أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


إبتسامة على شفاه حزينة
13-10-2011 07:56 AM
كل الاردن -

alt
الدكتور حسين عمر توقه

أخي الأسير فؤاد الرازم يا عميد أسرى القدس ويا أحد أعمدة الصبر في النضال يامن مضى على اعتقالك أكثر من ثلاثين عاما منذ عام 1981
أيتها الأخت آمنه منى يا أقدم أسيرة مقدسية حكم عليك المحتل الغاشم حكما بالسجن المؤبد
أيها الأخ وائل قاسم  من قرية سلوان يا صاحب أعلى حكم في تاريخ الأسرى الفلسطينيين المقدسيين حيث صدر بحقك السجن المؤبد  35 مرة إضافة الى 50 عاما أي ما مجموعه 4515 عام
أيها  الأخ المقدسي الأسير الضرير علاء الدين البازيان  ليس الأعمى من فقد البصر وإنما الأعمى هو من رضي الذل والعار وتخلى عن صوت النضال الذي كنت أنت نوره وشمسه بنضالك  منذ عام 1986
يا كل الأسرى يا كل الأسيرات لا أعلم من سيشملهم العفو منكم ولا أدري كيف ومتى سيتم إطلاق سراح الآلاف المؤلفة من المناضلين الشرفاء القابعين في السجون الإسرائيلية التي لا تصلها الشمس وما هي الوسيلة لتحريرهم
كنا نقول ( الواحد منا يساوي مائة  ) والآن يستطيع العدو المحتل أن  يقول  ( الواحد منا يساوي ألف ) مع أن ظفر طفل من أطفال الحجارة يساوى كل محتل معتد أثيم وأن كل حجر من حجارة فلسطين يساوي دبابة وصاروخاً وطائرة ف16
سبحان الله حين تختلط الأوراق وتستمر علاقة الظالم بالمظلوم سبحان الله كيف يتم وضع شعب بكامله خلف الأسوار كيف يتم اعتقال  شعب بكامله وسجنه في أرضه . كيف يقف المحتل في الطريق المؤدي الى المسجد الأقصى يفرض على أهل الأرض أن يقدموا هويتهم لجندي محتل يتحكم فيهم ويمنع شبابهم من أداء الصلاة يوم الجمعة .
كم من الشهداء سقطوا كم من الأطفال تيتموا وكم من النساء ترملوا. كم من الأطفال أصيبوا بعاهات وإعاقات . أين هي صرخة الحرية وقد قدمنا كل ما يمكن لشعب أن يقدم أين هي العدالة الإنسانية الى متى هذا الظلم الى متى يا ربي.
أما آن لنا أن نبتسم أما آن لنا أن نستقبل الشمس كباقي الشعوب دونما قيد دونما إذلال . متى يتحقق الحلم لم يبق في مسيرة حياتنا عذاب إلا وتعذبناه لم يبق في مسيرة حياتنا بؤس إلا واجترعناه.  لقد تمزقت العائلات في كل حدب وصوب لاجئين في بقاع غريبة . ننحت في الصخر ونقسم أن نبقى أن نستمر في الحياة رغم اليأس رغم الدموع رغم كتلة من العظام يمسكها بقية جلد نردد ونصرخ  بأننا سوف  نتحرر وأننا سوف نعود الى الأرض المقدسة .
أما آن لهذه الشفاه الحزينة أن تبتسم ونحن نحتضن أسرانا رغم إدراكنا أننا سجناء في وطننا طالما بقي هناك احتلال ظالم هو آخر احتلال عسكري في العالم  
في فجر 25 /6/2006  بينما كانت قوة اسرائيلية من لواء جفعاتي المدرعة ترابط على الحدود  في موقع  " كيريم شالوم " العسكري  بين مدينة رفح الفلسطينية واسرائيل تمكنت مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين  من التسلل عبر نفق أرضي الى الموقع الإسرائيلي  تمكنوا من مباغتة القوة الإسرائيلية وقتل اثنين من الجنود الإسرائيلين وجرح خمسة آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط ونقله بسرعة  فائقة الى مكان آمن في قطاع غزة ورغم التعزيزات الجوية  ألإسرائيلية الفورية والأرضية ورغم نشاط الشين بيت والشاباك والموساد طوال السنوات الخمس الماضية إلا أن إسرائيل قد فشلت في التوصل الى معرفة مكان احتجازه وفشلت في إطلاق سراحه
رغم كل القوة والجبروت رغم كل الأجهزة الإستخبارية وكل الأجهزة الأمنية ورغم كل الترويع والطغيان لم يتمكن الإحتلال الإسرائيلي من تحرير جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة رغم عشرات الملايين من الدولارات  لمن يبلغ عنه ورغم الغارات والحروب ورغم كل محاولات التجسس الفني والإلكتروني فلقد بقي جلعاد شاليط منذ فجر 25/6/2006  أسيرا في يد المقاومة الفلسطينية .
واليوم وقد قامت حركة المقاومة الفلسطينية  "حماس" بإطلاق سراح جلعاد شاليط مقابل 1000 من الأسيرات والأسرى الفلسطينيين  وإصرارهم أن يمثل الأسرى المحررين كل فلسطين الضفة الغربية وغزة وأراضي 48 والجولان والشتات الفلسطيني .
نحن سعداء أن يعود جلعاد شاليط الى والدته والى عائلته نحن نريد لهم أن يبتسموا بعد أن شعروا بالأسى والعذاب طوال السنين الماضية نحن نريدهم أن يبتسموا وأن يحسوا بمشاعر مئات الآلاف من الأمهات الذين فقدوا أطفالهم وأزواجهم وبناتهم . ومئات العائلات الفلسطينية الذي هجروا وشردوا بعد أن هدمت منازلهم وتم اقتلاعهم من أرضهم . نحن نريد أن يعود جلعاد شاليط الى قريته كي يبقى مثلا ورمزا يذكر كل الإسرائيليين بأن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تنجز عملا عسكريا وأن تنهيه بطريقة إنسانية
فإلى متى  يا محمود عباس والى متى يا خالد مشعل يستمر هذا الإنقسام أما آن لكم أن تتحدوا هل فرقت الطائرات الإسرائيلية  بين منظمة التحرير وبين  حركة حماس هل فرق الرصاص الإسرائيلي  بين أهل غزة وأهل جنين
إن في إطلاق سراح جلعاد شاليط درس كبير لإسرائيل أصابها في الصميم وإن وصف الأسرى الفلسطينيين بالأسرى هو وصف خاطىء لهم فهم والله أسود خلف القضبان . والأسير الحقيقي هو السجان الظالم المدجج بقوة السلاح وليس السجين المظلوم المدجج بالصبر والإيمان وعدالة القضية والمطلب

الدكتور حسين عمر توقه  
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-10-2011 08:18 AM

ابدعت اخي الكاتب الكريم وفعلا انهم ليسو اسرى بل اسود خلف القضبان

2) تعليق بواسطة :
13-10-2011 02:42 PM

عنوان المقال مأخوذ من اسم الفيلم العربي (العذاب فوق شفاه تبتسم ) للكاتب احسان عبد القدوس

3) تعليق بواسطة :
13-10-2011 03:48 PM

الى الأخ سلطي
مع كل تقديري واحترامي الى السلط التي تنتمي اليها ومع كل احترامي الى كل الأخوة السلطيين الذين أجلهم وأخترمهم أعاهدك في المرة القادمة ألا أستخدم كلمة أبتسامة
أو شفاه أو حزينة كعنوان لأي مقال طالما أن هناك اسما لفيلم هو " العذاب فوق شفاه تبتسم "
وأظن با أخي أن هناك بونا شاسعا بين موضوع المقال وبين موضوع الفيلم كما أظن أن هناك اختلافا في العنوانين

4) تعليق بواسطة :
13-10-2011 04:01 PM

وهل المواطن العربي بكل مكوناتة وأرثة التاريخي يساوي قشرة بصلة عند دولتة
,,,,لا وجة للمقارنة بين احترام الدول الغربية وأسرائيل لمواطنيهم وبين احترام الدول الدول العربية لمواطنهم,,,,,,,

هانحن نصرخ وننادي ونسير المسيرات !!!!هل تعتقد انة يوجد من يجيب صرخة الملهوف

5) تعليق بواسطة :
13-10-2011 06:02 PM

اشكر الدكتور حسين بداية على مشاعره الطيبه والتي تنبع من وطنيته وطيب اصله وحرصه على فلسطين وشعبها العربي المسلم وذلك من خلال دعوته للفصائل لاتمام المصالحه والتعالي على الجراح وتقديم المصلحه العامه على المصالح الخاصه, و عندي تحفظ على جزئيه من مقالكم الكريم وهي (عودة شاليط الى قريته). سيدي شاليط لا يوجد له قريه او بلده في فلسطين فهو وغيره من الصهاينه غرباء عن ارضنا وبلادنا ولا يوجد لهم اي شرعيه فيها , فهو صهيوني فرنسي جاء اهله ومثلهم الكثير من الصهاينه مستوطنيين غاصبين لفلسطين بعدما شرّدوا وهجّروا اهلها واقاموا في بلادنا دون اي شرعيه وسنطردهم منها طال الزمان ام قصر . اشكرك على مقالك الطيب واعذرني للمداخله.

6) تعليق بواسطة :
13-10-2011 10:03 PM

الأخ ماهر الكسواني المحترم
تحية التقدير والإحترام
أشكرك أشد الشكر على كلماتك الطيبة التي تدل على النبل والأصالة
إن القضية الفلسطينية هي جزء لا تتجزأ من الإيمان بالله لكل إنسان عربي مسلم له ضمير.
ولكم كنت أتمنى أن يكون جلعاد شاليط من الصهاينة الغرباء المحتلين كما كان والده ووالدته الذين هاجروا من فرنسا كما قلت قبل عقود . وبكل أسف من أجل الحقيقة فقط فإن جلعاد شاليط قد ولد في مدينة نهاريا بتاريخ 28/8/1986 ثم انتقل بعد ذلك الى بلدة متسبيه هيلاه في الجليل الغربي. ولكن هذا لا يمنع أن يكون غريبا لأنه مستوطن غاصب محتل

7) تعليق بواسطة :
13-10-2011 10:28 PM

الدكتور حسين ..كل الحب والاحترام لشخصك الكريم ولمقالاتك التي تنم عن علم وثقافه ومعرفه ..لكن حبيت تلطيف الجو المشحون هذه الايام .علّى الابتسامه تعود وتنفرج عقدة جبهاتنا ..وأكيد الفرج والفرح قادم باذن الله تحت الرايه الهاشميه ...واعتذر اذا أزعجتك لكن النيه صافيه ..تحياتي لك

8) تعليق بواسطة :
14-10-2011 07:16 AM

الأخ ماهر الكسواني المحترم
تحية التقدير والإحترام
أشكرك أشد الشكر على كلماتك الطيبة وأعتقد جازما أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي له ضمير وقضية كل مسلم يؤمن أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
نعم أوافقك الرأي بأن هؤلاء الصهاينة الذين احتلوا الأرض دونما وجه حق شذاذ الآفاق هم غرباء عن أرض فلسطين وأن عائلة شاليط قد قدمت من فرنسا قبل عقود
ولكنني كباحث لابد وأن أقر بكل أسف أن جلعاد شاليط وهو ابن نعوم وأفيفا شاليط وهم يهود من أصل فرنسي قد هاجرا لفلسطين قبل عقود وأن جلعاد شاليط قد ولد في مدينة نهاريا بتاريخ 28/8/1986 ثم انتقل بعد ذلك مع عائلته الى بلدة " متسبيه هيلا" في الجليل الغربي.

9) تعليق بواسطة :
14-10-2011 09:54 AM

اخي السلطي الكريم
حماك الله ورعاك وأعطاك من بسمات العمر كل ما تتمناه
وأمدك بالصحة والعافية وأبعد عنك كل الهم والغم
وأبعد عن طريقك كل نغمة حزن وأمدك بالحب والطمانينة وراحة البال
وجعل كل أيامك وأيام كل الأردنيين بسمات وضحكات وأحال النكدوالشقاء
الى أمل ونقاء

10) تعليق بواسطة :
14-10-2011 04:21 PM

اشكرك مجددا على ردّك الطيب , وانا اتفهم تماما الواقع المفروض علينا كفلسطينيين وعرب ومسلمين واعرف ان اعدادا كبيره من الصهاينه ولدوا في فلسطين المحتله وعاشوا فيها للاسف لكنها بعون الله مرحله مؤقته لان دوام الحال من المحال وان عودتنا ستتحقق وسنعود الى بلادنا باذن الله. ولن نيآس من رحمة الله, ودمتم

11) تعليق بواسطة :
14-10-2011 04:28 PM

دكتور حسين ..كلك أخلاق وطيبه وتواضع ...أرجو أن تكون من المرشحين للانتخابات البلديه القادمه وثق بأنني سأكون من الداعمين واذا سمح لي القانون بتحويل تسجيلي من السلط لمنطقتك سأفعل تقديرا لك ...لأننا فعلا بحاجه الى نواب من أمثالك ..وليس نواب مكسرات ...هل يعقل وبأي دوله بالعالم مناقشة تعديلات دستوريه في غاية الاهميه ومصيريه بقعده بزر وقضامه ..وشكرا وتمنياتي لك ولعائلتك بالصحه وراحة البال وأخيرا أقول لو أن كل المعلقين وكتاب الاعمده والمقالات بدفىء لسانك وقلمك لكنا بألف موده وخير ..(لازمها قفشه ...لو كل الناس مثلك خرب شغل المحامين والمحاكم وقّفت عن شغلها ..مافي داعي الهم ..)ويا موقع كل الاردن نريد منكم هذا المستوى من الكتاب ..

12) تعليق بواسطة :
15-10-2011 07:08 AM

ابدعت دكتور حسين ، فالقضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم وهي صراع ازلي لن ينتهي الا بنهاية دولة صهيون

13) تعليق بواسطة :
15-10-2011 08:02 AM

تحية اجلال وتقديرازجيها اليك من كل قلبي , اخي الكاتب المحترم , تحدثت ضمنا عن موازين في القيمة بين العربي واليهودي , واجدت , واود ان اضيف انه علينا الحديث في موازين القوى بشكل عام التي بدأت تميل الى صالح الحق العربي وان كان ذلك بشكل لا يدركه الا من يتسلح بالايمان المطلق بعدالة القضية ومقدرة الانسان العربي المسلم , اما المشككون والمرجفون واصحاب الاعذار التي في معظمها اقبح من ذنب فلا يزالون في سباتهم وغيهم . الامل بالله اولا ثم بالذاكرة العربية المسلمة التي لن تنس فلسطين العربية بدون 48 و67 واية الوان ... فلسطين من الماء الى الماء ودمتم سالمين غانمين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012