعندما تتجاوب الحكومات مع هذا المستوى ، وعندما ينسى الشعب تلك المسرحيات ولا يحاسب او يتابع نهايتها ، عندها نعلم جميعا ان القضية لا تتوقف عند نائب ' مبتز ' ان جاز التعبير ولا عند الحكومة المهزوزة والضعيفة ، بل نتوقف عن الشعب الذي يساعد كثيرا في ابتزاز النائب احيانا من خلال تصديقه ' بداية الامر' والغفران له عندما يغلق فمه وكأن شيئا لم يكن ، لا بل وبعضهم يبدأ بكيل المديح للحكومة ويتسابق على منح ثقته لها مدعين ان ذلك من اجل الوطن .

لن اتعرض لنائب معين ولا لقضية معينة اثيرت تحت قبة البرلمان ، ولكني اتوجه الى القضاء والادعاء العام بسؤال ، اليس من حقنا عليكم ان تلاحقوا أي نائب يدعي امتلاكه معلومات ووثائق تدين جهات او اشخاصا في موقع المسؤولية بعد ان اعلنوا ذلك رسميا تحت القبة ؟ وملاحقة الحكومة التي لم تطالب النائب رسميا بالوثائق او المعلومات التي ادعى امتلاكه لها وكشفها امام الرأي العام ؟

اليس من حق الشعب ان يقاضي أي نائب في حال تراجعه وصمته بعد ان اساء للدولة ولاجهزتها والعاملين فيها في حال تبين انه كان يدعي كذبا امتلاكه معلومات حساسة ثم تبين انه كاذب وان هدفه الابتزاز كونه لم يعلنها او يقدمها للعدالة او للرأي العام؟.

اخيرا هل قدرنا في الاردن ان تبقى الملاحقة للمواطن المسخوط حتى لو همس لأعز الاصدقاءاحيانا منتقدا بعض الجهات ويبقى البعض محصنا من العقاب والملاحقة ويبقى الوطن مسرحا للاشاعات والابتزاز المكشوف وكأننا في ' وطن كل من ايده اله ' كما يقول المثل العامي .؟ وهل قدرنا ان نبقى في دوامة الاشاعات التي اصبحت شعار حكومات وبعض النواب وبعد ذلك ياتي من يطالب بالاستثمار والاستقرار ويردد : اننا وطن الامن والامان .


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012