17-03-2018 08:00 PM
كل الاردن -
منذ ستتة أسابيع ويزيد تشهد مدينة السلط وبالتحديد ساحة ' العين '
منبرا وطنيا يتجدد كل مساء بالرغم من كل محاولات افشاله حتى لا تنتقل
عدواه الى بقية مدن المملكة خاصة التي ما زالت ' ترقب ' ردود الفعل
الرسمية والشعبية ، لا بل لعلي اؤكد ان ساحة العين اليوم اصبحت محط
الاهتمام الرسمي والشعبي الاردني خاصة وان القائمين على التنظيم اثبتوا
قدرتهم المميزة على التعامل بطريقة اغلقت كل الطرق على الجهات الرسمية
لاستغلال اي تصرف ' تتحجج ' من خلاله لتشويه ذلك المنبر الوطني كما حصل
مع وقفات شعبية سابقة في عدد من مناطق المملكة .
مدينة السلط صاحبة التاريخ الذي لا ينكره الا جاهل او حاقد ، وذات الموقع
الجغرافي الذي يقابل جبل النار في فلسطين المحتلة ، وصاحبة الفضل على
الرعيل الاول من مؤسسي الاردن والذين تشرفوا بالالتحاق بمدرستها الثانوية
الوحيدة في ذلك الوقت ، تطلق اليوم منبرا وطنيا من ساحة العين تؤكد من
خلاله ان السلط ستبقى على الدوام حاملة رسالة وطنية لم تغيرها الايام
وتبدل الاحوال .
اليوم يتابع الشعب الاردني اخبار ' ساحة العين ' وهناك من يراهن على ان
مدنا اردنية ستحذو قريبا ما قام به احرار السلط ، ولا استبعد ان يتحول
حراك الكرك وذيبان واحرار بني حسن في الزرقاء لاختيار مواقع عامة في
مناطقهم لتتحول الى منابر وطنية تبعا للسنة التي اختطتها مدينة السلط
واحرارها حتى تنتشر هذه الظاهرة الوطنية لتكون الانطلاقة الحقيقية لعمل
وطني مؤثر بعيد عن الاستغلال والاساءة وحتى لا يستغل من قبل صيادي الفرص
من الذين اصبحوا مكشوفين للشعب الاردني .
خلال السنوات السابقة تم افشال الحراك الوطني بسبب تعدد المرجعيات وقدرة
الاجهزة الرسمية على التشكيك ببعض القائمين على الحراك احيانا والضغط
عليهم احيانا اخرى ، ولكن ما يحصل في مدينة السلط اليوم اغلق الباب على
كل متصيد وحتى امام الاجهزة التي امتهنت التشكيك والتفريق ومن هنا لا بد
من نقل تجربة ساحة العين بكل تفاصيلها لبقية مناطق المملكة حتى تصبح
الموجه الحقيقي للرأي العام الاردني .
ولعلي من هنا ومن خلال تجاربي الخاصة في العمل العام المطالب بالاصلاح
اؤكد ان توحيد الشعارات الوطنية هو السبيل الوحيد لتثبيت الخطوات الاولى
للعمل العام واغلاق الطرق على كل مشكك ، فقضيتنا الوطنية هي المطالبة
بالاصلاح ' بكل اشكاله ' السياسي والاقتصادي والتصدي لعصابات الفساد
واسترجاع ما نهب من خيرات الوطن والتأكيد على هويتنا الاردنية والتصدي
لمحاولات العملاء لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب والدولة
الاردنية بعد ما اطلت علينا ما تسمى صفقة القرن .
وحتى نحقق ذلك كله فلا بد من التأكيد على الشعارات التي رفعت في ساحة
العين ومدن المملكة التي شهدت حراكا وطنيا ، حكومة انقاذ وطني من شخصيات
وطنية غير ملوثة سياسيا وماليا ، وفتح الدستور الاردني وقانون انتخاب
يؤدي لحكومات برلمانية ولجنة قضائية مستقلة تفتح كل ملفات الفساد ومشاركة
شعبية حقيقية في ادارة الدولة وانتهاء النهج الذي اوصل الوطن لما وصل
اليه من ضعف وتبعية سياسية ومالية ولعلي اجزم ان ما زال هناك متسع من
الوقت قبل ان ندفع جميعا ثمن التعنت ورفض المشاركة .