أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


واشنطن ترامب تُمعن في إحراج عمّان: موقع السفارة الامريكية في القدس على الأرض “المتنازع عليها مع الأردن”

بقلم : فرح مرقة
09-03-2018 02:54 PM

يُخرج الرئيس الامريكي دونالد ترامب القدس من طاولة المفاوضات فعلاً وعلى حساب الأردن حرفيّاً، بينما تعدّ سفارته نفسها للانتقال الى المساحة المتنازع عليها في القدس، والمرسّمة كمتنازع عليها ليس بين الاسرائيليين والفلسطينيين عملياً وانما بين اسرائيل والاردن.
وفقاً لمعلومات صحيفة نيويورك تايمز الامريكية التي تواكب ما عرف بـ “صفقة القرن” منذ تولّي الرئيس الامريكي المُحدث للجدل دونالد ترامب منصبه، فإن الولايات المتحدة قررت نقل سفارتها تحديداً على المنطقة المتنازع عليها (والمنزوعة السلاح)، مما يعني حسم المزيد من الاراضي لصالح اسرائيل وأكثر الامعان في احراج الاردن وفلسطين، في سياق اي مفاوضات.
في الاثناء أيضاً، تراقب العاصمة عمان كل التغييرات والتطورات التي تجري في القدس (حيث يوجد موظفون اردنيون) دون اي حراك حقيقي، باعتبارها مكبّلة من كل النواحي، حيث ولي العهد السعودي يثبّت خطاه في مشروعه الاقتصادي انطلاقا من مصر، ثم ينتقل للندن والتي رعت وترعى اصلا المصالح الاسرائيلية منذ الوعد البريطاني “بلفور 1917” (الذي احتفلت رئيسة وزراء بريطانيا المحافظة في ذكراه المئوية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل 3 أشهر)، وصولا للراعي الاكبر للمصالح الاسرائيلية في واشنطن.
خط سير رحلة الامير بن سلمان اصلا يدلّ على ما يسعى اليه الرجل مهما كانت حدة وضوح تفاصيله، والجنرال السعودي النزِق انور عشقي، المطلع جيدا على تفاصيل الاحاديث مع الاسرائيليين اكد قبل اعلان القدس الشهير ان السعودية تدرك ان “تبادل اراضٍ” سيحصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين لحل النزاع الطويل، وهو ما تعمل عليه واشنطن مع الرياض.
السعوديون انفسهم إذاً لا ينفون عن انفسهم “التواصل مع الاسرائيليين”، أما البرود في العلاقات بين الرياض والاردن فلا ينكره الا “الدبلوماسيين” وبصورة ترفض رؤية الحقائق ودون اي ادلة ملموسة، في الوقت الذي تتصدّر وسائل الاعلام الكويتية (صحيفة القبس بصورة خاصة ودورية) فقط وحصرا خط النفي فيما يتعلق بتورط الرياض وحلفائها فيما يعرف بـ “صفقة القرن”. التبرير للكويت واضح فهي تكاد تكون من اواخر الدول الخليجية التي لا تزال تعتبر “اسرائيل” الخطر الأكبر في منطقة الشرق الاوسط، وعليه ترفض أن تعترف بأي علاقة بين الأمير بن سلمان والاسرائيليين مهما كان نوعها.
بالعودة للأردن، فهو اليوم في موقف لا يحسد عليه، والأرجح أن هناك من يريد له ان يكون كذلك، خصوصاً وان التنازع على الاراضي، والحديث عنها قد يعني فتح ملف القرار “السياسي والاداري” القاضي بفك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية عام 1988، والذي يقرؤه القانون الاردني كقرارٍ غير دستوري.
قرار واشنطن اختيار الارض المتنازع عليها منذ عام 1948 بين الجيش الاسرائيلي والجيش العربي (الاردني)، والمصنفة في القرارات الاممية كأرض منزوعة السلاح، يعني بالضرورة صدام اردني امريكي اسرائيلي، الامر الذي مهما تجاهلته عمان واشاحت بوجهها عنه سيظل انتهاكاً لسيادتها بصورة اساسية.
ما ورد قد يفسر اكثر السعي السعودي لاستمالة القدس بكل ما فيها من مقدسات وسكان واراضٍ حيث بهذه الطريقة فقط تستطيع الرياض ان تكون “الذراع التنفيذية” الفعلية الوحيدة للصفقة المزمع الاعلان عنها قريبا على الاغلب، في الوقت الذي ترتطم فيه الصفقة اليوم عمليا بكل العقبات المتعلقة بالموقف الاردني (رغم انحنائه القسري مؤخراً)، والموقف الفلسطيني المعقّد بالاضافة الى المواقف المؤازرة والمساندة للموقفين واهمها التركي والايراني ومن يدور بفلكهما ثم الكويتي والقطري والعُماني من دول الخليج والتي من شأنها ايضاً “اقلاق” الرياض في حاضنتها الاقليمية الطبيعية.
بكل الاحوال، تتسارع الاحداث والضربات على الاردن، والتحالفات باتت واضحة حيث تقف عمان بمعظم مواقفها في تحالفٍ ضد كل مصالحها، وسيزداد سوؤه إذا ما وصل الامر لمرحلة مشروع “نيوم” الضخم المتوقع تحوله الى بوابة اقتصادية ضخمة للصفقة المنتظرة. الامر الذي لن تتم معالجته بأي حال بتقارب “زاحف” مع اي تحالف اخر، رغم الاقرار بضرورة دراسة الخيارات جيداً في منطقة الاستقطاب المتسارع.' برلين- “رأي اليوم” – فرح مرقه'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012