أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حصاد«أوسلو »

بقلم : رشيد حسن
18-03-2018 05:46 AM

بجردة حساب بسيطة، نجد حصيلة اتفاقية “اوسلو “ والتي مر عليها “25” عاما، نتائج كارثية..مأساوية..
فهذه الاتفاقية –الكارثة، لم تؤد الى اقامة دولة، ولم تحرر شبرا واحدا من الارض، ولم تحم المقدسات، ولم تعد لاجئا واحدا من المنافي والمخيمات، ولم.. ولم... الخ.
واسمحوا لي قراءنا الاعزاء، أن نمضي في استعراض كوارث هذه “الاتفاقية”
ف”اوسلو” اطلقت سرطان الاستيطان، بعد أن أجلت البحث فيه الى المرحلة النهائية، فتضاعف عدد المستوطنين ثلاث مرات ويزيد، فبعد أن كان عددهم عام 1993 حوالي “240” الف مستوطن، يتجاوز عددهم اليوم “750” الفا، وتضاعف عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

ان من أخطر اخطاء “اوسلو”..انها قسمت الشعب الفلسطيني الى ثلاثة اقسام : اللاجئين، عرب 48، الضفة والقطاع،وحصرت كل جهودها وانشطتها ومفاوضاتها لاقامة دولة مستقلة في الضفة والقطاع، متناسية اهلنا الصامدين في ارض 48، ونضالاتهم المشرفة، ووافقت على اخضاع حق العودة للمفاوضات مع العدو.
ولعل فتح باب التطبيع الذي دشنته “اوسلو”، هو من أخطر تداعيات هذه الاتفاقية، اذ أعطى ضعاف النفوس والمتأسرلين المبرر، وهو قطعا مبرر كاذب، لفتح “اوتوسترادات” التطبيع، مستغلين الوضع العربي البائس والفلسطيني المتردي المهزوز.
لقد كشف اليمين الصهيوني الفاشي بقيادة نتنياهو.. بلاءاته الثلاث.. وعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، ورفضه وقف الاستيطان، والاصرارعلى تهويد القدس، واقتسام الاقصى مكانيا وزمانيا، وقبل ذلك وبعده رفضه الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، كشف هول الكارثة التي تسببت بها “اوسلو”...
فلا التنازلات عن 78% من فلسطين التاريخية،، أقنعت العدو بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ونعني حقه في اقامة دولته على كامل الارض الفلسطينية، التي احتلت في 4 حزيران 1967،وعاصمتها القدس الشرقية، كما لم تقنعه الاستجابة للقرارات الدولية، وخاصة قرار مجلس الامن رقم 2334 الذي يدعو الى وقف الاستيطان، بل حدث عكس ذلك، اذ قامت سلطات العدو برفع وتيرة الاستيطان، وصادرت حتى الان 67% من اراضي الضفة الغربية، و86% من اراضي القدس المحتلة..ما يشكل اغتيالا لحل الدولتين، بعد ان اصبح امكانية تنفيذه مستحيلا، بعد ان حول الارض المحتلة الى كانتونات غير متصلة جغرافيا ببعضها البعض.
وها هو يعرض على الفلسطينيين حلا اخر، حل الدولة الواحدة برؤية صهيونية، كما بينا في مقال سابق.

باختصار...
“اوسلو” هي سبب الكارثة، التي حلت بالشعب الفلسطيني، وتكاد تداعياتها الخطيرة تفوق تداعيات نكبة 48، وهو ما يفرض شطب هذا الفصل المظلم من كتاب الشعب الفلسطيني النضالي المشرق، وتمزيق ورقة الاعتراف بالكيان الصهيوني، والعودة الى الاصل الى الميثاق الوطني الفلسطيني، قبل تعديله..
ففلسطين من بحرها الى نهرها ارض عربية فلسطينية محتلة، وفلسطين هي الوطن الحصري للشعب الفلسطيني، لا ينازعه فيها احد. والمقاومة هي طريقه لتحريرها من الغزاة الصهاينة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012